مختصون في الصحة يحذّرون منها

عبوات المياه بالشوارع بؤر لنشر الوباء

عبوات المياه بالشوارع بؤر لنشر الوباء
  • القراءات: 740
رشيدة بلال رشيدة بلال

يُقبل بعض المحسنين من أصحاب المحلات التجارية أو في الأسواق خلال موسم الصيف، على تعبئة قوارير كبيرة من المياه كصدقة جارية، حتى يشرب منها المارة. وعلى الرغم من أن هذه المبادرة الحسنة تلقى استحسان الأغلبية، إلا أنها ـ حسب الباحث في علم الفيروسات الدكتور ملهاق ـ في زمن كورونا تشكل بؤرة لتفشي الوباء، لا سيما تلك التي يُستخدم فيها كوب واحد للاستعمال الجماعي.

المتجول في شوارع مدينة العفرون بولاية البليدة، على سبيل المثال، يقف على انتشار ظاهرة وضع عبوات المياه أمام المحلات التجارية والمنازل؛ حيث يوضع إلى جانبها كوب مصنوع من مادة البلاستيك أو المعدن، يُربط بخيط.

وحسبما رصدناه، فإن بعض المارة لا يتوانون في شرب الماء  لإطفاء العطش. وعلى الرغم من الوعي بخطورة الاستعمال الجماعي لنفس الكوب، إلا أن البعض ممن استجوبتهم "المساء"، لا يبالون بالأمر؛ لأن الأهم بالنسبة لهم هو إطفاء العطش، وفي بعض الأحيان استعمال تلك المياه في غسل الوجه وتبريد اليدين.

وأوضح آخرون أن هذه المبادرة الخيّرة كانت في ما مضى، عملا خيريا، أما في الوقت الراهن الذي أصبحت فيه الفيروسات تحيط بكل شيء وتشكل خطرا على الصحة، فأصبح من الضروري محاربتها، خاصة أن البعض لايزال في غفلة، ولا يدرك خطورة الأمر على الصحة.

ونهى آخرون عن التداول على الكوب الواحد، مؤكدين أنه يشكل خطرا؛ فهو معرَّض للّمس من قبل المصابين بالفيروس من دون علمهم بذلك؛ ما قد يكون سببا في انتشار العدوى؛ الأمر الذي يتطلب، حسبهم، التخلي عن هذا التقليد، والبحث عن سبل أخرى لتحصيل الأجر.

وحول ظاهرة التصدق بالمياه في ظل عودة الوباء إلى التفشي بصورة شرسة، أوضح الباحث في الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، أن وضع قوارير كبيرة للمياه أمام المحلات، "مبادرة حسنة، وصدقة، لا سيما مع موجة الحر في فصل الصيف، غير أن ما يعاب عليها في ظل ما تعيشه الجزائر جراء تفشي وباء كورونا وعودة الأرقام إلى الارتفاع بسبب شراسة الفيروس المتحور، أنها موجهة للاستعمال الجماعي". ويردف: "وبالتالي على كل من يرغب في التصدق، أن يراعي جملة من التدابير الصحية، خاصة ما تعلق منها بوضع أكواب للاستعمال الفردي، ورميها مباشرة بعد الاستعمال. وفي غياب هذه الإمكانية يُفترض تجنب هذه الصدقة؛ فقد تتحول إلى مصدر لنشر الوباء". وقال الدكتور ملهاق: "وبعيدا عن فيروس كورونا، فإن فصل الصيف عادة ما يُعرف بالأمراض المتنقلة عبر المياه، والتي تشكل، هي الأخرى، تهديدا للصحة العمومية؛ من أجل هذا يُستحسن تجنب مثل هذه المبادرات، التي قد تسيء إلى صحة البعض عن غير قصد".