يعانون الإرهاق والجفاف ويتعرضون لضرباتها

عمال النظافة يضطرون إلى العمل تحت أشعة الشمس للافحة

عمال النظافة يضطرون إلى العمل تحت أشعة الشمس للافحة
  • القراءات: 972
حنان. س حنان. س
تزداد صعوبة الصيام مع ارتفاع درجات حرارة الطقس هذه الأيام، وبالرغم من هذا الظرف المناخي الصعب، إلا أن هناك فئة من العمال لا تجد خيارا عن تحمل لفح أشعة الشمس بسبب طبيعة عملها، من هؤلاء عمال النظافة الذين يتحملون مشقة الصوم في ظروف مناخية قاسية. "المساء" رصدت بعض الصعوبات التي يتعرض لها هؤلاء أثناء ساعات الصيام وتحت لفح أشعة الشمس..
من أبرز الصعوبات التي يواجهها عمال النظافة خلال رمضان الإرهاق والتعب والتعرض لضربات الشمس بسبب شدة ارتفاع درجة الحرارة، إضافة إلى ضغط العمل بسبب مشاهد التبذير والرمي العشوائي للنفايات. حيث يقول عامل نظافة التقته "المساء" بشارع عبد الكريم الخطابي بصدد إنجاز عمله، أنه مضطر إلى القيام بعمله وتحمل ارتفاع درجات الحرارة لأنه مصدر رزقه، ولأن من واجبه المهني إتمامه، وأضاف أن من الصعوبات التي يلاقيها في عمله الإرهاق والتعب الشديدين بسبب الحرارة التي تجعله يشعر بالحاجة إلى المياه أثناء الصيام. وتأسف لكمية القاذورات التي تصنع ديكورها الخاص كل صباح ويضطر معها إلى العمل المضاعف في مكان واحد تحت تهديد الإصابة بضربة شمس بدل إنهاء عمله في الوقت المحدد، وأرجع السبب إلى السهرات الطويلة خلال رمضان والتي تعني لدى الكثيرين زيادة في استهلاك الأكل والمثلجات بسبب الحرارة الصيفية.
من جهته، قال عامل نظافة آخر في شارع ارزقي حماني، بأن ضغط العمل في رمضان ينقص حدة عن باقي أيام السنة، حيث ينقص الرمي العشوائي كل وقت للفضلات أو لقارورات المياه المعدنية بعد استهلاكها، لكن عمله في كنس الطرق ورفع القمامة المرمية هنا وهناك تحت درجة حرارة مرتفعة يشعره بالإرهاق والجفاف، ويؤكد أن العمل مقسم على فرق تتناوب عليه خلال 24 ساعة، وأن عمله يبدأ عند السادسة صباحا وينتهي عند الواحدة ظهرا، وقال إنه يضغط على نفسه لإكمال عمله قبل أن تشتد الحرارة، أي بين 6 و9 صباحا، ثم يبحث لنفسه عن مكان للظل حتى يستريح وأحيانا يسمح لنفسه أخذ قيلولة في مدخل إحدى العمارات لتجديد الطاقة، خاصة أن ساعة الإفطار بعيدة.
وأضاف آخر، التقته "المساء" بساحة أودان، أن شهر رمضان من أفضل أشهر العام كون ضغط العمل فيه يعرف تراجعا، مبرزا أن الصعوبات التي تواجهه خلال هذا الشهر، هي شدة حرارة الشمس في ساعات الصيام الطويلة، "ولكني استحملها.. نروح غير بلعقل هذه هي الخبزة، والعمل مهما كان استقرار المعيشة".أما عامل آخر وجدناه جالسا بمدخل إحدى العمارات بشارع عميروش، فقال أن تعرضه لضربة شمس في اليوم الذي سبق، جعله يقرر من تلقاء نفسه إلا يعمل تحت أشعة الشمس اللافحة خاصة أن مناوبته تنتهي بعد الظهر مباشرة أي عندما تبلغ الحرارة أوجها، وقال إنه وصل إلى اتفاق مع زميل له حتى يغيّرا من الشوارع التي يعملان بها بين كل فترة وأخرى حتى لا يصاب بضربة شمس مجددا.