يقطن بقسنطينة واستمد شهرته من سيارته

عمي رابح عزوز صاحب سيارة "دو شوفو" التي شاركت في كل المسيرات

عمي رابح عزوز صاحب سيارة "دو شوفو" التي شاركت في كل المسيرات
  • القراءات: 1122
زبير.ز  زبير.ز

لم يفوت عمي رابح عزوز من ولاية قسنطينة، صاحب الـ81 سنة وسيارته من نوع سيتروان "دو شوفو"، أية مسيرة من مسيرات الحراك الشعبي التي انطلقت بتاريخ 22 فيفري الفارط، حيث كانت السيارة المشهورة بعاصمة الشرق حاضرة في كل جمعة من جمعات المطالبة بالتغيير، حتى أنها تنقلت إلى ولايات مجاورة على غرار عنابة، خنشلة، باتنة، برج بوعريريج، بجاية، أم البواقي وحتى تيزي وزور، من أجل المشاركة في جمعات الحراك، ليصبح الرجل الثمانيني وسيارته  علامة مميزة بحراك قسنطينة، خاصة بعدما فتح الرجل قلبه وسيارته للشباب من أجل أخذ صور تذكارية والحديث عن قصة هذه السيارة التي تزينت بألوان الراية الوطنية، وحملت على جانبيها شعارات "شباب"، "عمل"، "عدالة" و"حرية، حيث كتب على كل باب شعار من هذه الشعارات.

يقول عمي عزوز بأن فكرة مشاركة السيارة في مسيرات الحراك، جاءت من طرف شباب الحي الذي يقطن به، بشارع مسعود بوجريو (سان جون)، وسط المدينة، مضيفا أنه تلقى طلبا من بعض الشباب من أجل دهن السيارة بألوان العلم الوطني واستعمالاها كرمز في مسيرة الحراك الأولى، وهو الأمر الذي وافق عليه بكل ترحاب وسرور، ومند ذلك الوقت والسيارة حاضرة في مسيرات الحراك سواء بقسنطينة أو خارجها.

سيارة صنعت سنة 1957 وكانت ملكا لسيدة فرنسية

بالعودة إلى الحديث عن هذه السيارة التي لاقت رواجا كبيرا في سنوات الخمسينات والستينات وحتى السبعينات والثمانينات، بما أنها سيارة شعبية وكانت غير مكلفة، فيقول عمي عزوز في دردشة مع "المساء"، التي التقته في مسيرة الحراك، في الجمعة 22 بوسط مدينة قسنطينة، أن هذه السيارة فرنسية الصنع، يعود تاريخ دخولها حيز الخدمة والسير إلى عام 1957، أي قبل استقلال الجزائر بخمس سنوات، مضيفا أن هذه العلامة المسجلة للصانع العالمي المشهور "سيتروان"، كانت ملكا لسيدة فرنسية مقيمة في الجزائر، قبل أن يشتريها سنة 1966، بسبب شغفه بالسيارات الصغيرة، وقال إنه دفع وقتها مبلغ 1200 دينار.

بعد أكثر من 50 سنة من الاستعمال، تبقى "دوشوفو" عمي عزوز، تزاحم السيارات الفخمة والحديثة وباهظة الثمن، في طرق قسنطينة وحتى خارجها، وهي تحمل ألوان الراية الوطنية، كما تلقى صاحب السيارة، وفقا لما صرح به لـ«المساء"، دعوة من فرنسا من أجل المشاركة في معرض للسيارات القديمة، وهي فرصة، حسب تأكيده، ستكون سانحة من أجل نقل صورة العلم الوطني المرسوم على "الدو شوفو" إلى بلد الجن والملائكة، والافتخار بما تقدمه هذه السيارة في مسيرات الحراك الوطني.

قصة عشق سيارةعمرها 53 سنة

حسب عمي عزوز الذي ولد سنة 1938، فإنه ومنذ أن اشترى هذه السيارة، تكونت له علاقة خاصة معها، حتى أنه وبسبب اهتمامه الكبير بها، أصبح يعشقها، وهي التي رافقته مند أكثر من 53 سنة، وقطع بها آلاف الكيلومترات عبر الوطن وحتى خارجه، حيث يؤكد عمي عزوز أنه سافر بها من قسنطينة إلى وهران، وأنه قطع بها المسافة الرابطة بين باريس ومرسيليا في فرنسا بسيارته الـ«دو شوفو"، وأنه يحتفظ بسيارته، كما يحتفظ بزوجته، وقال إنه منذ أن اقتنى هذه السيارة لم يتسبب في أي حادث مرور على مدار أكثر من نصف قرن من السياقة.

أكد عمي عزوز أنه يخص سيارته برعاية متميزة، رغم قلة قطع الغيار، وأنه يتفقد كل كبيرة وصغيرة فيها، وهو الأمر الذي جعلها تسير بشكل عادي دون توقف، مضيفا أنه أصبح يحفظ عن ظهر قلب ميكانيك هذه السيارة، وقال إن السيارة تملك محركا بسيطا، مثل محرك الدراجة النارية، بقوة 2 حصان، ومنه استمدت اسمها بشمعتين اثنين للإشعال، مكثف كهرباء ولفائف إشعال، وأن هذا المحرك لا توجد به تعقيدات كبيرة، وأنه أصبح يعرف أي عطب مباشرة ويصلحه في وقت قصير، وقال ساخرا بأن السيارة إذا تعطلت، يمكن أن يتم إصلاحا باستعمال مسمار فقط، منتقدا بشكل ضمني السيارات الحديثة التي تعتمد على الإلكترونيك والتكنولوجيا المعقدة، والتي تحتاج إلى معدات متطورة من أجل أصلاح أعطبها.

أكد صاحب سيارة الـ«دو شوفو"، التي تحمل على غطاء محركها، رسما للعلم الوطني، أنه سيواصل السير في جمعات الحراك إلى غاية ذهاب كامل رموز النظام القديم، معتبرا أن نجاح مسيرات الحراك تكمن في سلميتها وابتعادها عن العنف، كما طالب بمرحلة انتقالية تشرف عليها شخصيات مقبولة من طرف الشعب الجزائري، لتشكيل مجلس تأسيسي يمكنه من تغيير الدستور وفقا لمتطلبات الشعب، حتى عندما يأتي الرئيس الجديد، يجد أمامه دستورا في مستوى تطلعات الشعب، فحسب رابح عزوز، فإن التغير لن يكون إلا بالحوار، ويجب الإسراع في ذلك، خاصة في ظل الضغوطات التي يعرفها الاقتصاد الوطني وتربص العديد من الدول بالجزائر.