الاحتفالات في الأوراس

عادات محلية حبا للرسول وإجلالا لشخصيته

عادات محلية حبا للرسول وإجلالا لشخصيته
  • القراءات: 1091
ع. بزاعي ع. بزاعي

شرعت العائلات الأوراسية منذ أسبوع تقريبا، في تحضيراتها لاستقبال المولد النبوي الشريف، كما عرفت شوارع الولاية انتشارا ملحوظا لطاولات بيع لوازم الاحتفال، وأبرزها طاولات المفرقعات التي انتشرت في "سوق الرحبة" بألوان وأشكال مختلفة، إلى جانب الشموع، الحنة والبخور التي تميز هذه المناسبة الدينية.

مع اقتراب موعد الاحتفالات بالمولد النبوي سنويا، يلجأ أغلب الشباب إلى التجارة في المفرقعات لأنها تدر عليهم أرباحا طائلة، خاصة منها أجود المفرقعات على غرار "الشيطانة"، "الوردة" و"الصاروخ"، ولا تزال على رأس قائمة أجود وأقوى الألعاب النارية المطلوبة، في حين تظل المفرقعات من نوع "الزندة" و"دوبل بومب" الأكثر انتشارا بين الأطفال.             

تستغل الجمعيات الناشطة في الولاية، المناسبة للتنويع في الأنشطة الخيرية والتضامنية، على غرار أفواج الكشافة الإسلامية التي تضبط برامج دينية وثقافية تحث الأطفال والشباب على الاقتداء بسيرة المصطفى، مع إقامة حفلات دينية للإنشاد وتكريم الحفظة. إلى جانب نشاط مديرية الشؤون الدينية والأوقاف التي تقيم حفلات تكريم حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والمتفوقون في المسابقات الفكرية التي تنظم بالمناسبة. 

ويشكل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، في ربوع الأوراس، مظهرا من مظاهر حب الرسول وإجلال شخصيته في النفوس، حيث تلتقي الأسر فيما بينها، لما لذلك من دور في ترسيخ الروابط والأواصر والتمسك بالتقاليد الأصيلة للمنطقة والتشبث بالقيم حتى يقتدي بها. وتتنوع مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى بين مجالس العلم، تلاوة القرآن الكريم، والمدائح الدينية والأذكار. ومن أبرز مظاهرها؛ التوجه إلى بيوت الله رفقة الأطفال وإحياء ليلة الذكر، بما يليق بها من خشوع وإجلال روحاني لذكرى مولد سيد الكون وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. 

كما يرتبط إحياء المولد النبوي الشريف عند سكان الأوراس، بعدد من الطقوس الاجتماعية التي تؤكد مدى تشبثهم بقيم التضامن والتآزر التي يدعو إليها الدين الإسلامي، حيث تقول الحاجة اليامنة، 77 سنة؛ إن ما يميز الاحتفال بالمناسبة هو إحياء عادات متميزة جدا لمدة أسبوع، حيث يتم إعداد  أطباق مميزة، كالكسكسى والشخشوخة، إلى جانب تحضير العصيدة، كما تقوم النساء بإشعال الشموع المثبتة في زوايا المنزل بعدد أفراد العائلة، على أن يختار كل شخص شمعته، إلى جانب حضور الحناء والبخور، في الوقت الذي لا يضيع خلاله الأطفال فرصة اللعب بـ"النوالات" والمفرقعات وحمل الشموع أيضا.