يفضلون العمل من أجل كسب المال

طلبة جامعيون يتخلون عن اللمّة العائلية خلال رمضان

طلبة جامعيون يتخلون عن اللمّة العائلية خلال رمضان
  • القراءات: 621
 خ.نافع خ.نافع

فضلت عينة من الطلبة الجامعيين الذين يقطنون خارج ولاية وهران التخلي عن قضاء شهر رمضان وسط العائلة والبحث عن فرصة عمل موسمي خلال شهور العطلة مباشرة بعد الانتهاء من الدراسة لتغطية مصاريف الدخول الجامعي المقبل أو حتى لمساعدة العائلة. فلا يفوتون فرصة الإطلاع على آخر الإعلانات الخاصة بعروض العمل في الجرائد اليومية، أو طلب الوساطة من الأصدقاء والأقارب حتى يسهل عليهم مهمة البحث ويختصرون بذلك الوقت والجهد وسط جو حار وصيام نهار طويل.

في المقابل، يستغل بعض المتعاملين الاقتصاديين في القطاع الخاص وأصحاب المحلات التجارية الذين ينشطون بالولاية، حاجة هؤلاء الشباب للعمل ليتم تشغيلهم في وظائف تنعدم فيها شروط العمل اللائقة ولساعات قد تتجاوز الدوام العادي مقابل أجور متواضعة.

وبدافع الحاجة للمال عند هؤلاء الطلاب الجامعيين ـ من الجنسين ـ يتخلى هؤلاء  عن لمة العائلة على مائدة الإفطار خلال رمضان الفضيل بحثا عن مدخول مادي.

"المساء" اقتربت من بعض العينات لمعرفة أسباب التخلي عن خصوصية رمضان وسط العائلة، فأكدت الآنسة فضيلة، طالبة جامعية بجامعة محمد بوضياف بإيسطو، وتقطن بولاية عين تموشنت، أنها تعمل بإحدى المطاعم المتواجدة بوسط مدينة وهران كمساعدة في الطبخ وتقديم الوجبات للزبائن وحتى في التنظيف، فهي لا تحتقر عملها، لأنه شريف وتتقاضي مقابله عائد مادي يساعدها في مشوارها الدراسي. وأضافت أن بعض المطاعم تخصص غرفا لإقامة الطلبة القاطنين خارج وهران وتضمن لهم وجبات الإطعام مما يجعلها وجهة مفضلة لهم.

كما تفضل الكثير من الطالبات بالولاية العمل كبائعات في المتاجر التي يسعى أصحابها لاحتضانهن في محلات بيع الملابس التي يكثر الطلب عليهن، وتعد "فائزة"، طالبة سنة ثالثة فلسفة بجامعة وهران عينة من الطالبات اللائي رفضن إضاعة عطلتهن في اللهو، مفضلة بذلك العمل للحصول على المال لتساعد عائلتها، ولأنها لم تيأس من البحث، فقد استطاعت أن تجد وظيفة كبائعة بمحل الملابس النسوية بوسط مدينة وهران، براتب شهري لا يتعدى 8000 دينار لكنها تعلم أنها ستكتسب خبرة تفيدها في المستقبل.

مثال آخر ينطبق على الطالبة "لطيفة" التي تدرس بنفس التخصص واستفادت مؤخرا بفضل إعلان في الجريدة من التوظيف في إحدى المحلات التجارية للألعاب، بأجر شهري حدد بـ 10 آلاف دينار شهريا تعتبره مبلغ غير كاف مقارنة بالمجهود الذي تبذله، لكن لا بديل لها كما تقول.

أما "رضا" وهو طالب سنة ثالثة تخصص هندسة مدنية بجامعة وهران، فقد أكد من جهته أنه مضطر للعمل من أجل إنجاز مذكرة التخرج، فيما يفضل الطالب الجامعي "عبد القادر" وجهة الشواطئ والبلديات الساحلية للاسترزاق والاستمتاع بزرقة البحر في نفس الوقت، فهو يفضل بيع بعض المأكولات الخفيفة.

أمثلة كثيرة لهؤلاء الطلبة من مختلف الأعمار ومنهم الأطفال القصر الذين اضطرتهم الحاجة والعوز العائلي للاعتماد على أنفسهم بالعمل في مختلف المهن خلال الصيف والعطلة من أجل الحصول على عائد مادي يساعدهم فى تغطية مصاريف الدراسة ومنهم من يساعد حتى عائلته، متحديين بذلك الصوم وحرارة الجو.