لكسر روتين الحجر المنزلي

عائلات تقصد شاطئ الواجهة البحرية ببومرداس

عائلات تقصد شاطئ الواجهة البحرية ببومرداس
  • القراءات: 1437
حنان. س حنان. س

فضّلت العديد من الأسر التوجه إلى شاطئ الواجهة البحرية بمدينة بومرداس، لتمضية بعض الأوقات؛ تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، مستمتعة بذلك بساعات على الشاطئ؛ في محاولة لكسر روتين الحجر المنزلي المفروض منذ أزيد من ثلاثة أشهر. وبالمكان تحدثنا إلى عائلة قدمت من البليدة بؤرة انتشار فيروس كورونا. كما تحدثنا إلى أخرى قدمت من العاصمة، قصدت المكان للترويح عن النفس، ثم العودة إلى المنازل قبيل موعد الحجر الجزئي.

كان شاطئ الدلفين بالواجهة البحرية لمدينة بومرداس منذ بداية الأسبوع الجاري، قبلة للعديد من الأسر، التي قصدت المكان للانتعاش بنسمات الهواء العليل، لاسيما أن درجات الحرارة منذ بداية ماي الجاري، بدأت في الارتفاع؛ ما يجعل شاطئ البحر من أحسن الأماكن للترفيه عن النفس.

وبعيدا عن الحجر المنزلي ومواقيت الحجر الجزئي وحتى بعيدا عن الشوارع التي بدت بعد إغلاق المحلات التجارية، خاوية على عروشها، كانت الوجهة نحو الشاطئ بالنسبة للكثيرين، حسبما لاحظت "المساء"؛ فبعضهم كان يستمتع بالسباحة بمياه دافئة عند منتصف النهار، والبعض الآخر فضل الاستمتاع بهواية الصيد، بينما ركن آخرون إلى الجلوس على الرمال وفقط، مفضلين استنشاق الهواء، وسماع صوت انكسار الأمواج على الصخور.

بادرنا إحدى العائلات التي جلست فوق الصخور بأحد الممرات المهيأة من أجل النزهة البحرية، فقالت سيدة كانت رفقة زوجها وابنتهما، إنها قدمت إلى الواجهة البحرية من ولاية البليدة وبالضبط من منطقة "قرواو"، حيث اعتبرت الخروج بعد مكوثها في الحجر الصحي شهرين متتاليين، بمثابة "إعادة بعث جديد". وتقول: "كانت تجربة الحجر الكلي قاسية علينا بولايتنا؛ فقد مرت علينا أيام متتالية بدون الخروج مطلقا، عشنا خلالها قلقا بسبب تطورات الوضع بسبب تفشي فيروس كورونا"، مضيفة أن الخروج وقصد أماكن لاستنشاق الهواء مثل الشاطئ، يبعث في النفس راحة كبيرة، خاصة أن الزيارات العائلية مقيدة جدا تفاديا لانتشار الوباء. كما قالت محدثتنا بأن فطورهم لم يكن محضرا، بل تحضره فور عودتها إلى المنزل، وأنها ستمكث بالشاطئ إلى الثانية بعد الزوال، ثم العودة إلى ولاية البليدة، مؤكدة أنها ستكرر هذه الخرجة كلما سمح لها الأمر بذلك.

ومن جهتها، أوضحت سيدة أخرى من الجزائر العاصمة وبالضبط من حي الموز،  أوضحت لـ "المساء" أنها وجدت في الواجهة البحرية لبومرداس متنفسا حقيقيا رغم أنها لم تخضع للحجر المنزلي كلية بسبب قيامها على شؤون أسرتها واضطرارها للخروج بصفة شبه يومية، إلا أنها أكدت أمر استمتاعها بالهواء العليل على الشاطئ؛ حيث لا يُمل من المنظر أبدا. وهي الأخرى اعتبرت إطالة النظر في الأمواج وهي ترتطم على الصخور، أمرا ممتعا، كما أن قلة الحركة بسبب تدابير الحجر الصحي جعلتها تستمتع أكثر بمكان اعتادت على رؤية الكثير من الغدو والرواح به.

أما عن الإفطار فقالت إنها "مْهنية"؛ كونه محضرا كلية؛ ما يجعلها تطيل الاستمتاع بالمنظر والمكان والهواء الجميل.. أما الفتاتان رميساء وأسماء من ولاية بومرداس، فقالتا إنهما بالواجهة البحرية لتمضية أوقات لاستنشاق الهواء. رميساء قالت إنها نسيت الشارع إطلاقا؛ إذ تخرج لأول مرة بعد أزيد من شهرين، بينما قالت أسماء إنها كادت تنسى "الحومة" وأولادها من فرط المكوث بالمنزل. تشجعت الصديقتان وقصدتا يومها البحر، علما منهما بقلة الحركة فيه بسبب تدابير الحجر الصحي، وبالتالي عدم الاختلاط بالغير وتجاوز كل المخاوف. الشابتان قالتا إنهما في السنة الثانية ثانوي، أبديتا اشتياقا كبيرا للدراسة والزملاء؛ "من المفروض أننا نحضّر لاجتياز اختبارات الفصل الثالث، ولكن للأسف ما كنا نعتقد أن عطلتنا في 2020 ستكون طويلة جدا"، تقول رميساء.

أما رب عائلة من حي الهضبة ببودواو البحري، فقد أكد على مسامعنا وهو يهم بمغادرة الشاطئ رفقة زوجته وأبنائه الثلاث، أن الحجر المنزلي وضع مقلق للغاية، خاصة أن الأخبار كلها تركز على كورونا وارتفاع حالات الإصابة؛ ما جعله يقصد الواجهة البحرية لبومرداس؛ في محاولة لإطالة الخرجة قليلا؛ كون ببلدية إقامته أحد أجمل شواطئ الولاية. أما الزوجة فقالت إن قصد البحر وغرس رجليها بالرمل واستمتاع أبنائها بالمياه الدافئة للبحر، أمر "يفاجي الغمة"، حسب تعبيرها؛ أي أن كل الأسرة تنفست الصعداء، وهي ترى بعض الحياة الطبيعية بقصد الشاطئ ورؤية أناس يستمتعون بالاستجمام. وقالت إن المكوث في المنزل بدون خروج مقلق، وما يزيد في القلق معرفة أن الكل مقيد في المنزل بسبب وضع غير عادي، ولكن نفسيتها ارتاحت بعض الشيء بالاستمتاع بنسمات البحر.

وقال رب أسرة كان يهم هو الآخر بالمغادرة رفقة ولديه، إن قصد الشاطئ في يوم رمضاني لا ينسي مشقة الصيام فحسب بسبب ارتفاع درجات الحرارة، "بل أنساني في كورونا وأخبارها وأرقامها والقلق الذي خلفته فينا منذ أزيد من شهرين"، يقول مؤكدا أن المكوث في شقة مع أسرته بسبب تدابير الحجر المنزلي، سبّب له ضيقا نفسيا بسبب الوضع الاستثنائي؛ ما جعله يقصد الشاطئ مع أبنائه؛ في محاولة للتخفيف من وطأة الأمر.