المختصة النفسانية راضية صايفي:

عزوف المرأة عن الزواج يجعلها محبطة نفسية

عزوف المرأة عن الزواج يجعلها محبطة نفسية
  • القراءات: 2660
 رشيدة. ب رشيدة. ب

تعتقد المختصة النفسانية راضية صايفي أن اختيار بعض النسوة وتحديدا العاملات، لحياة العزوبية راجع إلى شعورهن بالضمان وتشرح: "هن يعتبرن عملهن بمثابة الضامن، فيندفعن في الحياة ولا يشعرن بالحاجة إلى الطرف الآخر، لأن العمل يجعلهن يشعرن بقيمتهن وحاجة المجتمع إليهن، ولأن الأصدقاء من حولهن يمنحهن هذا الشعور بنوع من التوازن النفسي، غير أنهن يغفلن مسألة هامة، وهو أن المرأة عندما تبلغ مرحلة معينة من العمر، وهي مرحلة انقطاع الطمث، تتحول إلى امرأة مضطربة نتيجة التغير في الهرمونات، وما يعقد حالة الاضطراب هو إحالتها على التقاعد فتشعر بالوحدة والعزلة".

النساء اللواتي يخترن حياة العزوبية بعد التقدم في العمر سرعان ما يدخلن حسب المختصة النفسانية في حالة من الصراع النفسي، لأنهن يفقدن الاهتمام من الأصدقاء ويبتعدن عن العلاقات العامة بعد التقاعد ويضيعن اهتمام الأسرة، خاصة بعد وفاة الوالدان ومنه يشعرن بالندم، الأمر الذي  يجعلهن يعانين من إحباط نفسي يستدعي تدخل  الأخصائي النفساني، مشيرة إلى أن هذا الحكم لا ينطبق على كل النساء وإنما يخص فقط الفئة التي تختار العزوبية من دون أن تكون لها طموحات حياتية، لأن النساء اللواتي يملكن أسبابا مقنعة لرفض الزواج نجدهن لا يضطربن ويعتبر من النساء الناجحات، ولدينا في المجتمع أمثلة عن هذه النماذج".

 مختصون في الدين يحذرون:  فقدان الثقة وانتشار الرذيلة وراء عزوبية النساء

أرجع الإمام موسى زروق، عزوف النسوة عن الزواج إلى فقدان الثقة في الآخر، يقول: "بعض النساء لا يشعرن بالأمان مع الرجال، بسبب كثرة الخيانة الزوجية، خاصة مع التطورات التكنولوجية الحاصلة، من أجل هذا يقررن عدم الزواج، وبالرجوع  إلى ديننا الحنيف، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الرهبانية، فهي ليست من شأن الإسلام والمسلمين، ودعا إلى مخالفتها، ومنه يردف: "الفئة التي اختارت العزوبية تكون بقرارها هذا قد خرجت عن الفطرة، خاصة إن لم يكن هناك سبب مقنع صحي، مثلا لرفض الزواج، وعليه لا يجوز في الإسلام رفض هذه الفطرة".

من جهته، أرجع الشيخ أبو عبد السلام، عزوف بعض النساء عن الزواج  واختيارهن لحياة العزوبية إلى انتشار الفاحشة والرذيلة في المجتمع، وقال؛ "بأن من أهم الأسباب التي جعلت بعض النساء وحتى الرجال يرفضن الزواج ويخترن العزوبية، هو سهولة الوصول إلى الفواحش من جهة، وإلى انعدام الثقة في الطرف الثاني، فنجد النساء اليوم لا يثقن في الرجال،   وبالعكس، نظرا لما أصبح يحدث من تجاوزات غذتها التكنولوجيا الحديثة   التي أثرت على قدسية هذا الرابط الشرعي.

يوسف حنطبلي مختص في علم الاجتماع:  عزوف النساء عن الزواج   لا يدعو للقلق

يرى المختص في علم الاجتماع الأستاذ يوسف حنطبلي، أن عزوف النساء عن الزواج ظاهرة تخص المجتمعات المتمدنة التي تمجد الفردانية، بمعنى أن الزواج في ظاهره هو حاجة نفسية وبيولوجية، لكن في أصله هو تعبير عن حاجة اجتماعية أكثر منه فردية، وعندنا نجد أن المرأة تستحضر الزواج  بمعانيه الثقافية، وإذا كان هناك رفض لا يكون رفض لعلاقة مع الآخر، وإنما هو رفض لطبيعة العلاقة مع الآخر الموجودة في ثقافة المجتمع الجزائري،  مشيرا إلى أن غالبية النساء، خاصة المتحررات اللواتي يرفضن الزواج لأن معناه في مجتمعنا مازال ذو دلالة تقليدية مرتبطة بالعادات والتقاليد، بالتالي هو رفض للصيغة المتداولة في المجتمع.

من جهة أخرى، نجد في مجتمعنا حسب المختص الاجتماعي، أن الزواج هو الارتباط بالآخر، والشعور بالحاجة إليه من الناحية المادية، وبحكم أن المرأة أصبحت نوعا ما مستقلة ماديا لا تعتقد أن الرجل مهم بالنسبة لها، وحصرت هذه الأهمية فقط في الناحية النفسية والعاطفية، مضيفا أن المشكل الذي عزز ظاهرة العزوف عن الزواج هو عدم شعورها بالحاجة للرجل الذي يؤمن لها الحماية والتغطية المادية، وباستقلاليتها وإمكانية حصولها على الإشباع من الناحية العاطفية خارج مؤسسة الزواج، تخلت عن فكرة الارتباط خاصة أن الزواج في تصور المرأة يقتل العاطفة، مشيرا إلى أن ظاهرة عزوف النساء عن الزواج موجودة، لكنها لا تدعو إلى القلق في مجتمعنا الذي لا يزال يخضع لمجموعة من القيم الاجتماعية التي تحكمه.