تحت شعار "نعم أستطيع.. المستقبل أجمل"

عام جديد بروح إيجابية وعزائم قوية

عام جديد بروح إيجابية وعزائم قوية
المرشدة الأسرية حياة بركوكي، مستشارة التدريب الاحترافي في التنمية الذكائية والتواصلية مع الطفل
  • القراءات: 804
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

اختارت المرشدة الأسرية حياة بركوكي، مستشارة التدريب الاحترافي في التنمية الذكائية والتواصلية مع الطفل، والباحثة في بناء الشخصية وتعديل السلوك، والمختصة في علم الاجتماع العائلي والطفولة، أن تخاطب العقول مع ميلاد عام جديد في عمر البشرية، قائلة: "لا يهمك دخول عام جديد أو خروجه؛ لأن حياتك لا تقاس بالتمديد لعدد السنين أو الأيام أو الأشهر؛ إنما الدنيا أيام معدودة؛ كل يوم يذهب تليه حياة يوم آخر، تحيا فيه بمشيئة الله؛ فنحن ننقص في كل يوم يمر؛ فسنة جديدة معناها تذكير بأننا في كل يوم يذهب، يجب أن يكبر الوعي، ويدرك الإنسان أنه في دنيا مسير لأجل لا بد منه، فيحسن في دنياه بقدر مكوثه فيها، ويستعد لاستقبال أعماله يوم يحاسَب في آخرته.."؛... "اِعمل لدنياك كأنك تموت غدا، واعمل لآخرتك كأنك تعيش أبدا".

 

تقول بركوكي: "وحتى تدرك جيدا كبرك، فالكبر ليس سنين تمضي وأخرى تعود، وإنما كن واعيا كيف كبرت عقلا ودينا وعلما، واجعل عامك هذا تترفع فيه عن ارتكاب المزيد من الأخطاء، ومزيد من المعاصي. لا بد أن تنتبه عن التغافل في حفظ كتاب الله، عن تضييع الوقت في ما لا ينفع، عن اتباع الشهوات بلا مبالاة، عن الأحلام الدنيوية. لا بد من مراجعة الأمور كلها، لا سيما تضييع الصلوات، واغتنام أوقات الذكر؛ فهذه هي طريقة النضج. والكبر الحقيقي حق المعرفة، أنه كبر عن أي شيء...".

مع نهاية كل سنة نسمع كلمة: "كبرنا!"

تواصل بركوكي في شرح معنى أنك كبرت بالمفهوم الصحيح: "كبرتَ تعني أنك تتوقف عن الإسراف، وتستمر في الطاعة اللازمة.. فتدرك الطريق الصح إلى آخرتك، وليس الضياع أكثر في دنياك الفانية... هنا يكون عاما جديدا تكبر في الفكر، والنضج، والإدراك. أما الأعمار فكانت، دوما، مجرد أرقام تحتضنها حتى المقابر بدون أن تفرق بين الكبير والصغير... ثم قل السنوات تحولت إلى سنة جديدة خالية من الابتعاد عن الله، وتقترب كثيرا من رضى الله، وهذا ما يسمى بركة العمر؛ للتعمير خيرا في الدنيا، وتخزين الزاد لآخرتك..".

تخلَّ عن مخدرات العقل المعنوية..

الإدمان على مواقع التواصل هو من أكثر ما بات يأخذ من الفرد ساعات عمره هباء منثورا، لا سيما بالنسبة للفئة التي لا تستفيد، قطعا، مما جاء بعالم التكنولوجيا؛ تقول بركوكي: "راجع حساباتك كاملة... لماذا تضيّع الوقت في اللهو الكثير، والاستماع إلى الأغاني والسهر والفراغ؟... من المفروض أنك أنت أيضا لك حياة حاضر ومستقبل؛ لا بد من النظر فيه، والاستثمار فيه. لا تهتم بالمشاهير، وتعلّم أشياء على فترات متتالية. اُخلق عادات إيجابية، وتوكل على الله. اُهجر الكسل، وتمسّك بالمحفزات مهما كانت بسيطة. اقتنص أي فرصة تتاح أمامك ولو بسيطة. فكر ببساطة؛ إذا أردت أن تنجح بقوة، وأن تحيا وأنت تفعل شيئا وتبدأ بأمر بسيط يكسبك المرونة في التعامل مع الواقع، خاصة أن تكون محاطا ومندمجا بالمجتمع، يتفاعل عقلك، وجسمك، وحواسك مع الطبيعة، خير من عقل يحجزه الواقع الافتراضي في سجن من الأوهام والمشاعر السلبية، المحطمة للذات نفسيا وجسديا".

