براءة غير واعية تعرض حياتها للخطر

ظاهرة السباحة في النافورات تبرز من جديد

ظاهرة السباحة  في النافورات تبرز من جديد
  • القراءات: 1717
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

في غياب المسابح والمرافق الخاصة بهم، يعرض الكثير من الأطفال مع كل موسم حر، حياتهم للخطر، بسبب السباحة في النافورات، تلك الظاهرة التي تعود مع كل صيفية. ورغم التحذيرات التي لم يكف خبراء الصحة عن توجيهها للأطفال وأوليائهم، إلا أنها لا تزال تتكرر، خصوصا عند الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي تدفع الأطفال إلى البحث عن ملاذ لترطيب أجسامهم هروبا من حرارة الجو.

لسهولة الوصول إليها، تعد النافورات بدائل لأحواض السباحة بالنسبة للكثير من الأطفال، وليس بُعد المسافة عن الشواطئ السبب الوحيد وراء مخاطرة الأطفال بحياتهم، لاسيما أن هذه الظاهرة تشهدها أيضا الأحياء المجاورة لشواطئ البحر، إنما لاوعي الطفل وحب الاستمتاع بحوض النافورة والمياه السائلة منها هي أكثر ما يثير فضول هؤلاء الصغار.

حول هذا الموضوع، اقتربت ”المساء” من عبير مصباح، أخصائية في أمراض الجلد، أشارت إلى أن العديد من المخاطر تحدق بالأطفال خلال تواجدهم في تلك الأماكن، منها المرتبطة بالمياه الملوثة التي يسبحون فيها، وأخرى مرتبطة بالأرضية اللزجة التي ليست مخصصة للوقوف أو الجلوس فيها.

وقد حذرت المتحدثة من السباحة هناك، حيث قالت ”على الأولياء تشديد الرقابة على أطفالهم فيما يخص السباحة في النافورات، والأحواض التي تتوسط الأحياء، وتلك التي عادة ما تشكل مفترق بعض الطرق، وهو ما يضاعف من الخطر على الطفل من جهة، من مياه النافورة الملوثة، ومن جهة أخرى، مرور السيارات من هناك. وأضافت أن العديد من الأحياء بالعاصمة تعرف وجود تلك النافورات، على غرار نافورة البريد المركزي، أول ماي، باب الوادي، أو حتى وسط أحياء ببلديات مجاورة.

حملت المتحدثة نسبة من المسؤولية للجهات المعنية، التي تتأخر في إنجاز مشاريع كفيلة بامتصاص طاقة الأطفال والشباب نحو أنشطة مفيدة لهم ولصحتهم، وتعود بالإيجاب على المجتمع، حيث قالت بأن غياب المسابح الجوارية ساهم في انتشار هذه الظاهرة. فاليوم لا تقتصر هذه الأخيرة على الولايات الداخلية التي لا تتوفر على شريط ساحلي ولا حتى مسابح، بل يمتد إلى المناطق الوسطى والساحلية التي تتوفر على عدة شواطئ، وتفتقر بدورها لمسابح جوارية بالبلديات والأحياء التي من شأنها التخفيف من عناء التنقل،  واللجوء إلى الاستجمام في الشواطئ، فتفضل الأغلبية المسابح دون الشواطئ لأسباب عديدة، منها السلامة وتكييف عمق المسابح مع قامة الأطفال الصغار التي تجعلهم يفضلون المسابح المحمية، بدل الشواطئ التي لا يمكن السباحة فيها، في حالة ما إذا كانت الأجواء مضطربة، مما يجعل سباحة الأطفال فيها مستحيلة.

أشارت الخبيرة إلى أن العديد من أمراض الجلد قد ترتبط بتلك المياه الملوثة المتجمعة بالنافورات، خصوصا أن الكثير منها لا يخضع لأعمال صيانة، مما يجعل الماء يركد فيها ويصبح مضرا بالصحة، لاسيما إذا شرب الطفل منه خطأ عند السباحة فيه، إلى جانب تسببه في ظهور طفح جلدي وبثور تثير الحكة واحمرار البشرة بسبب البكتيريا المتراكمة.