السكر العلني السافر بسكيكدة

ظاهرة مقلقة اتخذت أبعادا خطيرة

ظاهرة مقلقة اتخذت أبعادا خطيرة
  • 1070
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يعد السكر العلني السافر من الآفات الاجتماعية الخطيرة التي عرفت انتشارا رهيبا في سكيكدة خلال الفترة الأخيرة، حيث تحولت بعض الأماكن إلى شبه خمارات على الهواء الطلق،  يتوافد عليها مدمنو الكحول من مختلف الأعمار، جماعات أو فرادى، ليبقى القاسم المشترك بينهم؛ المساهمة بشكل كبير في الإخلال بالأمن والسكينة العامة، علاوة على تلويث المحيط من خلال أطنان قنينات وزجاجات الخمر المرمية في الساحات العمومية، الأحياء السكنية، بالقرب من المؤسسات التربوية، داخل المقابر وعلى مستوى الشواطئ وبجانب بعض المساجد. تشهد الغابة المحاذية لشارع أحمد مدغري والنهج المطل على البحر، بمحاذاة مدرسة بعبوش رشيد، بالقرب من المقبرة المسيحية، على مستوى حديقة التسلية القديمة، وعلى امتداد الطريق العلوي لسطورة، بداية من الفترة المسائية، توافد  مدمني الخمر، ليغرق المكان في الروائح الكريهة والأوساخ.

سلوك مرفوض

وعن تفشي ظاهرة السكر العلني التي ساهمت بشكل كبير في الإخلال بالسكينة العامة، قال السيد "عمار.ل"، 44 سنة، إطار في إدارة عمومية، بأنه سلوك يتنافى وقيم المجتمع المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف، مضيفا بأنه وإذا كان هؤلاء من تعاطي الخمر، فعلى الأقل التوجه إلى الأماكن المخصصة لذلك، كالحانات الرسمية والمطاعم، ومنه ليس من حقهم الاعتداء على حرمة المواطنين وحريتهم وتعريض حياتهم لمختلف الأخطار. من جهته، يرى السيد "حميد.ع" 51 سنة، إطار في مؤسسة اقتصادية، أن انتشار هذه الظاهرة يشكل خطرا حقيقيا، علاوة على أنه تصرف مرفوض خلقا ودينا ومؤشر لميلاد مجموعة من الآفات الخطيرة التي تكون عواقبها وخيمة على السكينة العامة، متسائلا عن دور العائلة التي حملها المسؤولية الأولى في تفاقم الظاهرة، خاصة أن العديد من مدمني الخمر من الشباب والمراهقين. 

أعرب بعض الأولياء الذين يزاول أبناؤهم الدراسة في ابتدائية الشهيد "بعبوش رشيد"، بمحاذاة المستشفى القديم، عن قلقهم الشديد بسبب تحول الفضاء المجاور للمدرسة إلى مرتع لتناول الخمور، يتردد عليه المنحرفون، مما يشكل خطرا على أبنائهم. زيادة على انتشار قنينات وقارورات الخمر بالقرب من المدرسة، خاصة أمام المحول الكهربائي، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل من أجل تطهير محيط المدرسة من الظاهرة. في حين أبدى بعض المواطنين الذين يترددون على مقبرة الزفزاف، عن سخطهم الكبير لتحول أجزاء من هذه الأخيرة إلى مخمرة، من خلال عثورهم على قنينات الخمر مبعثرة بالقرب من المقابر. وحسب السكان القاطنين بالقرب من هذه الأخيرة، فإن العديد من المنحرفين يستغلون سكون الليل للتسلل إلى داخل المقبرة من جهة الطريق عبر مكان غير مسيج، منتهكين بذلك حرمة الأموات.

معالجة 208 من قضايا السكر العلني السافر

وعن دور مصالح الأمن فيما يخص محاربة هذه الظاهرة الخطيرة، قالت مسؤولة خلية الاتصال والعلاقات العامة في أمن الولاية، بأن الشرطة تولي أهمية كبيرة لهذه الظاهرة التي تعتبر مخالفة مخلة بالنظام العام ويعاقب عليها القانون، حيث أشارت إلى الدوريات المختلفة لأفراد الأمن سواء بالزى المدني أو الرسمي، خاصة خلال الفترات الليلية، زيادة إلى المداهمات التي تستهدف بؤر الانحراف، مشيرة إلى أنه خلال السنة المنقضية 2015 قامت مصالح أمن سكيكدة بمعالجة 208 قضايا ذات علاقة بالسكر العلني السافر. كما تقوم مصالح الأمن بمحاربة ظاهرة بيع المشروبات الكحولية دون رخصة ونقلها دون رخصة، حيث تمكنت مصالح أمن عزابة من حجز 3200 قارورة خمر من مختلف الأحجام والعلامات، كانت في طريقها إلى عزابة، تورط فيها شخصان يبلغان من العمر 32 و39 سنة. يبقى دور المجتمع بكل شرائحه أساسيا من أجل المساهمة إلى جانب الأجهزة المختصة في محاربة الظاهرة، خاصة المجتمع المدني الذي يعتبر دوره التحسيسي، أساسيا على مدار السنة.