بن حفيظ عاشق القديم

عندما تتحول الهواية إلى مصدر رزق

عندما تتحول الهواية  إلى مصدر رزق
  • القراءات: 471
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

 

اختار منصف الدين بن حفيظ أن يخرج عن المألوف، من خلال توجيه اهتمامه إلى جمع كل ما يعبّر عن الزمن الجميل، وقد ترجم ميله الشديد لكل الأشياء التي كانت تستعمل قديما من أجهزة وأوان زالت بحكم التطورات الحاصلة في المجتمع، تجسيدا للمثل الشعبي القائل «الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه». أبى هذا الشاب إلا أن يرضي نفسه ومحبي كل ما هو قديم، عن طريق التكفل بجمعها وعرضها للباحثين عن قطع قديمة أصبحت اليوم نادرة.

 

قد لا تصدقون إن قلت بأن الجناح الذي كان يعرض فيه الحرفي بن حفيظ، كان الأكثر زحمة مقارنة مع باقي الأجنحة الأخرى التي تباينت فيها المعروضات بين الحلي وصناعة المراهم والألبسة التقليدية بفضاء «مصطفى كاتب»، حيث شدت معروضات الحرفي بن حفيظ، التي اختلفت بين آلات موسيقية قديمة، على غرار الأكورديون وأجهزة تصوير تعود إلى  سنة 1934، إلى جانب عدد من الطوابع البريدية والنقود وحتى الساعات العتيقة وأجهزة الراديو، انتباه الزوار، للفرجة أو لاكتشاف عدد من الأشياء التي كانت تستخدم قديما، كل حسب اهتمامه ـطبعاـ، فمثلا كان من بين الزوار من شد انتباهه آلة «الأكورديون» القديمة، حيث طلب من العارض أن يجربها، ولشدة إعجابه بها قرر أن يقتنيها. في حين اختارت زائرة أخرى شدّ انتباهها البطاقات البريدية التي تصور الجزائر العميقة، حيث قررت مباشرة اقتناءها، في حين وقع بصر زائر آخر على آلة تصوير قديمة ظل يتمعن فيها ويجربها ويعبر في كل مرة عن إعجابه بها.

من هواية إلى مصدر رزق

يقول بن حفيظ في بداية حديثه، إن اهتمامه بهذه الحرفة كان في أوّل الأمر من باب الهواية التي يمارسها، بعد أن يفرغ من عمله كمحاسب، لكن مع مرور الأيام، قرر أن يتفرغ لها بعد أن لاحظ اهتمام الناس الكبير من حوله حيال كل ما يخص تحفه التي كان يجمعها بالمنزل، وشيئا فشيئا قرر التفرغ لها وتحويلها إلى مصدر رزق، حيث يقوم بشراء هذه التحف النادرة من مختلف الولايات، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثمة يقوم بإعادة بيعها لمحبي هذه التحف القديمة أو الباحثين عنها، من خلال المعارض التي يشارك فيها، يقول «لشدة اهتمامي بهذه الهواية، قررت التفرغ لها وذهبت إلى أبعد من هذا، إذ لم أتخصص في مجال معين، وإنما قررت أن أجمع كل ما هو قديم، مثل أجهزة الراديو والساعات والنقود ومختلف الآلات الموسيقية». مشيرا إلى أنه مارس هذه الهواية لأكثر من عشر سنوات، وفي كل مرة يتمسك فيها بها أكثر فأكثر، خاصة أمام الطلب الكبير عليها من الزوا بما في ذلك الأجانب، الأمر الذي دفعه إلى إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لهذه الهواية والبحث عن القطع النادرة، لاسيما ما تعلق بالأواني النحاسية القديمة التي أصبح يجري التخلص منها برميها، في الوقت الذي يبحث آخرون عنها.

التأسيس لجمعية مطلب أنشده

شارك الحرفي بن حفيظ في العديد من المعارض، وكان في كل مرة يشده اهتمام الزوار بهذه التحف القديمة، بل أكثر من هذا، كان بعض الزوار يطلبون منه إمكانية تأمين بعض الأجهزة القديمة، على غرار الراديو أو بعض آلات التصوير القديمة، في المقابل يقوم هو بالبحث عبر صفحته لتمكين الزبون من الحصول على ضالته، وهو ما قاده إلى التفكير بصورة جدية في توسيع هذه الهواية، من خلال إنشاء جمعية تعنى بكل ما هو  قديم وقال: «أنا بصدد البحث عن مهتمين بهذه الهواية ليشاركوني في الجمعية، وإن حدث وتحقّق حلمي، أتطلع من خلالها إلى تسطير برنامج سنوي للعرض عبر مختلف الولايات، لتمكين الجميع من الفرجة أو اقتناء ما يبحثون عنه من تحف قديمة للزينة أو الذكرى».