دورة تكوينية لنساء وفتيات بومرداس
عزيمة لكسر التخلف المعرفي وتحقيق الاستقلال المادي

- 154

❊ التكوين حقق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة : "التعليم والتكوين مدى الحياة"
❊ تراجع نسبة الأمية بولاية بومرداس إلى 6% وكل التحدي في تأهيل المرأة والفتاة
❊ مطالب بإعادة تأهيل وتهيئة مقر الجمعية ليصبح مركز إشعاع في خدمة المجتمع
اختتمت الدورة التكوينية الخاصة التي نظمتها جمعية " اِقرأ" استثنائيا صائفة 2025، أول أمس، بمدينة بومرداس، حيث تم توزيع شهادات النجاح على أزيد من 50 امرأة وفتاة، تلقيّن على مدار ثلاثة أشهر، تكوينا تطبيقيا في عدة تخصصات، وعلى رأسها الطبخ والحلويات بشقيها العصرية والتقليدية، إضافة إلى الخياطة، والتصميم، بإشراف فريق عمل مؤهل؛ بهدف تمكين المرأة والفتاة من تلقي مهارات، تمكنها مستقبلا، من تحقيق استقلالية مادية، من خلال تشجيعها على فتح مقاولة خاصة.
دامت الدورة التكوينية لفائدة المرأة والفتاة على مستوى مقر جمعية " اقرأ" لمحو الأمية الكائن بحي 1200 مسكن ببلدية بومرداس، ما بين 25 ماي و25 أوت عبر عدة ورشات، أشرفت عليها أستاذات مؤهلات.
وقالت السيدة صليحة مخرف رئيسة الجمعية في هذا الصدد، إن فريق العمل قبِل رفع التحدي لتقديم تكوين نوعي وطموح للمرأة والفتاة؛ من أجل تمكينهن من تحقيق استقلال مادي لا سيما بفضل آليات دعم التشغيل التي أوجدتها الدولة.
وأضافت في تصريح لـ"المساء" على هامش حفل تخرج المتربصات، أن هذا التكوين يمكن وصفه بـ"الاستثنائي" ؛ ليس فقط لكونه أول تجربة تشرف عليها الجمعية، ولكن، أيضا، بالنظر إلى درجات الحرارة المرتفعة خلال هذه الصائفة، التي لم تثن فريق العمل والنساء، عن خوض التجربة.
من جهة أخرى، أكدت السيدة مخرف أن هذه الدورة التكوينية التي توجت بتخرج أزيد من 50 امرأة وفتاة، جاءت ضمن مساعي الجمعية لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو التكوين والتعليم مدى الحياة. فبعد أن كانت المعركة في السابق - تقول - منحصرة في محاربة الأمية، "نسعى، اليوم، من خلال مركز عفيف، لتأهيل المرأة بصفة مستدامة" .
وأوضحت المتحدثة في هذا الصدد، أن نسبة الأمية بولاية بومرداس تراجعت الى 6% من مجموع سكاني يفوق مليون نسمة. وهي نتيجة إيجابية، جاءت بفضل استراتيجية الدولة في القضاء على هذه الآفة، ليبقى التحدي الحقيقي اليوم، وفق المتحدثة، يكمن في تأهيل المرأة والفتاة في عدة تخصصات يدوية، ما يمكّنها من فتح مقاولة مصغرة، وبالتالي خلق مناصب شغل، وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد، وهذا من أهداف السياسة الاقتصادية للدولة.
وفي هذا السياق، لفتت السيدة مخرف إلى أن الجمعية تسعى مع الدخول الاجتماعي في سبتمبر 2025، لتوسيع ورشات التكوينو لا سيما أن الجمعية أمضت مؤخرا، اتفاقية مع منظومة التكوين المهني، وبالضبط مع مركز التكوين المهني لبلدية أولاد موسى، للإشراف على تقديم شهادات معترف بها وطنيا، ما يمكّن النساء والفتيات من الاستفادة من آليات الدولة لدعم الشغل مستقبلا، مردفة: "نناشد السلطات الولائية بأن تمد يد العون للجمعية؛ من خلال إعادة تأهيل المقر الذي تداعى كلية" . و أكدت أنها سبق لها أن رفعت عدة طلبات إلى السلطات المحلية لبلدية ودائرة بومرداس، خاصة بعد انهيار سقف المقر كلية دون جدوى، مضيفة: "نأمل أن يكون الدخول الاجتماعي المقبل بحلة جديدة للمركز، وعزيمة أكبر لفريق العمل، وللمتربصات".
وعن حفل اختتام الدورة التكوينية الاستثنائية تحدثت "المساء" إلى "الشاف" آمال بلال المشرفة الرئيسة على الدورة التكوينية الصيفية الأولى للجمعية، التي أكدت أنها قبلت رفع التحدي للإشراف على التكوين خلال عطلة صيفية اتسمت بارتفاع كبير في درجات الحرارة. وقالت إن النتيجة كانت مبهرة من خلال الإقبال الكبير على الورشات من طرف النساء والفتيات، ما جعل التجربة الأولى ناجحة بالنسبة لها، وهو ما يحفزها على تكرار التجربة مع أفواج أخرى، وبرنامج تكويني جديد خلال الدخول الاجتماعي المقبل.
وتحدثت "المساء" ، كذلك، مع مجموعة من النساء والفتيات اللواتي استفدن من تربص صيفي في عدة تخصصات، فأجمعن على أنهن رفعن التحدي لتعلم مهارات جديدة لا سيما بوجود فريق عمل جاد، أشرف على تعليمهن تقنيات كثيرة.
والملاحَظ أن من بين المتربصات فئات مختلفة من النساء عاملات وأخريات ماكثات في البيوت. وهناك، أيضا، جامعيات وفتيات في مراحل التعليم المتوسط والثانوي، وجدن في العطلة الصيفية متسعا من الوقت للظفر بدبلوم حرفة يدوية، يمكنهن، غدا، من الاستثمار في "صنعتهن" لفتح مؤسسة مصغرة، فيما ارتأت الفتيات اللواتي هن أكثر ارتباطا بالعالم الرقمي في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لحرفتهن اليدوية وبالضبط في الحلويات التقليدية، التي عرفت في السنوات الأخيرة إضافات جديدة وكثيرة تكاد لا تُعد، تقول إحدى المتربصات وهي بعد في 16 سنة من عمرها، بينما لفتت خالتي مليكة ـ وهي أكبر المتربصات سنا ـ إلى أن الدورة التكوينية الصيفية سمحت لها باكتشاف موهبتها في فنون الطبخ والحلويات، وهي التي أمضت أزيد من 35 سنة ما بين الوظيفة ومسؤولية البيت والأولاد، بل أكدت أنها ستكون في طليعة المتربصات عند فتح أفواج جديدة؛ لأن التكوين والتعليم بالنسبة لها يكون مدى الحياة.