أضحت الحاجة إليها أكثر من ضرورة

طلبات متزايدة على المكيفات الهوائية

طلبات متزايدة على المكيفات الهوائية
  • القراءات: 1340
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
أصبحت المكيفات الهوائية من ضروريات الحياة اليومية خلال فصل الصيف، بسبب درجات الحرارة المتزايدة في السنوات الأخيرة، خاصة مع تعقد ظاهرة الاحتباس الحراري، وعليه فإن اقتناء هذه الأجهزة الكهرومنزلية اليوم أصبح أكثر من ضرورة لتلطيف الجوّ الحر، لاسيما أن الحرارة ما تزال ترتفع حتى خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، مثلما تم تسجيله في السنوات الأخيرة.
في جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى سوق الحميز بدائرة الدار البيضاء، حاولنا من خلالها الوقوف على مدى إقبال المواطنين على المكيفات الهوائية خلال الصائفة الجارية. اقتربنا بداية من أحد المحلات الكبيرة الخاصة ببيع المكيفات الهوائية، حيث رصدنا عددا كبيرا من الزبائن، كل واحد كان واقفا أمام تلك الأجهزة لمعاينتها والسؤال عن سعرها وقدرتها في التبريد ومصدر إنتاجها أو تركيبها وغيره. توجهنا نحو صاحب المحل الذي أكد لنا أن هذه المحلات تنتعش تجارتها على مدار السنة، إلا أنها ترتفع نسبيا خلال فصل الصيف، خصوصا على أجهزة تبريد المياه ومنها الثلاجات والمكيفات الهوائية، إلى جانب بعض الأجهزة الأخرى، وأوضح لنا أن أغلب الزبائن يفضلون شراء المكيفات قبيل فصل الحر وتركيبها قبل انطلاق موجات الحر الأولى، خصوصا في السنوات الأخيرة التي تزامن فيها فصل الصيف مع شهر رمضان الفضيل.
من جهته، أوضح لنا تاجر آخر أنه أصبح من الصعب تلبية مختلف طلبات الزبائن المتزايدة مع بداية موسم الصيف، ومع شدة حر هذا الفصل الكل يصّر على امتلاك مكيف هوائي، حيث أصبح الاستغناء عنه شيئا شبه مستحيل سواء داخل البيت أو في مكاتب العمل، يقول؛ "نلاحظ في هذه الفترة اعتماد الزبائن سياسة شراء العديد من المكيفات الهوائية، تصل أحيانا إلى ثلاثة أجهزة، فيمكن لمكيف واحد توزيع موجات البرد على مختلف الغرف أو المكاتب، لذلك فإنه يصعب علينا أحيانا تلبية جميع الطلبات".
تزويد المحل بالأجهزة أكثر من مرة في الأسبوع
توجهنا إلى محل آخر لبيع المكيفات بالجملة، يتعامل عامة مع المؤسسات والشركات الكبرى التي تقتني أحيانا أكثر من 50 جهازا في آن واحد، إلى جانب تعامل صاحب المحل مع الباعة بالتقسيط من مختلف المحلات المنتشرة عبر بلديات العاصمة وكذا الولايات المجاورة، أكد لنا التاجر أن الطلب المرتفع على هذه الأجهزة أدى إلى الزيادة في جلب السلع أكثر من مرة في الأسبوع الواحد.
وعلى صعيد آخر، أفاد زبون متجول عبر تلك المحلات باحثا عن محل يعتمد على سياسة البيع بالتقسيط، يسهل عليه عملية الدفع، خصوصا أن ميزانيته لا تسمح له باقتناء مكيف هوائي ذي جودة عالية بسعر معقول، خصوصا أن سعر أفضل الماركات يصل إلى 8 ملايين سنتيم ويزيد مع تكلفة الشحن والنقل وكذا التركيب.
كما تسجل أسواق ومحلات بيع الأجهزة الكهرومنزلية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين لاقتناء المروحيات الهوائية بمختلف أنواعها وأحجامها، فمنها العمودية الطويلة والقصيرة، إلى جانب تلك الخاصة بالسقف التي تعلق محل الثريا وتحتوي على مصباح، هذه المروحيات تفي بالغرض خلال الأيام الأقل حرا، على حد تعبير البعض، وهي جيدة داخل غرف الأطفال وغرف المعيشة وكذا المطابخ.
وتشهد هذه الأجهزة خلال موسم الحر ارتفاعا نسبيا في أسعارها، يصل أحيانا إلى 4000 دينار جزائري، يفسره التجار بارتفاع الطلب عليها مقارنة بفصل الشتاء، رغم أن بعض تلك الأجهزة يوفر خدمة التدفئة إلا أنه قليلا ما تستعمل من طرف أصحابها.
انتعاش نشاط تقنيي التركيب والتصليح..
أكد لنا سمير، أحد التقنيين في صيانة المكيفات، أن عمله يتضاعف في كل فصل حر نظرا للطلبات التي تتهاطل عليه، فهناك مواطنون يهاتفونه حتى من الولايات المجاورة طلبا لخدماته، خصوصا أن هناك نقصا في عدد الذين يحترفون هذه المهنة ويتقنونها جيدا، "لأن المكيفات الهوائية أجهزة حساسة ولابد من وضعها بين يدي مختص لتركيبها أو تصليحها وإعادة صيانتها"، يقول المتحدث مشيرا إلى أن عمله يتمثل في الانتقال إلى بيت طلب الخدمة أو المقر الذي يُراد فيه تركيب تلك الأجهزة، ويتقاضى التقني أجره حسب التركيب بعد اقتراح المكان الأفضل له، حسب درجات التبريد لتوزيع البرودة عبر كافة البيت وكذا نوعية المسكن أو نوع العطب الذي يتم تصليحه، ويتراوح سعر الخدمة بين 2500 دينار إلى 4500 دينار، وأكد المتحدث أن الأجهزة القديمة ذات نوعية جيدة، حيث أن بعضها لا يزال يعمل بشكل جيد، في حين أن الأجهزة الجديدة تعمل بتقنية النظام الرقمي، حسب قدرة التبريد، وهي معرضة للعطب مثلها مثل بقية الأجهزة، حيث يمكن أن تسبب الانقطاعات الكهربائية المستمرة أو الضغط الكهربائي العالي خللا في الآلة، مما يجعل مدة صلاحيتها محدود، "وهي السياسة الخفية لمنتجي هذه السلع ليضطر الفرد إلى إعادة اقتناء جهاز جديد بعد سنوات معدودة"، على حد تعبير التقني السامي في تركيب المكيفات.