لقبت بأكبر "تيكتوكرز جزائرية"

عجوز في السبعينات تصنع الحدث في مواقع التواصل

عجوز في السبعينات تصنع الحدث في مواقع التواصل
  • 806
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

مكنت الرغبة الكبيرة للسيدة عائشة، الملقبة بـ«خالتي هدى"، البالغة من العمر 77 سنة، من حصد ما يقارب 60 ألف متابع عبر صفحتها "انستغرام"، التي تشارك من خلالها يومياتها البسيطة، على شاكلة مؤثرة الطبخ الجزائرية الشهيرة أم وليد، وبالرغم من بساطتها وأسلوبها العفوي، تمكنت الحاجة هدى، من كسب قلوب الكثير من الجزائريين الذين يتابعونها ويشاركونها روتين حياتها اليومية البسيطة، وتفاعل هؤلاء مع كل تصرفاتها التي توثقها لها ابنتها، وتساعدها على تركيب فيديوهاتها ونشرها عبر صفحتها "يوميات خالتي هدى".

وقد عكست تعاليق المتتبعين من رجال ونساء، وحتى أطفال، عبر الصفحة، ما أكسب تلك العجوز البسيطة محبة وتعاطف المواطنين، الذين زادت حكايتها الرغبة في دعمها ومساعدتها على بلوغ ما تتمناه، على غرار زيارة بيت الله لأداء مناسك العمرة، حيث أكدت في مقابلة لها مع الصحافة، أن حلمها هو زيارة بيت الله الحرام، ولتحقيق ذلك، وجدت صعوبة في الأمر باعتبار أن عائلتها فقيرة، ولا يمكنها تحقيق ذلك إلا بالسعي ومحاولة البروز عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لقد كسرت الحاجة هدى، كل المعايير التي اعتقد بعض المؤثرين أنها أساسية للبروز في عالم مواقع التكنولوجيا، وأن الفخامة وحياة المشاهير والرفاهية هي أكثر ما يثير اهتمام المشاهدين، وأن إعطاء صورة "غير حقيقية" عن حياة قد لا يعيشها حتى المؤثر في حد ذاته، هي الرونق بالنسبة للمشاهدين، وهو ما يلفت إعجابهم، بل كسرت الحاجة كل تلك المفاهيم وأثبتت من خلال عرضها لبساطة يومياتها، أنه يمكن لشيء آخر أن يسعد بعض المشاهدين ويثير اهتمامهم.

وبين تحضير قهوتها المسائية، تنظيف البيت وتحضير وجبة طعام، وكذا إطعام دجاجها، تقاسمت الحاجة هدى أنشطتها المنزلية مع متابعيها، فتارة تعطي وصفة من تقاليدنا العريقة، وتارة توضح بعض حيل الجدات في التنظيف أو ترتيب البيت، وبين هذا وذاك، أثارت تلك التفاصيل يوميات الكثيرات، خصوصا من بعض النسوة اللواتي يعتبرنها قدوة لربات البيوت.

وقد أوضحت كذلك، بعض التعاليق، أن أكثر ما دفع الكثيرين لمتابعة الحاجة الجميلة، هي أنها تذكّر هؤلاء بجداتهم، والتي تمثل صورة واحدة مرسومة في ذاكرة الجميع، بارتدائها جبة تقليدية تعكس عادة المنطقة، وبصوتها الخافت والحنين الذي يذكر تلك الكلمات التي كانت تلقيها الجدات لأحفادهن، كل هذا يجعل المتتبعين، حسب تلك التعاليق، يغوصون عميقا في ذكريات الطفولة الجميلة، خاصة لهؤلاء الذين لم تعد الجدة بينهم اليوم.

وقد أعطي للحاجة هدى لقب أكبر "تيكتوكرز في الجزائر"، أي صاحبة حساب "تيك توك" الذي يعد واحدا من مواقع التواصل الاجتماعية ذات الشهرة الكبيرة بين الشباب، إذ كان أول ظهور لها عبر حسابها، الذي حصد في ظرف لا يتعدى 10 أيام، ملايين المشاهدات وسط الجزائر والعالم العربي، ما جعلها حديث صفحات فايسبوكية جزائرية شهيرة خاصة بالنساء.

بدأت الحاجة عبر صفحتها "الانستغرام" في تحقيق نجاح بارز، من خلال ما تشهده صفحتها، ومشاركة إعلانات تجارية للكثير من الصفحات أصحاب المشاريع والمحلات، من باب الإشهار بحسابها، وهذا دليل على الثقة التي يضعها البعض في حساب الحاجة هدى من أجل الترويج لنشاطهم.

تبدو عزيمة الحاجة في جمع المال وأداء مناسك العمرة قوية، من خلال فيديوهاتها التي تحرص يوميا على عرض البعض منها، والحديث عن بعض التفاصيل، بصوتها الذي يريح السامع ولو من باب المتعة في المشاهدة وليس الفضول.