الدكتور بومدين قروي رئيس الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية لـ"المساء":

علاج مدمني المخدرات بالطب النبوي

علاج مدمني المخدرات بالطب النبوي
الدكتور بومدين قروي رئيس الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية
  • القراءات: 1676
رشيدة بلال رشيدة بلال

أطلقت الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حملة "أغثني"، الهادفة إلى محاربة كل أشكال الإدمان على المخدرات، لحماية فئة الشباب من هذه الآفة، وحسب رئيسها الدكتور بومدين قروي، المختص في الطب الشرعي، فإن الحملة استهدفت ست نقاط هامة، يجري تركيز العمل عليها لتحقيق نتائج ميدانية، ومنها الوصول إلى استرجاع الشباب المدمن، وتوسيع دائرة الحماية، حتى تشمل المعرضين لاحتمال الوقوع ضحية هذا الفخ. "المساء" تحدثت إلى رئيس جمعية "الإغاثة"، على هامش مشاركته في يوم تحسيسي بجامعة البليدة "2" (علي لونيسي) بالعفرون، حول فحوى الحملة والنتائج المحققة.

بداية، حدثنا عن جمعية "الإغاثة" الإنسانية؟

❊❊ جمعية "الإغاثة" الإنسانية، ومن خلال تسميتها، من الجمعيات الناشطة في مجال إغاثة الإنسان من كل أشكال الأزمات، لديها طابع علمي إنساني، تأسست خلال مرحلة تفشي "كوفيد 19"، الهدف من تأسيسها، السعي إلى إدخال علم الإغاثة إلى الجزائر، ومنه توحيد العمل الإغاثي الذي يتماشى والمعايير المعتمدة عالميا. من أهم نشاطات الجمعية، إطلاق حملة وطنية، شهر أوت من سنة 2022، لمحاربة إدمان المخدرات بصورة علمية، بالتنسيق مع عدد من القطاعات، وخلال هذه السنة 2023، تم التوقيع على اتفاقية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتنفيذ المبادرة داخل الحرم الجامعي، الذي يعرف تواجد فئة كبيرة من الشباب، بحاجة إلى التوعية ضد هذه الآفة، التي تزامنت والحملة التي تم إطلاقها لمحاربة ظاهرة تفشي وتعاطي المخدرات بين أوساط الشباب.

ما هو فحوى حملة "أغثني"؟

❊❊ تتضمن حملة "أغثني" ستة محاور هامة وأساسية، في برنامج محاربة المخدرات، حيث يتمثل المحور الأول في إطلاق خدمة الرعاية النفسية عن بعد، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وقد تمكنا من خلال هذه الخدمة، من ربط المدمن مع المختص مباشرة، حيث أعطت هذه الخطوة نتائج جد إيجابية، وهو ما يعكسه التواصل الكبير للمدمين مع المختصين، خاصة أن أغلب المدمنين يرفضون الكشف عن هويتهم والذهاب إلى المستشفيات بهدف العلاج.

كيف كان التفاعل مع هذه الخدمة النفسية؟

❊❊ منذ إطلاق الحملة في 15 أوت إلى غاية 15 ديسمبر من سنة 2022، وصل عدد المتواصلين عبر مختلف الوسائط إلى أكثر من 800 شخص، وهو عدد كبير بالنسبة لجمعيتنا الفتية، التي تمكنت في ظرف وجيز، من استقطاب الشباب المدمن، وتقديم خدمة تمكنه من العدول شيئا فشيئا على تعاطي المخدرات.

هل حملة "أغثني" استهدفت المدمنين فقط؟

❊❊ في الحقيقية، ارتأينا من وراء الستة محاور، أن نمس كل الأشخاص الذين لديهم علاقة من قريب أو بعيد مع المدمن، فمثلا في المحور الثاني، أطلقنا خدمة تستهدف أولياء الشباب المدمن، حيث فتحنا لهم دورات تكوينية حول كيفية التعامل مع الابن المدمن، بالتالي من المهم أن يعرف الأولياء كيف يتعاملون مع ابنهم المهدد بالإدمان أو الذي أدمن، وقد تمكنت الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضا، من تحقيق نتائج إيجابية، الأمر الذي دفعنا إلى إجراء الكشف المبكر للطفولة في طريق الإدمان، والتي تدخل في إطار الوقاية من الوقوع ضحية هذا الفخ، من خلال تحفيز الأولياء على إجراء هذا التشخيص بدافع الحماية، بينما يتمثل المحور الطاقم الثالث في تدريب الطاقم التربوي والإداري في كيفية التعامل وتوجيه المدمن أو من هو في طريق الإدمان.

بحكم أنكم جمعية علمية، هل من مقترحات حول كيفية العلاج المدمنين؟

❊❊ من المسائل الهامة التي أدرجتها الجمعية في حملتها، والتي تعتبر سابقة في مجال علاج المدمنين؛ السعي إلى علاج الإدمان بالطب النبوي، حيث أثبتت الأبحاث بأن الحجامة الطبية والأعشاب الطبية، أعطت نتائج مهمة في علاج الإدمان بعيدا عن العلاجات بالأدوية، وفي هذا الإطار، هناك بحوث علمية على مستوى جامعة تلمسان، حول الحجامة الطبية التي أولينا اهتماما كبيرا لها، خاصة أن الذهنية الجزائرية تستجيب عندما يتعلق الأمر بكل ما هو طب نبوي.

هل يمكن التشجيع على حملات الكشف المبكر على إدمان المخدرات وسط المتمدرسين؟

❊❊ هذا واحد من المساعي التي تعمل عليها الجمعية في فحوى حملتها، حيث تم تشجيعنا على إطلاق حملات للكشف المبكر على إدمان المخدرات عند الأطفال على مستوى المتوسطات والثانويات، عن طريق إخضاعها لإجراء تحاليل الدم أو البول، غير أن القيام بهذه الخطوة الهامة تحتاج إلى إرادة سياسية وقانونية، لأن الأطفال من 13 إلى 18 سنة، يتمتعون بحماية قانونية، بالتالي مثل هذا الإجراء يتطلب أن ترعاه الجهات الوصية، وهذه الخطوة الهامة من شأنها إنقاذ الفئة الصغيرة من الوقوع ضحية إدمان أو إنقاذها من الإدمان، إن حدث وأدمنت على المخدرات.

هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ نتطلع في نهاية الحملة، التي أطلقناها على مستوى قطاع التعليم العالي، والتي ينتظر أن تستمر على مدار سنة كاملة، وتمس 19 ولاية، الوصول في نهايتها إلى إطلاق دليل وطني متخصص في مواجهة آفة المخدرات، بناء على أسس علمية ومقترحات واقعية، يكون بمثابة مرجع للتعامل مع الظاهرة، يمكن لأي مؤسسة أو جهة أن تستعين به، ويكون بمثابة داعم للعمل التحسيسي.