الاحتفال بينّاير في الأغواط

عادات راسخة بمعاني الارتباط بالزراعة

عادات راسخة بمعاني الارتباط بالزراعة
  • 1675
❊ ق. م ❊ ق. م

يحتفل سكان ولاية الأغواط بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة، بإحياء عادات اجتماعية راسخة تحمل معاني الارتباط بالزراعة. وما يميز تلك الاحتفالات الراسخة في الموروث الشعبي المحلي  المعروفة بـ "الناير"، هو تسمية ليلة 12 يناير بـ "العام القديم"، والليلة الموالية لها بـ "العام الجديد"، ولكليهما دلالات الارتباط بالأرض والفلاحة، وبتقويم زراعي بسيط للفصل بين العامين السابق واللاحق.

 

في هذا الصدد، تقول الحاجة أم الخير (79 سنة) من حي الوئام بعاصمة الولاية، إنها تعودت منذ صباها على سماع عبارة "دوجامبر (ديسمبر) مات والعام خش (دخل )"، وعلى القيام بطقوس تقتصر على هذه الليلة وتحمل الكثير من المعتقدات والأفكار، التي تمزج في بعض الأحيان بين الحقيقة والأسطورة.

ومن بين ما دأب عليه أبناء جيل الحاجة أم الخير، تخصيص يوم 12 يناير للصيد في البراري، على أن تكون غنيمة الصيادين جزءا من وجبة عشاء العائلة، وهي وجبة تقترن بطبق الكسكسي الأصيل المزيّن بالسمن والزبدة الطبيعية، ترافقه الحلويات التقليدية.

وما بقي من النمط الاحتفالي بيناير لدى سكان المنطقة هو تحضير طبق "المردود" وفق عادة "تخلاط البرمة"، ووضع حبة من الفول أو الحمص من بين مكوناته، ومن  يحوز على تلك الحبة عند تناول الطبق فقد نال "فال" سنة جديدة مليئة بالحظ الوافر وبالنجاح، على حد تعبير المتحدثة.

من جهته، أشار الحاج الطاهر سحنون إلى أن هذه الليلة تُعد اختتاما لشهر "جامبر" الممتد من 13 ديسمبر إلى 13 يناير. وفي هذا الشهر يُمنع تناول الطعام باردا؛ باعتبار أنها فترة غالبا ما تكون شديدة البرودة، وتستوجب التعامل معها بحذر؛ تفاديا لمخاطر صحية محتملة.

وأجمعت عائلات بمدينتي آفلو وحاسي الرمل على مدى التشابه في عادات إحياء مناسبة يناير، ما يعكس القواسم المشتركة بين المجتمع الجزائري، وتمسّكه الوثيق بتراثه الزاخر وبأبعاده الحضارية الثرية.

واحتفالا بيناير نُظم بالأغواط أسبوع التراث الثقافي الأمازيغي، الذي تضمّن معرضا للصناعات التقليدية وألبسة وحلويات، بمشاركة عارضين وجمعيات من ولايات الأغواط وغرداية وتمنراست وباتنة وتيزي وزو والبويرة. وإلى جانب هذا المعرض الذي احتضنته دار الثقافة التخي عبد الله بن كريو، عُرضت أفلام أمازيعية، وألقيت محاضرات حول تاريخ عيد يناير والتاريخ الأمازيعي وتراثه الشعبي.