يلجأ الكثير من الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، هذه الأيام، إلى تناول كميات معتبرة من المكملات الغذائية، وحتى بعض الأنواع من الأعشاب و’’الخلطات" الطبيعية التي تساعد على تكثيف التركيز، ومنح الطاقة اللازمة، وكذا إبعاد الضغط النفسي الذي بات سيد الموقف بالنسبة للمقبلين على اجتياز الامتحانات، للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتهم الدراسية.

طتتحول الصيدليات في هذه المرحلة السابقة لموعد الاختبارات، إلى ملجأ للكثير من الطلبة الراغبين في الحصول على المكملات الغذائية، بهدف شحن الطاقة وإبعاد القلق، حيث يؤكد العديد من البائعين بالصيدليات المتواجدة شرق العاصمة، وكذا بوسط مدينة بومرداس، على أن نسبة المبيعات الخاصة بالمكملات الغذائية ارتفعت خلال الأيام الأخيرة، بالنظر إلى الإقبال الكبير على اقتنائها من قبل أولياء التلاميذ، أو الطلبة أنفسهم من المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، الأهم بالنسبة إليهم شحن الكثير من الطاقة، وإبعاد الضغط النفسي عنهم قبل حلول موعد الامتحان المصيري.

«الفيتامينات" للقضاء على الإرهاق

يقول محمد، وهو طالب في المرحلة الثانوية، مقبل على اجتياز شهادة البكالوريا، أن الضغط الكبير مع اقتراب موعد الامتحان، وكذا التعب الشديد، بات يسيطر على الكثير من الطلبة، لذا يلجأ الكثير منهم إلى اقتناء مكملات غذائية، وهي عبارة عن أقراص تباع في الصيدلية، تتوفر على عدة أنواع من "الفيتامينات"، تمكّن مستهلكيها من كسب كمية معتبرة من الطاقة الجسدية. وتضيف أسماء، وهي طالبة تخصص علوم دقيقة، أن السّنة الدراسية مرت بسرعة كبيرة، فرغم التحضيرات الطويلة منذ بداية السنة، غير أن الضغط يشتد مع اقتراب موعد إجراء الامتحان المصيري، لذا نفقد الكثير من طاقتنا التي يجب أن نجددها"... وتعقّب في معرض حديثها "بأن الضغط النفسي الكبير الذي نعيشه كثيرا ما يصاحبه فقدان كبير للشهية، لذا لم نجد أمامنا سوى بعض المكملات الغذائية التي تجعلنا أكثر نشاطا وقوة، ونستمر في الاستعانة بها إلى غاية موعد الامتحان".

ويقول مختار أحد البائعين في الصيدليات، إنه خلال الأيام القليلة الماضية بات الطلب متزايدا على بعض أنواع المكملات الغذائية، من بينها "اديتيفا"، ومكملات الطاقة من بينها فيتامين "سي" التي تتوفر على عدد كبير من الفيتامينات، تمنح الطلبة الكثير من التركيز".

ويضيف قائلا "إن الأولياء لا يدخرون مصروفا في سبيل اقتناء هذه المكملات الغذائية التي هي أصلا غير قابلة للتعويض المادي من قبل صناديق الضمان الاجتماعي، غير أن الأهم بالنسبة لهم هو توفير كل الظروف اللازمة في سبيل نجاح أبنائهم، حتى ولو كلفهم ذلك ميزانيات إضافية، أمام الضغط النفسي والإرهاق الجسدي الذي يعيشونه.

جلسات مع متخصصين في التنمية البشرية

العمل المضني والجاد على مدار السّنة يكون بشكل مريح نوعا ما، لكن مع اقتراب الموعد الحاسم، الكل يتوتر والملاذ الأخير لدى البعض هو حضور جلسات مع متخصصين في التنمية البشرية الذين يعطون توصيات لجل الطلبة، تتمحور حول كيفية المراجعة وتنظيم الوقت، وإبعاد الضغط عن طريق حركات خاصة يقوم بها الطالب.

وسام، طالبة حرصت على حضور جلسات متخصصين في التنمية البشرية بالتنسيق مع جمعية "الإصلاح والإرشاد" ببلدية الرغاية، شرق العاصمة، تؤكد أن حضور مثل هذه المحاضرات بات ضروريا جدا، بالنظر إلى عدد النصائح المقدمة والتي يجب العمل بها من قبل الطلبة الممتحنين، بداية من ضبط جدول دراسة ومراجعة على مدار السنة، وكذا تحديد المراجعة على الأقل ساعتين في اليوم، مع ضرورة تغيير المواد المدروسة والفصل بينها، إلى جانب القيام ببعض الحركات التي تساعد على تكثيف التركيز وإبعاد شحنات القلق.

ويقول المختص في التنمية البشرية، عيد الرشيد بوبكري، على هامش الدورة التدريبية المنعقدة بمكتبة بلدية الرغاية، تحت عنوان "مهارات المذاكرة"، أن التوتر شيء طبيعي عن الطلبة المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، لكن على الطالب التغلب عليه عن طريق عدة طرق، وهو التحضير الجيد، ومنح الجسم الطاقة اللازمة وفترة معتدلة من النوم، لاسيما التغذية الجيدة، كون الغذاء الجيد يوفّر للطالب الطاقة اللازمة للقيام بالمراجعة وفق برنامج جد مضبوط.

حتى "العشابين" لهم حصتهم

محلات العشّابين الناشطين باحتشام خلال الفترة الأخيرة، باتت هي الأخرى ملاذ بعض الطلبة الراغبين في الحصول على بعض الأعشاب والمكملات الغذائية،  تحتوي على مكسرات ممزوجة بعسل ملكي مصفى، بغية الحصول على كمية معتبرة من الطاقة.

وفي نفس الصدد، يقول سليم، صاحب محل لبيع الأعشاب الطبية بالرغاية، شرق العاصمة، أن الطلبة باتوا يتهافتون على اقتناء تلك الأنواع من المكملات الغذائية، من بينها بعض الخلطات التي يتم إعدادها من قبل العشابين، كل هذا في سبيل الحصول على بعض الطاقة لإكمال الشوط الأخير واجتياز امتحان شهادة البكالوريا وتحقيق النجاح.