رغم أهميتها

عزوف الشباب عن خلايا الإصغاء

عزوف الشباب عن خلايا الإصغاء
خلايا الإصغاء
  • القراءات: 1594
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

يجد عدد كبير من الشباب صعوبة في حل بعض من مشاكلهم الاجتماعية أو تلك المتعلقة بتورطهم في بعض الآفات الاجتماعية، كالمخدرات، رغم وجود هياكل فتحت منذ سنوات أبوابها لاستقبالهم والاستماع إليهم، مثل خلايا الإصغاء في ظل جهل أغلبية الشباب و بالدور المنوط لها.

انطلاقا من هذا، حاولت الأخصائية في علم النفس العيادي، الأستاذة سامية ياحي، تسليط الضوء عليها  خلال مشاركتها في ملتقى مؤخرا،  بالعاصمة، حيث تناولت مداخلتها  "دور خلايا الإصغاء الجوارية في نشر الوعي الصحي".

أكدت الأخصائية النفسانية الأستاذة ياحي في حديثها لـ"المساء"، على هامش أشغال الملتقى، أن رغبتها في التعريف بالخلايا الجوارية راجع إلى الدور الذي تقوم به في مجال الإرشاد والتوجيه والنصح والإصغاء، تقول  "كان لي شرف العمل في الخلايا التابعة لوزارة الشباب والرياضة لمدار 14 سنة، فتكونت لدي فكرة وتجربة مكنتني من الوقوف على دور خلايا الإصغاء في تقويم سلوك المجتمع، خاصة فئة الشباب، الأمر الذي جعلني أتبنى قضية التعريف بها لتمكين كل الشباب من حل مشاكلهم"، مشيرة إلى أن  ما يميز هذه الخلايا، أنها لا تشمل فقط مختصين في علم النفس، بل تتوفر على أطباء وأخصائيين تربويين، بالتالي فدورها متكامل ومهم، ومن يقصدها سيحظى دون شك بالمرافقة التي يبحث عنها".

دور خلايا الإصغاء، حسب الأخصائية العيادية، ليس علاجيا كما يعتقد البعض ممن يقصدونها، إنما ينقسم بين الإصغاء لأي نوع  كان من المشاكل النفسية أو الصحية أو التربوية التي يعانيها الفرد، وبين دورها الوقائي من خلال ما يتم تقديمه من نصائح وإرشادات، مشيرة إلى أن الحالة التي يتضح أنها بحاجة إلى العلاج، يجري توجيهها للجهات المعنية كالمستشفى أو مصلحة ما.

الدور الهام الذي تلعبه خلايا الإصغاء، حسب محدثتنا، يتطلب ضرورة التعريف بها وتشجيع الشباب على التقرب منها، وفي هذا الخصوص، ترى الأخصائية  "أن مثل هذه الخلايا عادة، ماتكون موجودة على مستوى مؤسسات ودور الشباب، وهي المرافق التي يقبل عليها الشباب لممارسة بعض المواهب، غير أن هذا يظل قليلا. بالمناسبة تقول "نطالب بأن يجري تعميمها وتوزيعها على مرافق وهياكل أخرى يتواجد فيها الشباب بكثرة، مثل الجامعات والثانويات".

من جهة أخرى،أوضحت محدثتنا أن مثل هذه الخلايا، رغم أهميتها، فهي  بحاجة إلى تحديث وعصرنة برامجها حتى تستقطب الشباب إليها أكثر، لأن بقاء دورها منوطا في الاعتماد على الطريقة الكلاسيكية المتمثلة في انتظار الشباب التردد عليها يجعل الإقبال ضعيفا، على غرار ما يحدث في الدول المتقدمة التي تعمل في كل مرة على إدراج برامج جديدة تواكب التطورات الحاصلة، خاصة في المجال التواصلي، وتساهم في استقطاب الشباب وحل مشاكلهم التي تغيرت هي الأخرى ولم تعد تنحصر في المشاكل التقليدية، كالإدمان على الأنترنت الذي أصبح من أهم الآفات التي تهدد مستقبل الشباب.

وحسب محدثتنا، خلايا الإصغاء لا تتواجد فقط على مستوى قطاع الشباب والرياضة، إنما تتواجد أيضا في عدد من القطاعات الأخرى، كالأمن والتضامن والمصالح الصحية، وفي هذا المجال تقول "نتمنى أن يتم إبرام عقود شراكة بين القطاعات لتفعيل دور خلايا الإصغاء أكثر في المجال الوقائي".