فن العيش

طُرق استغلال أوقات الفراغ

طُرق استغلال أوقات الفراغ
  • القراءات: 4848
م.م م.م

الإنسان الناجح هو من يحسِن استغلال الوقت، ويعرف كيف يُدير وقته وينظمه، ويغتنم أوقات فراغه في أعمال تعود عليه بالنجاح والتقدم، فترتفع الروح المعنوية لديه، ويكون النجاح والتقدم حليفه في خطوات حياته، وتتضح صورة الحياة أمام الفرد بكل ما فيها من واجبات وأعمال وترفيه. نعرض عليكم اليوم الطُرق التي يُمكن استغلال الوقت عن طريقها، لتكون ذات فائدة ما يأتي:

ممارسة بعض الأعمال المفيدة في المسجد:

المسجد ليس مكانا للصلاة في الأوقات الخمسة المفروضة فحسب، إنما يستطيع الإنسان أن يمارس فيه العديد من الأنشطة المفيدة، مثل الذِكر، وتلاوة القرآن، وعمل حلقات تحفيظ كتاب الله وتفسيره، ومسابقات ثقافية وعلمية.

قضاء الوقت في ممارسة بعض الهوايات والأنشطة الرياضية، التي تُقوي الجسم وتُمرِنه، وتمده بالطاقة واللياقة البدنية، ومن هذه الرياضات: رياضة الجري، والسباحة، والفروسية، وركوب الدرجات الهوائية.

الدخول في دورات تدريبية تصقل شخصية الفرد، وتنمي مهاراته، وتزيد مخزونه العلمي والثقافي.

المشاركة في معسكرات تدريبية ورحلات علمية وترفيهية بصورة جماعية، يخرج منها الفرد بفوائد عديدة، تعود عليه وعلى الآخرين.

المشاركة في دورات تقنية حديثة، مثل: التدرب على الحاسب الآلي ووسائل التعليم الحديثة؛ بهدف تنمية مهارات الفرد، وزيادة سعة اطلاعه في جوانب الحياة كافة.

فوائد استغلال أوقات الفراغ:

يُعطي استغلال وقت الفراغ الإنسان شعورا عاليا بالثقة بالنفس، وأنه قادر على الإنجاز والعطاء في أي وقت، فيُقدر ذاته، وترتفع معنوياته. يستطيع الشخص في وقت فراغه أن يكشِف عن هواياته، وأهم الأنشطة المُحببة لديه، والتي يرغب في تطويرها والاستمتاع بها. تظهر شخصية الفرد في أوقات فراغه والأنشطة التي يُمارسها؛ فيُقدر ذاته، ويعبر عنها بالطرق التي يراها مناسبة.

يُتيح الفرصة للشخص لتعلُم مهارات عديدة قد لا يجدها في ساعات عمله الطويلة، وبهذا يُحقق الذات ويُنميها بشكل إيجابي. يظهر التحدي الحقيقي عند الشخص؛ لأنه قادر على استغلال أوقاته جميعها، حتى أوقات الفراغ لديه تكون محسوبة بدقةٍ، ويستغلها فيما هو مفيدٌ له، ولطموحه وتطلعاته المستقبلية.

عند استغلال الشخص لوقته؛ فإنه سيجد الوقت الكافي للراحة والاسترخاء بشكل منظم، مع تحسين العلاقات الاجتماعية، من خلال الأنشطة الجماعية التي تهدف إلى الترويح عن النفس والترفيه.

يُخفف ضغوطات العمل المتواصل، ويُجدد النشاط والحيوية؛ لمواصلة ساعات جديدة من العمل الشاق.

أهمية الوقت في الإسلام:

أقسم الله - سبحانه وتعالى- في آياته الكريمة، بعدد من مخلوقاته، ومعروف أن قسم الله بشيء دلالة على أهميته، وعندما يتكرر القسم بالشيء، فهو تأكيد على أهميته، ومن الأشياء التي أقسم الله سبحانه بها؛ الوقت، حيث قال: (والْفجْرِ* وليالٍ عشْرٍ* والشفْعِ والْوتْرِ* والليْلِ إِذا يسْرِ)، وقال سبحانه: (والليْلِ إِذا يغْشى* والنهارِ إِذا تجلى)، وفي هذه الآيات الكريمة وغيرها أقسم الله -سبحانه- بالوقت، وهو أسلوب تنبيه وتذكير بقيمته لدى الإنسان، ويأتي سبب أهميته من الأعمال التي تُؤدى فيه، أعمالِ الخير والشر التي سيُسأل عنها العبد يوم القيامة. يُعد الوقت أمانة في يد الإنسان، هو مُستأمن عليه، إلا أن الكثير من الناس لا يُقدرون أهميته، ولا يُحسنون الاستفادة منه واستغلاله؛ لذلك فقد نبه الرسول -عليه الصلاة والسلام- على ذلك في مواطن كثيرة في السنة النبوية، حيث بين أن على المسلم اغتنامه؛ فهو يُعد أثمن من المال، وأنفس النفائس في الدنيا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اغتنِمْ خمسا قبل خمسٍ: شبابك قبل هِرمِك، وصِحتك قبل سقمِك، وغِناك قبل فقرِك، وفراغك قبل شُغلِك، وحياتك قبل موتِك)، وروى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ). يُعد استغلال الوقت ومدى استفادة الفرد منه هو المُحدِد للفروقات بين الأُمم المختلفة؛ الناجحة منها والمتخلفة، كما يُميِز بين الأشخاص الناجحين الذين عرفوا كيف يستفيدون من أوقاتهم والأشخاص العاديين، وقد ضربت الأمة الإسلامية للأمم الأخرى أفضل الأمثلة على استغلال الإنسان للوقت، فكانت الانتصارات العديدة، والبطولات المُشرِفة للإسلام والمسلمين.