عائلات تدعو إلى تغليب الثقافة المرورية لدى السائقين

عائلات تدعو إلى تغليب الثقافة المرورية لدى السائقين
  • القراءات: 598
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أبدى عدد من المواطنين الذين استطلعت "المساء" آراءهم حول انتشار الثقافة المرورية لدى السائقين، أنه للحد من هذه الظاهر التي تأخذ منحنى تصاعديا يدعو للخوف والقلق، يجب تضافر الجهود للتقليل منها خصوصا بعدما أصبحت تحصد أرواح العشرات يوميا.

إن الدعوة لتغليب الثقافة المرورية لسلامة الأشخاص والأمن عبر الطرق، موضوع مئات الحملات التحسيسية التي تنظمها الأطراف المعنية وعلى رأسها مديرية الأمن الوطني وخلية الأمن عبر الطرقات، وذلك بعدما كشف تقرير نشرته مؤخرا منظمة الصحة العالمية عن السلامة المرورية، أن الجزائر احتلت صدارة الدول المغاربية بـ 9337 حالة وفاة جراء حوادث المرور خلال السنة المنصرمة 2015.

وقد أجرت "المساء" استطلاعها على ضفاف شاطئ الصابلات، ذلك المكان الذي عرف العديد من الحملات التحسيسية والتوعوية التي تدعو إلى التأني أثناء استعمال الطريق، منذ افتتاحها، والتي تكون موجهة لمختلف الشرائح العمرية والمجتمعية، التي يتفاعل معها مختلف مستعملي الطرق.

في البداية، اقتربنا من "س.مريم"، التي أعربت عن قناعتها أن غياب "الضمير" لدى بعض السائقين هو السبب الأول لهذه الحوادث التي تعد كارثة حقيقية تحصد أرواح أكثر مما تحصد في دول تعرف حروب ونزاعات، ويعد من الضروري البحث عن أساليب جديدة أكثر فعالية من أسلوب الحملات التحسيسية التي تعد مجرد كلام "عابر" في مسامع البعض الذين لا تسجل لديهم علامات "الوعي" بما يحدث حقيقة في الطرق.

ومن جهة أخرى، قال مولود، شاب في 25 من العمر:"إن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى حوادث مرورية، منها العامل البشري، وأخرى الثقة العمياء في المركبات أو حتى الطرق، التي عادة ما لا تتوافق ومعايير السلامة المرورية، ما يجعل سائقها يقع ضحية حادث في "رمشة" عين بسبب خطإ بسيط يؤدي إلى كارثة حقيقية.

وعلى صعيد آخر، أرجع "ب. سفيان" المشكل إلى عدم احترام قانون المرور وكذا السرعة القانونية المرخصة، مشيرا إلى أن امتحان "قانون المرور" الذي يعد الاختبار الأول بالنسبة لمرشحي تعلم السياقة، يمكن وصفه بالاختبار "الرمزي فقط" إذ يشمل فقط اثنان أو ثلاثة أسئلة ما يجعل 70 بالمائة من السائقين يجهلون دلالات مختلف اللوحات لتنظيم السير على الطرق، هذا إلى جانب عدم احترام الأولوية في المرور، وعلى هذا تضيف المتحدثة :"لابد من التركيز أكثر على هذا الاختبار، إذ يعد أساس الحصول على رخصة السياقة بجعله مثلا اختبار داخل أقسام تحتوي على العديد من الأسئلة وليس ثلاثة أو أربع أسئلة على نحو "أعمى". 

أما نوال، 28 سنة فقد أكدت أن كل بيئة لها مسببات لحوادث المرور تميزها فبعض المناطق معروفة بإفراط روادها في السياقة، وأخرى بسبب الطريق التي تكون متعرجة يصعب التحكم في العربة خلال العبور عليها، إلى جانب أسباب أخرى، وأعطت المتحدثة مثالا عن ذلك الطريق الرابط بين العاصمة وعين البنيان، حيث قالت إن ذلك الطريق يعرف العديد من الحوادث المرورية في كل سنة، والمتسبب الحقيقي وراء ذلك هي الحافلات القديمة التي تنقل المسافرين من تافورة إلى سطاوالي وعين البنيان، وهي حافلات جد بطيئة الكثيرين من أصحاب السيارات يرفضون التأني والسير وراءها ما يجعلهم يحاولون تجاوزها في المنعرجات، الأمر الذي ينتهي في الكثير من الحالات بوقوع حوادث كارثية. وهنا قالت نوال لابد من معالجة المشكل من أساسه وعدم شن حملات تحسيسية متشابهة، وإنما لابد من تخصيص حملة تحسيسية تميز كل منطقة، أي تصويب المشكل والبحث عن حلول فعالة له.