اِجعل العام عامك.. كن صاحب قراراتك

تؤكد المختصة أن أساس النجاح ثقة الشخص في نفسه، وحزمه، وعزمه؛ "هذا العام... قرر أن تكون أنت، ولا تطبّق حياتك مع أي كان مهما كان شأنه في خساراته أو أرباحه، فكل تجربة قام بها شخص آخر ولم تنجح أو خسر في الحصول على مبتغاه وهو في نفس طريقك، أو اِقبل على نفس العمل الذي تريده. ورفضه ليس معناه أن تتوقف وأن لا تحاول البحث عن عمل والحصول عليه. لا تَقسُ على نفسك إذا لم ينجح الآخر؛ فليس معناه أنت، أيضا، لن تنجح. كثرة البطالة لا تعني أنك ستبقى عاطلا عن العمل. كثرة العزاب لا تعني أنك لن تتزوج. كثرة الفاقدين للأمل لا تعني أن تتبنى اليأس معهم، لا تدري أين ستكون لك الفرصة، والعمل، والصلاح. تجارب الآخرين السيئة وغير الناجحة لا تقارنها بك، فتضعف همتك".

وتوضح في هذا الشأن المختصة قائلة: "ببساطة، لأن النية والقدرة والفرصة والأشخاص المحبين لك بصدق والمرافقين لكل شخص، ليسوا أنفسهم الذين معك ومع الآخرين، ولأن قوة اليقين والإيمان والعمل والطموح ليست نفسها. وحسن الظن بالله، والسعي، والنظرة ليست نفسها عند الكل... الرؤية تختلف، والمسار ذو المرآة الواضحة يحتاج إلى اليقين بالله. لاحظ جيدا حولك، هناك نور معين لك أنت، وهناك مخرج لك أنت، وهناك فرج لك أنت. الذي خلق سبع سموات قادر على أن يُخرج لك من كل ضيق اتساعا، ومن كل هم فرجا، ومن كل ألم أملا وتيسيرا وترويحا عن كل ما مررت به".

اِستفد من كل جميل تقابله..

أشارت حياة بركوكي إلى أن الطيبين الذين نقابلهم والابتسامة الصادقة التي نوزعها أو تقدَّم لنا، همزة وصل أساسية لرفع الطاقة الإيجابية، ومثلها في رسائل خيرية عدة، مردفة: "استفد من الخير أينما كان؛ سواء تمثل لك في إنسان، أو في شيء، أو في رسائل ربانية لك أنت بالذات... أو في أمر بسيط، أو في ابتسامة تحيى في قلبك الضيق، أو في صاحبٍ صادق، أو في يد تأخذ بيدك ولو بالقليل. حياتك أنت لا تربطها بانزلاقات وانفلات أقدار الآخرين من أيديهم، فكل شخص يعرف جيدا نفسه، ويعرف أخطاءه وذنوبه وسيئاته، والعراقيل التي تقف أمام طريقه، ولو يصلح ما بينه وبين ربه قد يفلح، وقد يكون الله عز وجل جعل لك فترة صعبة ليختبرك، ثم يجازيك بما لم تتوقع وتنتظر.

كثير من الأمور تختفي خلف الأشخاص وإخفاقاتهم أو نجاحاتهم، قد لا تعلمها أنت، وقد يخفيها هو؛ لذلك لا تراقب فشل الآخرين لتفقد نفسا طيبة أحيا الله فيها نفسا، وبث فيها حياة تتنفس وتتمتع بالصحة والسمع والبصر، ثم تبقى بلا حركة؛ لأن حولك أناسا فشلوا، فأزاغوا روح المحاولة منك! اِستعن بالله ولا تتوقف. الله وحده إذا توكلتَ عليه حق التوكل، فهو الذي يرزقك من حيث لا تحتسب عاجلا أم آجلا؛ سترزَق خير الأرزاق، وأفضلها بعد الصبر والتقى، وأن رزقك وفرحك اقترب". وفي الختام، أشارت المختصة الاجتماعية إلى أنه لزام على الفرد أن لا يسمح للشكوك والأفكار السلبية أن تُرجعه القهقرى، أو تحصره في الحزن والعجز؛ تقول: "فقط آمن أنك على خطى مع الله دوما مهما كانت الظروف والصعاب، هناك من ينجح ويتفوق.

إذا كنت أنت المتفرج عليهم، اِستعدَّ مع نفسك لأن تكون الناجح هذا العام، وأنت من سيصفقون له؛ لِم لا تكون أنت أحد هؤلاء الذين تفوّقوا على الظروف ونالوا المبتغى! والله قال: "اُدعوني أستجب لكم"؛ لا تملّوا من الدعاء؛ فالله يجبر كل القلوب، ولا يترك يد عبده فارغة. أَحي صلاة الفجر أول يومك، وأَحي قيام الليل في ليلك، لا تعجز عنها؛ ففيهما كل سعادتك وفتوحاتك؛ "الحمد لله الفتّاح؛ فهو يعجزك عن الحل، ثم يعجزك بالحل سبحانه؛ إنه القدير المقتدر".