تحقيقا لمبدأ تقريب الصحة من المواطن
عمليات ترحيل السكان لابد أن يتبعها إنجاز هياكل صحية
- 740
حنان. س
تعمل مديرية الصحة لولاية الجزائر على دعم مخطط الوقاية باعتبارها النواة الأولى في السلسلة العلاجية، من أجل ذلك، فان العديد من المشاريع ذات الصلة يتم توسيعها خلال السنة الجارية في سياق المجهودات المبذولة لترقية الصحة عموما.غير أن الكثير من التحديات مازالت تواجه ملف الوقاية بوجه عام،مثلما يكشفه الدكتور مراد زياري رئيس مكتب الوقاية بالمديرية في مقابلة مع "المساء".
تعتبر الوقاية من أهم المحاور التي ترتكز عليها أي سياسة صحية، فقد لا ينجح أي مشروع للنهوض بالقطاع إذا لم تكن الوقاية من أهم محاوره، وبما أن السياسة الصحية الجديدة تقوم على تقريب الصحة من المواطن، ولأن التوزيع الجغرافي للسكان يعرف مؤخرا دينامكية ملحوظة من خلال عمليات الترحيل الكبيرة، فإنه من الضروري أن يتبع هذا وذاك توزيع جيد للخدمات الصحية، بما في ذلك انجاز الهياكل الصحية اللازمة تحقيقا لسياسة الصحة الجوارية.
في السياق،قال الدكتور مراد زياري في حديث إلى "المساء" على هامش صالون المستشفى المنتظم مؤخرا بالعاصمة، أن عمليات الترحيل المتعددة التي عرفتها ولاية الجزائر في الآونة الأخيرة، خلقت نوعا من اللاتوازن في الخدمات الصحية بمناطق دون غيرها،فمثلا هناك أحياء جديدة تبعد كثيرا عن مؤسسات الصحة أو العيادات متعددة الخدمات أو غيرها، بالمقابل هناك هياكل صحية بأحياء أخرى تعرف اكتظاظا،أو تعرف نقصا في الخدمة بسبب "هجرة" السكان إلى أحياء جديدة،" وبالتالي فإننا نعتقد أنه لابد الأخذ بعين الاعتبار توفير المرافق الحيوية بالأحياء الجديدة في أي مخطط لبناء أحياء جديدة"،يشرح الدكتور.
ويضرب المتحدث مثلا بمركز مكافحة السل المتواجد بالدويرة الذي يعرف طلبا كبيرا على خدمته مقارنة بمركز باب الوادي الذي يسجل فتورا واضحا في ذات الخدمة بسبب عمليات الترحيل التي مست هذا الحي والأحياء المجاورة له. ولم يعتبر الدكتور زياري ازدياد الأمراض في الفترات الأخيرة راجع لأسباب دون الأخرى، ولفت إلى أن التطور الكبير الذي عرفته الحياة العصرية وارتفاع عدد السكان وكذلك ارتفاع معدلات الحياة للجنسين، من العوامل التي ساهمت في ظهور الأمراض المرتبطة بالشيخوخة وكذلك الأمراض المزمنة المرتبطة بشكل وثيق بنمط الحياة المتسارع ومنها ارتفاع الضغط والسكري والبدانة وأمراض القلب التي تشير مختلف الدراسات إلى انه من أهم أسبابها الوجبات السريعة وقلة الحركة،والتدخين والقلق.
في الإطار يرفض الدكتور زياري القول بأن ازدياد الأمراض راجع لقلة الوقاية وإنما لقلة التوعية التي يقول أنها من دور وسائل الإعلام. في مقام آخر يتحدث الدكتور زياري عن أهم المشاريع الجارية أشغال انجازها أو تشارف على الانتهاء في القطاع الصحي بولاية الجزائر، ومنها انجاز 10 عيادات متعددة الخدمات،مستشفى للأمومة والطفولة 150 سرير بالدويرة،إلى جانب انجاز 8 مؤسسات استشفائية موصولة بالمؤسسات العمومية للصحة الجوارية وغيرها من المشاريع الهادفة إلى ترقية الخدمات الصحية بالولاية.علما أن انجاز هذه المشاريع يكون وفق التقسيم الصحي الجديد الذي باتت تتبعه مؤخرا وزارة الصحة والسكان تحقيقا لسياسة تقريب الصحة من المواطن.