جمعية حماية البيئة

طرح مشروع كيس الخبز القماشي

طرح مشروع كيس الخبز القماشي
جمعية حماية البيئة رشيدة بلال
  • القراءات: 1273
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

لم يعد الاهتمام بمحاربة الأكياس البلاستيكية انشغالا يخص وزارة البيئة أو جمعيات حماية المستهلك فقط، بل انتقل إلى بعض حركات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة، المبادرة من جهتها إلى اقتراح بعض المشاريع التي من شأنها، أن تساهم في القضاء على هذه الأكياس التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا على البيئة، من بينها الجمعية الولائية لحماية البيئة من مخاطر التكنولوجيا، التي شرعت في تجسيد مشروعها الرامي إلى القضاء على الكيس البلاستيكي، من خلال إعادة الاعتبار للكيس المصنوع من القماش، خاصة عندما يتعلق الأمر بشراء الخبز. وعن فكرة المشروع والهدف منه والآليات المعتمدة لتجسيده، تحدثت "المساء" إلى رئيسة الجمعية رفيقة سعدو، فكان هذا اللقاء.

تشير رئيسة الجمعية السيدة سعدو في بداية حديثها، إلى أن الجزائر عرفت خلال السنوات الأخيرة، نوعا من الإفراط في استعمال الأكياس البلاستيكية، حيث أصبح كل بيت يحوي كميات كبيرة منها، يجري تحصيلها مما يقتنيه المواطن من مواد استهلاكية. كما طالت هذه الأكياس بدورها مادة الخبز التي تعد مادة أساسية في نظامنا الغذائي كجزائريين، حيث تستعمل كل عائلة على الأقل كيسا بلاستيكيا واحدا لشراء الخبز، وتقول "من هنا نسأل كم كيسا بلاستيكيا نستعمله يوميا لمادة الخبز فقط؟"، والسؤال الأهم "أين تذهب هذه الأكياس بعد الاستعمال؟ و«ما هي أضرارها على الصحة والبيئة؟، كل هذه الأسئلة دفعتنا كجمعية إلى التفكير بطريقة جدية للتقليل من الاستعمال المفرط للأكياس البلاستيكية".

"بدّل عاداتك تربح صحتك"

عن فكرة إعادة الاعتبار للكيس المصنوع من القماش، جاء على لسان المتحدثة، أنه أمام هذا الواقع المقلق، تم التفكير في مشروع يهدف في المقام الأول إلى حماية أهم مادة استهلاكية وهي الخبز، تقول "أطلقنا مشروع "لا للخبز في كيس بلاستيكي" وشعارنا "بدّل عاداتك تربح صحتك".

الانطلاقة في تجسيد المشروع على أرض الواقع كانت ـ حسب محدثتناـ بتوزيع استبيان على أكثر من 1000 مستهلك وبحث مدى رغبتهم في التغيير، والنتيجة وجود رغبة لدى المستهلك في التخلي عن الكيس البلاستيكي. مشيرة في السياق، إلى أن الغاية من هذا المشروع، الوصول إلى حماية صحة المواطن، وتوضح "لأن الكيس الذي نستعمله للخبز لا يحتوي على اسم المنتج أو أية معلومة، ولا نعرف أصلا إن كان يصلح للاستعمال الغذائي أو لا،  وهذا مخالف للقانون من جهة، بالإضافة إلى أن معظم ورشات تصنيع الأكياس البلاستيكية غير قانونية وغير مرخصة، بالتالي غير مراقبة من طرف المصالح المختصة، الأمر الذي شجعنا أكثر على تنفيذ مشروعنا"، تقول المتحدثة.

من الأهداف التي يسعى إليها المشروع أيضا؛ بيئية، توضح "فلا يخفى علينا جميعا، أن أضرار هذه الأكياس على البيئة كبيرة، يكفي فقط القول إنها أضحت ديكورا يزين شواطئنا وأشجارنا ومتنزهاتنا ومزارعنا ومراعينا، ناهيك عن أنها أصبحت تهدد الثروة الحيوانية والنباتية ما أثقل ميزانية الدولة بعدما صار يكلفها الملايير للتخلص من هذا التلوث".

من فكرة إلى معرض محلي

بعد الانتهاء من الخطوة الأولى ورسم الخطوط العريضة للمشروع على مستوى الجمعية، تم الانتقال ـ حسب رئيسة الجمعية ـ إلى التفكير في كيفية التجسيد، فكانت فكرة تنظيم معرض أقرب إلى الواقع، وتشرح "معرض خاص بكيس الخبز المصنوع من قماش، كان واحدا من الأنشطة المبرمجة في مشاريعنا، وأردنا أن نحيي عادة من عادات العائلة الجزائرية قديما، حيث كانت المرأة تخيط كيس الخبز بيديها، وهي طريقة رشيدة وصحية في الاستهلاك". مشيرة إلى أن الغاية من  المعرض، هي الوصول إلى تشجيع المستهلك على اقتناء كيس مصنوع من قماش، بعد الترويج له من أجل شراء الخبز فيه، كخطوة أولى نحو التغيير.

تحدي تجسيد المشروع

إنجاح فكرة إعادة الاعتبار لكيس القماش تحتاج ـ حسب رئيسة الجمعية ـ إلى إشراك المواطنين فيها، وتحديدا النساء. وانطلاقا من هذه القناعة، وجّهت رئيسة الجمعية نداءها إليهن للمشاركة في معرض كيس الخبز المعد من القماش، المزمع تنظيمه في اليوم العالمي للمرأة، المصادف للثامن مارس. وحسبها، فإن التفكير في هذا الموعد كان بمثابة التحفيز لجعلهن يشاركن في إحداث التغيير، ويساهمن في حماية صحة أسرهم، لأن التغيير دائما يبدأ من الأسرة، وليس هناك ما هو أفضل من المراهنة على المرأة في كسب هذا التحدي.

كيس القماش لا يقصي الورقي

السؤال الذي واجهته رئيسة الجمعية عند عرض مشروع كيس القماش، مفاده "هل سيكفي وحده للقضاء على الكيس البلاستيكي؟ خاصة أنه قد يتعذر على المستهلك أن يأخذ معه كيس القماش لسبب أو لآخر.

في هذا الخصوص، ترى محدثتنا أن كيس القماش يساهم في التقليل من استعمال الكيس البلاستيكي، لكن في المقابل، لابد أيضا من تفعيل مخطط الكيس الورقي في المخابز، وتفعيل استعمال لفافة الورق، مشيرة إلى أنه عند الحديث عن كيس الورق، يجب الحديث عن السعر، كونه غير مرتفع مقارنة بثمن كيس البلاستيك، لذلك تؤكد "نحتاج إلى تدخل السلطات والشركاء الاقتصاديين، كل حسب اختصاصه وصلاحياته، للمساهمة في حماية صحة المواطن والتقليل من حجم التلوث".

من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن الجمعية في اتصال دائم مع المجلس الشعبي البلدي لبوفاريك، وينتظر أن تكون نموذجا لتطبيق المشروع، بالتنسيق مع مديرية البيئة لولاية البليدة. بالمناسبة تقول "نوجه دعوة لكل من يمكنه أن يساندنا لإنجاح هذا المشروع من مؤسسات وأفراد، في سبيل تنمية مستدامة".

تختم رئيسة الجمعية عرض مشروعها بالقول "إنه قد يبدو خطوة بسيطة"، لكن في وجود الرغبة والعمل المتواصل، سيثمر وينتج واقعا أفضل، يعود بالخير على صحة المواطن وعلى البيئة.

رشيدة بلال