حتى لا يكون الخوف سيفا قاتلا لشخصية الطفل

عدم الإفراط في الرقابة.. وتبرير الخوف ضروري

عدم الإفراط في الرقابة.. وتبرير الخوف ضروري
  • القراءات: 878
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

دعت السيدة صبرينة قهار، رئيسة المجلس العلمي لحماية حقوق الطفل، ومختصة نفسانية، إلى ضرورة إعطاء فسحة من الحرية للطفل منذ  السنوات الأولى من عمره، مشيرة إلى أن الرقابة يمكن أن تتم عبر أساليب أخرى بعيدة عن الإفراط في الحماية، فالخوف الذي يشعر به الأولياء على أبنائهم لابد ألا يكون سيفا قاتلا لشخصية ذلك الطفل، مما يفقده الثقة في النفس والاعتماد عن الذات.

أوضحت المتحدثة على هامش الملتقى الوطني لحماية الطفل، الذي نظمته شبكة «ندى» مؤخرا، في طبعته الرابعة بمشاركة العديد من الأطراف الفاعلة في حماية حقوق الطفل، أن الأحداث التي شهدتها الجزائر في الأربع سنوات الأخيرة فيما يخص ظاهرة اختطاف الأطفال واختفائهم  ومختلف الجرائم المرتبطة بهم، جعلت العائلات تتخوف كثيرا على أطفالها وعلى سلامتهم، مما دفع بعضهم إلى العيش في كابوس حقيقي ترتب عنه اتخاذ تدابير الحيطة والحذر تجاه أطفالهم لمضاعفة الحماية،  الأمر الذي يؤدي إلى التعدي على نسبة من حرية ذلك الطفل الذي يحتاجها لبناء شخصية متزنة وسوية.

وفي هذا الخصوص، قالت السيدة قهار أن تلك السلوكيات التي قد تعتمدها الأم، الأب أو أي فرد من العائلة قد تجعل الطفل يفقد ما يسمى بالاستقلال الذاتي، وهو ما يؤدي إلى فقدان معنى الاعتماد على النفس،  الأمر الذي يسبب له خللا في شخصيته بسبب اعتماده بصفة مستمرة على الغير.

وعلى صعيد آخر، تقول المختصة النفسانية أنه في الغالب يكون خوف الوالدين سيفا قاتلا لشخصية الطفل، فبالنسبة للطفل الاعتماد على تفكيره المحدود في تلك المرحلة من العمر يجعله يرى ذلك الخوف على أنه سلوك غير مبرر لا يفهم مفاده أو الهدف منه أو انعكاساته لتتحول تلك الحماية إلى إجحاف في توفير الحرية للطفل، مما يخلق غيمة من الإبهام لا تفسير له في تفكير الطفل.

وفي هذا الخصوص، دعت المتحدثة إلى ضرورة اعتماد سياسة الحوار مع الطفل، كشرح الهدف له من تلك السلوكيات التي يكون دافعها الخوف، مثل توفير الحماية لهم عند ذهابهم إلى المدرسة أو بانتظارهم عند مخرج المدرسة، أو الاتصال المستمر بهم، وما إلى ذلك من أمور يقوم بها الوالدان للاطمئنان على أطفالهم، بتقديم تبرير بسيط للطفل وشرح الواقع له دون تضخيم الأمر حتى لا ينتقل ذلك الخوف إلى نفوسهم، ويجعلهم يعيشون في دوامة من الرعب من كل غريب..

وأكدت السيدة صبرينة أن الحوار يشعر الطفل بالطمأنينة وتتكون لديه شخصية تغمرها الثقة في النفس، مما يمكنه من تفهم تلك السلوكيات التي دافعها الأساسي هو الحب، ثم الخوف من المكروه.

دعت قهار في هذا الخصوص إلى ضرورة تعليم الطفل أساليب «الحماية الذاتية»، حيث شددت على هذا المصطلح بقولها: «لا يمكن أن نكون دائما بجوار أطفالنا لحمايتهم، هذا ما يستدعي تدريبهم على حماية أنفسهم من الغرباء الذين يريدون بهم سوء، كتعليمهم عدم الحديث مع أي غريب، وعدم مرافقتهم لأي شخص كان، وكذلك تعلم كيفية الإبلاغ في حالة الخطر أو الوقوع في مشكلة.