تلمسان

عمالة الأطفال في ارتفاع

عمالة الأطفال في ارتفاع
عمالة الأطفال
  • القراءات: 690
❊ ل.عبد الحليم ❊ ل.عبد الحليم

تعد ظاهرة تشغيل الأطفال من القضايا الخطيرة التي لا تزال مطروحة في الواقع، ورغم أن منظمة العمل الدولية وضعت عدة قوانين صارمة للقضاء على الظاهرة، إلا أنه لا توجد متابعة حقيقية لترجمة هذه القوانين ميدانيا، بحكم اختلاف المعطيات، فعمالة الأطفال تؤثر على مستوى الالتحاق بالمدارس وترفع نسبتي البطالة والتسرب المدرسي، حسب الأخصائيين، وتولد مشاكل اجتماعية كثيرة، مثل الانحراف، بعيدا عن عيون المدافعين عن حقوق الطفل في المناسبات.

يتم في ولاية تلمسان استغلال أطفال صغار للعمل في ورشات ومطاعم ومحلات الهاتف، فضلا عن الحمالة، إذ يستغلون في حمل أكياس وصناديق تفوق قدراتهم الجسمية، وحسب بعض الأولياء الذين التقتهم المساء، فإنه في كثير من الأحيان، يفرض الوالدان على الطفل العمل في سن مبكرة، وترك الدراسة من أجل تأمين مستقبله وتعلم حرفة في ورشات الحدادة والنجارة والميكانيك والصناعة التقليدية وأعمال البناء وغيرها، إلى جانب الحمالة بالأسواق، ويسود في اعتقادهم أن تعلم الصنعة في إحدى هذه الورشات، كفيل بتأمين مستقبل الطفل، في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المتعلمين، بل وفي صفوف الحاصلين على شهادات عليا في تخصصات علمية.

في جولة لـ«المساء بعدة مناطق، وقفنا على هول الظاهرة، وكيف تستغل البراءة في أعمال خطيرة على صحتها، ومنهم الطفل علي البالغ من العمر 15 سنة، عامل في ورشة لتصليح السيارات، شجعه والده على الالتحاق بالورشة في سن الثالثة عشر، من أجل ضمان مستقبله من خلال إتقان هذه الحرف والتشبع بأصولها في سن مبكرة، ويقول علي إنه يقوم بمساعدة الميكانيكي في عمله، حيث يمده بما يحتاج من أدوات وقطع غيار، كما يقوم بتركيب بعض الإطارات، في انتظار أن يكلفه معلمه بعمل تركيب قطع أكبر حجما.

طفل آخر عمره لا يتجاوز الـ17 سنة، قال أتعلم يوميا أشياء جديدة في هذه الحرفة، وأراقب المعلم حين يقوم بتركيب قطع وإصلاح محركات، وإلى جانب عملي الرئيسي، يكلفني رب عملي بأعمال التنظيف وتنظيم الورشة، كما أقوم بجلب طلباته من المقهى والمطعم مقابل راتب شهري قدره 8000 دج، مؤكدا أنه ليس نادما على ترك الدراسة والعمل في ورشة التصليح، لأنه يعمل في حرفة يحبها ويحلم بيوم يصبح فيه مالكا لورشة تصليح السيارات، ويعترف بأنه كان يغار من أقرانه الذين يمرون أمام الورشة في طريقهم إلى المدرسةو ويراقبهم أثناء لعبهم في الحي حين يكون في مهمة توصيل الطلبات.