فيما تحولت عنابة إلى موقع مفتوح على الصحراء وشاي تميمون

عائلات تلجأ للشواطئ والحدائق ليلا هروبا من الرطوبة

عائلات تلجأ للشواطئ والحدائق ليلا هروبا من الرطوبة
  • القراءات: 839
سميرة عوام سميرة عوام

تحولت شواطئ عنابة ليلا إلى ملجأ حقيقي للعائلات بسبب الرطوبة العالية، حيث يفضل سكان المدينة قضاء كل وقتهم ابتداء من السادسة مساء إلى غاية صلاة الفجر على الشاطئ، لكسر الرتابة السنوية وتغيير الجو، خاصة أن أيام فصل الصيف تمر عليهم متثاقلة، بسبب الحرارة المرتفعة هذه الأيام، ومن العائلات من يأخذ معهم كل مستلزمات الطهي ليحضر  وجبات صيفية خفيفة للأطفال والمتواجدين معه.

وقفت ”المساء” على طابورات من السيارات تحمل ترقيم عدة ولايات، مصطفة بجانب الشواطئ المتاخمة للغابة بحثا عن الراحلة واخضرار غابات الدفلة وافرة الظلال، مع تحضير الشواء والسمك على الجمر، اقتربنا من إحدى العائلات التي نصبت خيمة تحت شجرة قريبة من الشاطئ، لتوفير احتياجاتها من الاصطياف والأكل وغيره، حيث أكدت لنا السيدة ليندة أن الرطوبة العالية في المنازل تفرض على العائلات الخروج إلى المساحات الخضراء والتمتع بالخضرة، واستنشاق الهواء الطلق، مؤكدة أن أطفالها الثلاثة يجدون راحتهم وسط هذا الجمال الطبيعي والغابي، مع قضاء كل وقتهم في اللهو والجري، ثم العودة عند منتصف الليل إلى المنزل، وحسب المتحدثة، فإن لقاءها مع البحر والغابة يتجدد عند نهاية كل أسبوع، باعتبار أن زوجها مرتبط بعمله، غيرنا الوجهة نحو حديقة عين عشير التي تقابل البحر، ووجدنا توافدا قويا للأطفال والنساء ليلا، حيث وجدوا ضالتهم في اللعب في ظل توفير الأمن من طرف عناصر الشرطة والدرك. كما تم ربط الحديقة بمختلف وسائل الترفيه، مع فتح مطاعم للأكلات السريعة مصحوبة بالمثلجات.

في سياق متصل، يتردد أهل عنابة على بعض المواقع السياحية المعروفة، منها رأس الحمراء، الفنار وحتى ضواحي سرايدي القريبة من مدينة عنابة، فالزائر لهذه المناطق يجد على طول الطريق الفواكه الموسمية التي يعرضها الأطفال بعد جنيها من أراضيهم، لتحول على الطريق الرئيسي، مما يسهل على مستعملي هذا الطريق اقتناء تشكيلة من الفواكه الجبلية، خاصة  التوت البري وغيره.

بالنسبة للمطاعم، غيرت عدة محلات مجاورة لشواطئ مدينة عنابة نشاطها، من أجل تحضير الأطباق التقليدية، منها ”الشخشوخة”، ”الثريدة”، ”القرتلية” و«البوراك” العنابي والشربة والسمك بمختلف أنواعه، بالإضافة إلى الأطباق الخفيفة.

على صعيد آخر، بجانب هذه المطاعم المتاخمة للشواطئ، توجد خيمة كبيرة تعد شاي تميمون، حيث تحول المصطاف من البحر إلى أعماق الصحراء على وقع القرقابو والرقص الصحراوي الجميل، ليصنع لوحة فنية فريدة من نوعها تعطي روحا للإرث الجزائري القديم، وعليه يستغل أهل الصحراء مثل هذه الأماكن السياحية لتحويلها إلى فضاءات ثقافية وترفيهية يصنعون فيها كل ما يعطي إضافة لعنابة، التي تريد أن تعود جوهرة الشرق بامتياز بعد سنوات من الإهمال وسوء التسيير.