في ظل غياب مرافق الراحة والاستجمام بقسنطينة

طريق المطار يتحول إلى منتجع

طريق المطار يتحول إلى منتجع
  • القراءات: 1404
 زبير.ز زبير.ز

أضحى طريق المطار الدولي محمد بوضياف بقسنطينة، قبلة عشرات العائلات في الفترة الليلية خلال فصل الصيف الحالي، حيث تحوّل هذا الطريق إلى مكان للسهر وسمر العائلات التي تبحث عن الراحة والاستجمام في ظل غياب المرافق الترفيهية بعاصمة الشرق الجزائري. ويشهد محيط الطريق توافد عائلات وحتى شباب من أجل قضاء وقت ممتع يطول إلى منتصف الليل، وأحيانا إلى الساعات الأولى من الصباح، إذ تجلس العائلات تحت الأشجار على حواف الطريق أو داخل المنطقة العازلة بين الطريق المزدوج الذي يشهد حركة مرور شبه منعدمة خلال الفترة الليلية، ويشجع على توافد العائلات على هذه المنطقة لتوفر الأمن ووجود حاجز أمني قريب خاص بمدخل المطار.

هروب من حرارة المنازل وصخب المدينة

تقصد العديد من العائلات القسنطينية طريق المطار في ظل غياب أماكن السهر العائلية، مما يجعل أفراد العائلة يبحثون عن مكان آمن وهادئ من أجل قضاء بعض الوقت والتمتع بنسيم الهواء على سطح عين الباي، خاصة أن الولاية شهدت في الأيام الفارطة على غرار باقي ولايات الوطن، معدلات قياسية ومرتفعة جدا لدرجة الحرارة، تجاوزت في النهار أكثر من 45 درجة وفي الليل أكثر من 30 درجة مئوية، ما حتم على سكان المدينة الخروج في قوافل خلال الفترة الليلية للبحث عن ملاذ ومكان يستريحون فيه قليلا من الجو المضغوط الذي صنعته الحرارة. 

وتفضل العديد من العائلات القسنطينية منطقة طريق مدخل المطار للاستجمام الطبيعي، لما يوفره من أمن وهدوء، حيث تفر من المناطق الصاخبة التي تكثر فيها الأضواء والضجيج، على غرار نافورة زواغي، التي كانت قبل سنوات قبلة للعائلات التي تبحث عن الهدوء، قبل أن تتحول إلى مكان تكثر فيه الحركة والصخب بعد فتح بعض الأكشاك المتخصصة في بيع المثلجات والحلوى والمياه المعدنية ووجود ألعاب للأطفال وحتى مجيء مواكب الأعراس واستعمال الألعاب النارية وزحمة المرور، كل هذه العوامل جعلت بعض العائلات الباحثة عن راحة البال والسكينة، تفر على بعد عشرات الأمتار نحو طريق مدخل المطار، حيث تجد ضالتها خاصة فيما تعلق بالهدوء والسكينة.

موائد للعشاء وأخرى للشاي

ويشهد طريق المطار إقبالا متزايدا للعائلات بقسنطينة من يوم لآخر في ظل انتشار خبر هدوء المكان بين العائلات، حيث تحوّل الطريق إلى مكان تقصده العائلات القسنطينية حتى لتناول وجبة العشاء في الهواء الطلق. كما تفضّل بعض العائلات حمل أغراض الشاي والقهوة لاستمتاع أكثر بالسهرة. وهناك بعض العائلات التي تحاول خلق جو رومانسي من خلال قيام بعض الشباب والأبناء من داخل نفس العائلة، بعزف مقطوعات على آلات الكمان وترديد بعض الأغاني الشائعة من أغاني المالوف، كل هذا يحدث طبعا بدون إزعاج العائلات الأخرى التي تأتي للاستمتاع بمنظر نجوم الليل أو صورة القمر أو غيرهما من المناظر الطبيعية الخلابة التي تتطلب الهدوء من أجل التأمل والتدبر.

وقد استحسن زوار منطقة طريق مدخل مطار محمد بوضياف الدولي، التواجد المستمر لأعوان الدرك الوطني، الذين كان يتجولون عبر هذه المنطقة سواء من خلال السيارات أو دوريات راجلة يقوم بها فردان أو أكثر من عناصر الدرك، لمراقبة المكان خاصة الشباب المتواجدين بالمنطقة لضمان راحة العائلات، لكن العائلات التي تقصد هذا المكان تفاجأت بغياب أعوان الدرك الوطني في الأيام الفارطة، حيث علمت بعدها بأن تواجد هؤلاء الأعوان الذين يمنحون العائلات أكثر شعورا بالأمان، يكون فقط عندما تكون هناك سهرات بقاعة العروض الكبرى أحمد باي في إطار مختلف البرامج الفنية المسطرة من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام. وتمنت العائلات الساهرة بمنطقة مدخل المطار تواجد عناصر الدرك الوطني على مدار كل أيام الأسبوع.

بعض الشباب الطائشين يفسدون السهرات

في ظل غياب دوريات الدرك التي كانت تجوب المكان تطفّل بعض الشباب الطائشين على المنطقة الهادئة؛ في محاولة لإزعاج المتواجدين، غير آبهين بالجو العائلي الذي كان سابقا وخصوصية المنطقة، حيث استاءت العائلات التي تعودت على السهر بمنطقة مدخل مطار محمد بوضياف الدولي، من تصرفات هؤلاء الشباب الذين لم يحترموا "القعدة العائلية" أو تواجد الأطفال والنساء من خلال بعض السلوكات الطائشة، على غرار استعمال مذياع السيارات بصوت عال، ووضع أغان شبابية والاستعمال المفرط للشيشة؛ ما يجعل المكان كله يفوح برائحتها. كما يسمح بعض الشباب لنفسه بالتجول عاري الصدر بين الحضور، وهو الأمر الذي يستفز كثيرا أرباب العائلات؛ مما يستدعي من مصالح الأمن التدخل عاجلا للحفاظ على هدوء المنطقة.  

في انتظار التفاتة

يبقى مدخل مطار محمد بوضياف الدولي بقسنطينة مكانا سياحيا خاما بامتياز أوجدته الظروف بدون تخطيط مسبق، في انتظار التفاتة من المسؤوليين وتهيئته قليلا من طرف السلطات المحلية، وعلى رأسها بلدية قسنطينة، وعلى الأقل تحويل المساحة الجرداء المطلة على قاعة العروض الكبرى أحمد باي، إلى مساحة خضراء وزرع المزيد من الأشجار، وبذلك استغلالها للراحة والاستجمام بعاصمة الشرق التي تفترق للمرافق قبل استيلاء أصحاب المال والنفوذ عليها لتحويلها إلى مبان شخصية وحرمان العائلات من هذا الفضاء الطبيعي، في انتظار ما ستسفر عليه قرارات المسؤولين بشأن المساحة المجاورة الخاصة بقصر المعارض الذي توقفت أشغاله ولم ينطلق لأسباب عديدة، وهو المشروع الذي يحوز على مساحة كبيرة، وكان من المفروض أن تنتهي به الأشغال مع مشروع قاعة العروض الكبرى أحمد باي.