بعدما انتشرت وسطهم ثقافة استهلاكية رشيدة

عمال يعتزلون المطاعم السريعة ويفضلون طعام البيت

عمال يعتزلون المطاعم السريعة ويفضلون طعام البيت
  • القراءات: 624
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

برزت في السنوات القليلة الأخيرة ثقافة الاستهلاك الصحي لدى الرجال، تجلت في اعتزال العاملين منهم الأكل في المطاعم السريعة، وتفضيلهم إحضار وجبة الغذاء من البيت، لتكون صحية أكثر، بعدما اقتنع الأغلبية بمخاطر الوجبات السريعة التي لا تراعى فيها معايير السلامة، فضلا عن غناها بالمواد الدسمة، السكريات والملح،  الثلاثي المضر بالصحة.

كانت عادة الأكل في الشارع خلال السنوات الماضية بمثابة موضة، كيف لا ورائحتها الشهية وحتى طعمها المشبع يثير شهية المارة، إلا أنه مع مرور الزمن، يشعر الشخص الذي اعتاد على ذلك الأكل بمشاكل صحية تتعلق عادة بجهازه الهضمي، وحتى مشاكل في البشرة أو تساقط الشعر بسبب المواد الدسمة التي تحتويها تلك الوجبات بنسب عالية.

عن هذا الموضوع، رصدت المساء آراء عدد من الرجال العاملين بين أكل البيت أو الأكل في المطاعم السريعة. بداية كان لنا حديث مع سمير، عامل في أحد البنوك الأجنبية بالعاصمة، قال لقد كنت من أكبر مستهلكي الأكل السريع، وبعد فترة انعكس ذلك على صحتي، حيث بت أعاني العديد من المشاكل الهضمية، وأكبر مشكل كان القولون، خضعت حينها إلى علاج لفترة طويلة، بعدها حذرني الطبيب من أكل الشارع، ووصف لي حمية غذائية على أن تكون غنية بالألياف، منذ ذلك الحين، اضطررت إلى إحضار الأكل من البيت وتناوله في المكتب بدل اقتناء بيتزا أو سندويش من الشارع، وهو ما يجعلني اليوم أشعر براحة أكبر”.

على صعيد آخر، أوضح محمد أمين (صحافي) أنه لطالما حاول تبني ثقافة استهلاكية صحية خلال عمله، خصوصا عندما يشاهد معظم العاملات معه يحضرن وجباتهن من البيت، إلا أن الأمر لم يكن بسيطا بالنسبة له، لأن الفتاة بإمكانها تحضير وجبتها في البيت، لكن يستحيل الأمر بالنسبة له، وقال أستحي أن أطلب يوميا من والدتي تحضير وجبتي ليوم غد، لذلك كنت أفضل الأكل في مطاعم الأكل السريع بدل شغلها بمهام إضافية، إلا أنه بعد زواجي رسخت تلك الثقافة لدى زوجتي وباتت تحضر وجبة الغداء من بقايا العشاء، حتى أحافظ على صحتي من جهة، وأوفر مصاريف الغذاء في المطاعم التي باتت تعرف زيادة شهرا بعد الآخر”. أكد الكثيرون أن طعام البيت يبقى أفضل من الأكل في المطاعم السريعة، وهذه القناعة تبناها البعض بعد معاناتهم من أزمة صحية متعلقة بالجهاز الهضمي، واعتبرها آخرون وقاية وخوفا من إصابتهم بتلك الأمراض المزمنة أو حتى البدانة التي تتسبب فيها أكلات مشبعة بالدسم والسكريات.

عكست آراء هؤلاء الرجال مدى الوعي بمخاطر الأكل السريع وما جاء من تحذيرات في حملات التحسيس، والوقاية التي ينظمها في كل مرة خبراء الصحة لتوضيح مدى أهمية تبني نظام غذائي سليم بعيد عن الأطعمة المشبعة بالسكريات، الدسم والملح،  وهي أكثر ما تحتويه أطعمة الشوارع التي استثمر فيها الكثير من الشباب، دون مراعاة معايير السلامة.