الدكتور عبد الرحمن كيجاور يعرض

علوّ الهمة وأهميتها للنهوض بالأمة

علوّ الهمة وأهميتها للنهوض بالأمة
الدكتور عبد الرحمن كيجاور
  • القراءات: 1027
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

قال الدكتور عبد الرحمن كيجاور: "لا تنهض أمة ولا فرد ولا دولة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا وعسكريا، إلا إذا نهضت همم أفرادها ومجتمعاتها"، وضرب مثلا بالمجتمع القوي، وهو مجتمع محمد صلى الله عليه وسلم، الذي انطلق في تغيير الكون كله في مدة قصيرة، بسبب همم الصحابة الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك خلال المحاضرة التي ألقاها بتقنية التحاضر عن بعد بعنوان "علو الهمة وأهميتها للنهوض بالأمة"، مؤكدا أن إحياء الفاعلية الإسلامية وعلو الهمة ضرورة لتحقيق الاستخلاف في الأرض.

أوضح الأستاذ كيجاور خلال المحاضرة التي ألقاها من خلال التحاضر المرئي ضمن فعاليات المخيم الافتراضي الذي نظمته جمعية "القلم للدعم المدرسي والتنمية المعرفية والثقافية" لولاية المدية، أوضح أن أزمة غياب السنن من أسباب وعوائق عدم نهضة الأمة. كما أشار إلى أن أزمة الأمة، اليوم، تتمثل في عدم التفريق بين التوكل والتواكل، وتدني الهمم، وكذا الفتور والكسل، وعدم التخطيط،  وعدم الأخذ بالأسباب، وانتظار المعجزات والكرامات، مضيفا في السياق، أن سنن الله عز وجل لا تحابي أحدا، وتنطبق على المسلم وعلى غيره، قائلا إن "من أغفل السنن أو لم يدركها انهزم".

علوّ الهمة من سنن الله في الأنفس

وقال الأستاذ إنّ هناك فقها غائبا في الساحة الإسلامية، هو فقه المقاصد والموازنات، والأولويات، وفقه تغيير الأنفس، وأن غياب هذه الأنواع من الفقه أثر بالسلب على المسلمين، موضحا أن نظرية فقه السنن تتكون من أربع مجموعات كبرى؛ هي سنن الآفاق، وسنن الأنفس الإنسانية، وهما للناس جميعا، وسنن الهداية الربانية، وسنن التأييد الإلهي، وهما للمؤمنين، مشيرا إلى أن علو الهمة من سنن الله في الأنفس. ونبّه الأستاذ: "لا تنهض أمة ولا فرد ولا دولة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا وعسكريا إلا إذا نهضت همم أفرادها ومجتمعاتها"، وضرب مثلا بمجتمع محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي انطلق في تغيير الكون كله في مدة قصيرة بسبب همم الصحابة، الذين رباهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ قائلا: "الفاعلية وعلو الهمة والإرادة مصطلحات تكاد تكون مترادفة، تصب في معنى واحد". وأضاف أن الفكرة الصحيحة قد لا تؤثر في الواقع إذا كان من يحملها غير فعال.

رسول الله أعظم نموذج يُقتدى به

وأشار الأستاذ إلى أن سر تفوّق الغرب اليوم هو الفاعلية التي يتصف بها، وأن من الخطأ الاعتقاد أن سقوط الغرب معناه، ضرورةً، صعود الحضارة الإسلامية؛ لأن هذا الاستلزام يتغافل نظرية السنن. وقال الأستاذ إن الحضارة لا تنتصر بالأماني والأحلام، وإنما بعلو همة أصحابها وفاعليتهم، ومنه لا بد من تنشئة الإنسان عالي الهمة ليقع التغيير، وأن المقصد من الهمة بلوغ الكمال إلى منتهاه، وأن علو الهمة استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور، وطلب المراتب السامية.

وفي ما يخص مطالب الشريعة الإسلامية قال إنها تطلب من أتباعها علو الهمة وغايتها ومنتهاها؛ فهي تأمر بالإتقان (الإحسان) في كل عمل مشروع، ورسالة الإسلام هي رسالة تحرير البشرية والاستخلاف في الأرض، موضحا أن أعظم نموذج يُقتدى به في علو الهمة، هو رسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد، والدعوة، والعبادة، والتعليم، وتسيير أمور بيته وأمته.