تختلف قيمتها في وهران حسب الوضعية الاجتماعية

عائلات تخفّف المهور وأخرى تلجأ إلى "الصداق المؤخر"

عائلات تخفّف المهور وأخرى تلجأ  إلى "الصداق المؤخر"
  • 92
رضوان. ق رضوان. ق

يشكل دفع المهر أو ما يعرف بـ"الصداقة" للعروس، والذي يكون في الغالب من "الذهب"، من سنن وطقوس الزواج الإسلامي، والتي لا تزال مستمرة، بحكم ارتباطها بحكم شرعي ملزم، غير أن المهر وبسبب ارتفاع أسعار الذهب، أصبح يشكل عائقا أمام المقبلين على الزواج، وقد بادرت، في هذا الصدد، بعض العائلات، للتخفيف من أعباء المهر، من خلال قبول حلي تكاد تكون رمزية، فيما بادرت أخرى للاعتماد على مبدأ "المهر المؤخر"، وتبقى عائلات أخرى تطالب بالمهر، وفق متطلبات الحياة المعيشية والظروف الحالية.

لا تزال عادات وتقاليد الزواج بولاية وهران، والمناطق المجاورة لها، متواصلة ومستمرة، رغم الظروف المعيشية والمستوى الاجتماعي، خاصة لدى الشباب المقبلين على الزواج، والذين يجدون صعوبات في توفير الشرط الأساسي للزواج، والمتعلق بـ"المهر"، الذي لا تَنَازُلَ عنه، من منطلق أنه شرط أساسي في إتمام الزواج.

وحسب الشيح محمد، أحد أئمة مدينة وهران، فلا يتم عقد أي قران بدون وجود المهر أو الصداق، الذي يكون معلنا، موضحا أنه من منطلق تجربته وإشرافه الدوري على مراسيم الخطبة والزواج، بأن المهر في وهران، لا يزال مستمرا، ولكن حسب طاقة كل عائلة وشاب مقبل على الزواج. وذكر الشيخ محمد، بأن معظم مناسبات الزواج التي يشرف عليها أصبحت تعرف بتقديم مهور شبه موحدة، خاصة وسط العائلات محدودة الدخل وبالأحياء الشعبية، والتي قد تتراوح بين دفع مبلغ 5 ملايين سنتيم وسلسلة وخاتم أو قرط ذهبي، فيما تقدم عائلات أخرى مهرا قد يصل إلى حدود 10 ملايين سنتيم، وطاقم من الذهب، وتقدم عائلات أكثر من ذلك وهذه الحالات قليلة حاليا، بسبب غلاء المهور.

من جهته، أكد السيد جمال، بائع ذهب بحي المدينة الجديدة، ما ذهب إليه الإمام حول المهور، موضحا بقوله: "أصبحت العائلات تقبل على شراء الخواتم والسلاسل، وفي بعض المرات الأقراط والأساور ذات الوزن الخفيف، لتقديمها للعروسة"، كما كشف المتحدث عن اتفاق بعض العائلات كذلك، على شراء خاتم وسلسلة فقط، حسب العائلات التي تقصده لشراء المهر.

كما انتشرت ظاهرة شراء الذهب بالتقسيط، وهي ظاهرة محدودة ولا تتواجد لدى كل بائعي الذهب، وعن الأسعار، كشف السيد جمال، بأنه خلال السنوات الماضية، كانت العائلات تقبل على شراء الذهب لتقديمه كمهور، لكن بفعل غلاء الأسعار أصبح ذلك محدودا، حيث يقدم سعر الذهب المحلي بين 20 و21 ألف دينار للغرام، والذهب الإيطالي بين 22 ألفا و22500 دينار للغرام، ما يعني أن ثمن آخر خاتم من حيث الوزن، قد يتجاوز سعر 6 ملايين سنتيم، فيما يتراوح سعر السلسلة الخفية نسبيا من 12 إلى 18 مليون سنتيم.

وقد وقفت "المساء"، خلال عرس نظم مؤخرا، بحي الحاسي الشعبي، على صداق قدمه شاب لعروسه، والذي قدر بـ5 ملايين سنتيم وخاتم وسلسلة ذهبية، إذ وافقت العائلتان على ذلك، من منطلق تسهيل الزواج على الشابين، حسبما جاء على لسان عائلتيهما، وأوضح والد الفتاة، بأنه كان مستعدا لقبول أقل من ذلك، في سبيل نجاح زواج ابنته من شاب من أبناء الحي المعروف بخُلُقه، مثلما أوضح المتحدث، بأن قبول العائلات يشترط أساسا أن يكون الزوج موظفا أو عاملا، وهو ضمان للعروس، حسب قوله.

"المؤخر"... طقس قديم يعود للتسهيل على الزواج

كما انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة "الصداق المؤخر"، والذي يعد هو الآخر من السنن الإسلامية المتعارف عليها، والتي يبقى تجسيدها مرتبطا بقبول عائلة العروس بذلك، للتخفيف من أعباء العرس على الزوج، وأشار السيد جمال، بأن المؤخر عاد بقوة وسط العائلات، في ظل ارتفاع أسعار الذهب، موضحا أنه يتم خلال عقد القران، الإعلان عن ذلك عن طريق الإمام، بإسماع الشهود بالمهر النقدي والذهبي، والتأكيد على أن جزءا من الصداق سيدفع مؤخرا، بموافقة ولي العروسة، وأوضح بعض المواطنين، أن قبول العائلات بالمؤخر، يساهم في الحد من العنوسة ومساعدة الشباب على الزواج، غير أن بعضهم يؤكد على ضرورة وجود إطار قانوني واضح، يضمن حقوق المرأة بعد الزواج، لتفادي تخلف الزوج عن دفع المهر الشرعي مستقبلا، خاصة بعد الطلاق، حيث سجلت بعض الحالات بعد الطلاق ودفعت بالعائلات إلى اللجوء للعدالة من أجل استعادة حقوق المرأة.