تعرف شواطئ عنابة هذه الأيام، إقبالا واسعا من طرف العائلات العنابية؛ حيث تحولت هذه المساحات الشاطئية إلى قِبلة حقيقية للباحثين عن الترفيه بعيدا عن الرطوبة في المنزل، إلى جانب كسر الرتابة السنوية، وعليه فإن عنابة، هذه السنة، لبست ثوبا مزج بين الأزرق والأبيض والأخضر، وهي ألوان البحر والغابة والسماء، وكلها جماليات أبدع فيها الخالق تريح النفوس، وتليق باستقبال المصطافين القادمين حتى من الولايات المجاورة، منها قسنطينة، والطارف، وقالمة، وباتنة وغيرها من المناطق.

تزامنت هذه الخرجات اليومية وارتفاع درجة الحرارة، وهو الأمر الذي أجبر العائلات والأطفال على النزول إلى الشاطئ، هذا ما ذكره لنا خالد، 29 سنة، الذي قدِم من مدينة قسنطينة، والذي أكد أنه مع ارتفاع درجة الحرارة، تَوجه مباشرة رفقة عائلته، إلى مدينة عنابة الخلابة لقضاء بعض الأيام على شواطئها الذهبية. وحيال سعر الفنادق أضاف محدثنا أنها مرتفعة جدا هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية. وعليه فإن أغلب المصطافين فكروا في كراء المنازل مقابل مبالغ مقبولة.

غيّرنا الوجهة إلى شاطئ ريزي عمر بمدينة عنابة، هنالك وجدنا طوابير طويلة من السيارات تحمل ترقيم عدة ولايات، حيث ينزل المصطافون عند منتصف النهار إلى هذه الشواطئ للتمتع بعذوبة البحر، حدث هذا قبل أيام من حلول موسم الاصطياف، والذي سيكون في الفاتح من جويلية القادم، لكن حسبما يبدو، فإن عنابة اكتظت عن آخرها هذه السنة قبل الموعد المحدد، ناهيك عن امتلاء الفنادق بالزبائن. وفي ما يخص كراء المنازل على مقربة من حلول موسم الاصطياف، قال لنا بعض المواطنين إن أغلبهم هجروا منازلهم من أجل كراء هذه البيوت، وقد تم تهيئتها وربطها بمختلف التجهيزات؛ إذ يصل سعر البيت المهيأ لليلة واحدة، إلى أكثر من ثلاثة آلاف دينار. وقد يصل إلى الذروة عند منتصف موسم الاصطياف، وعليه تكون هذه السكنات القريبة من الشواطئ بمثابة فضاء تجاري للاسترزاق، والربح السريع لتغطية مختلف الاحتياجات، بما فيها مصاريف عيد الاضحى، على غرار الأضحية، وشراء ألبسة الأطفال ومستلزمات أخرى.

وعلى صعيد آخر، أنهت مصالح ولائية بعنابة التحضيرات الأساسية الخاصة بإنجاح موسم الاصطياف؛ كتوفير المرشات، والمياه الصالحة للشرب، وفتح دورات المياه المهيأة، إلى جانب تنظيف كل الشواطئ التابعة لمدينة عنابة المقدر عددها بـ 11شاطئا، فيما أكدت الجهات المحلية استعداد عنابة لهذا العرس الصيفي، والذي سيكون قِبلة للمغتربين والسياح المحليين، إلى جانب فتح الأكشاك أمام المواطنين، ووضع برتوكول صحي وإجراءات صارمة لمواجهة وباء كورونا.