رغم الارتفاع الجنوني في الأسعار
عادات راسخة تأبى العائلات الجزائرية التخلي عنها

- 668

تشهد الأسواق والمحلات التجارية في العاصمة خلال السهرات الرمضانية، حركة نشيطة، خصوصا في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل رغم تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع أسعار السلع؛ حيث عجّت محلات بيع مستلزمات حلويات العيد وكذا الملابس الجاهزة، بالعائلات التي تواصل رحلة البحث عن حاجيات الاحتفال بالمناسبة الدينية، وذلك إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.
ومع اقتراب موعد العيد عرفت الفضاءات التجارية الكبيرة ومحال بيع الملابس والأحذية والحقائب وحتى مستلزمات الحلويات، في العاصمة على وجه الخصوص، انتعاشا جاء ليقطع ركود الحركة التجارية، وتراجع مؤشرات الاستهلاك الذي ميز القطاع التجاري خلال الأشهر القليلة الماضية، ليخرج أرباب العائلات مرفقين بأفراد أسرهم، حاملين معهم ما وفروه من مال لمجابهة حاجيات الحياة اليومية ومتطلباتها.
وفي هذه الأجواء التي تسبق عيد الفطر، التقت "المساء" ببعض الأولياء في رحلة البحث عن مستلزمات هذه المناسبة، فقال السيد سعيد ـ وهو موظف وأب لثلاثة أبناء ـ إن آخر أيام رمضان تُعد فرصة للتجول مع أبنائه، ببعض المحال التجارية؛ من أجل اقتناء ملابس وأحذية العيد لهم؛ كعادة لم يرد التخلي عنها بالرغم من قساوة الظروف.
وقالت السيدة سهام التي كانت تتجول بين المحال في أحد المراكز التجارية الكبرى بباب الزوار، إن ارتفاع الأسعار بشكل مهول، لم يمنعها من الحفاظ على عادة اقتناء ملابس العيد لها ولأطفالها، خاصة أنها لم تقتن ملابس لهم منذ بضعة أشهر في انتظار حلول العيد.
وقال السيد سمير إن تحضير حلويات العيد واقتناء ملابس للأطفال، من العادات التي لا يمكن العائلات الجزائرية التخلي عنها بالرغم من الظروف المالية غير المريحة؛ "فهو أمر لا غنى عنه في هذه الفترة من كل عام"، مشيرا: "وحتى إن اشتكت عائلة من ظروفها، إلا أنها تضحي من أجل عاداتها، وسعادة عائلتها".
ومن جهته، قال التاجر أحمد إن "ارتفاع الأسعار غيَّر، فقط، وتيرة تسوّق المواطنين، وجعل الكثيرين يركزون على الأساسيات، محاولين التوفيق بين مشترياتهم والاقتصاد ما استطاعوا"، مضيفا: "تراجع القدرة الشرائية لم يمنع الكثيرين من الحفاظ على عاداتهم، خصوصا في تحضير الحلويات، إلا أن هذه الأخيرة، مثلا، أصبحت اقتصادية أكثر. كما صارت بعض المكونات تعوَّض بأخرى أقل سعرا؛ كالمكسرات مثلا؛ فبدل استعمال الجوز واللوز يُستخدم الفول السوداني، وكل هذا، فقط، من أجل إرضاء العائلة بدون دخول الأسرة في أزمة مالية".