تجربة أول يوم دراسي

طرائف عاشها الأولياء رفقة صغارهم

طرائف عاشها الأولياء رفقة صغارهم
  • القراءات: 1256
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
تستعد العديد من الأمهات في هذه المرحلة من السنة إلى إدماج أطفالهن في عالم جديد بالنسبة لهم، وهو الدخول المدرسي، ويعتبر أول يوم تمدرس تحديا كبيرا قد يكون سهلا في بعض الأحيان وقد يتحول إلى كابوس حقيقي يواجه الأم والطفل في آن واحد. للأمهات تجارب مختلفة مع أول يوم دراسي لأطفالهن في الحضانة أو الروضة ليست سهلة، فهي عبارة عن أول انفصال بين الأم والطفل، إذ يرى الطفل كأن أمه تتخلى عنه في عالم مليء بالغرباء، في حين تبدي هي تخوفها من ترك طفلها بين أيادي غيرها.
حاولت "المساء" في هذا الموضوع جمع بعض تجارب العائلات التي واجهت هذا النوع من المشاكل عند دخول أطفالها المدرسة أول يوم، كانت بعضها تسجل حالات عادية، في حين يحمل البعض الآخر نوعا من الطرافة التي تجعل سامعها يبتسم لتلك البراءة.
التقينا بصبرينة التي لم تكن تجربتها سهلة مع ابنتها هبة التي التحقت بصف التحضيري السنة الماضية، والتي عبرت بشتي الطرق عن رفضها المدرسة مطلقا، وأنها ترفض فكرة الابتعاد عن بيتها وعن أمها، حيث قالت: "لقد انتابني شعور فظيع في ذلك اليوم الأول، فترك طفلتي الوحيدة داخل المدرسة وبكاؤها يشتد مع كل خطوة أخطوها خارج المدرسة جعلني أنا أيضا أنطلق في البكاء على طول الطريق، إلا أن هذا الأمر ضروري واعتدت عليه بعد أسبوع من انطلاق الدراسة، وهي الأخرى اعتادت على معلمتها التي كانت تتميز باللطف وكونت مجموعة من الأصدقاء الذين جعلوها تحب الالتحاق بمقاعد الدراسة".
من جهتها، لم تعاني فاطمة الزهراء كثيرا عند دخول أبنائها أول يوم المدرسة، وبحكم أنها الأخرى معلمة، مكنها ذلك من اصطحاب أطفالها منذ صغر سنهم إلى المدرسة، الأمر الذي جعلهم يعتادون على تلك الأجواء، ويشتاقون إلى يوم دخولها، تقول؛ لقد كنت من حين إلى آخر أصطحبهما إلى المدرسة لاسيما في أواخر السنة الدراسية، حيث يكون جدول الدراسة فارغا، هذا الروتين بعد سنوات جعلهم يعرفون المعنى الحقيقي للمدرسة وأنها مجرد ساعات في اليوم يمضيها التلميذ مع الأساتذة وأطفال آخرين للتعلم وكسب المزيد من المعارف.
من جهتها، قالت أم أخرى أن طفلتها واجهت صعوبة في البقاء مستيقظة داخل القسم، فقد اعتادت على عدم النهوض باكرا منذ ولادتها، الأمر الذي جعلها تنام يوميا داخل القسم، ولم أكن على دراية بذلك إلا بعد مرور أربعة أيام من الانطلاقة بعد أن استدعتني معلمتها وطلبت مني تغيير نظامها في النوم بدعوتها للخلود إلى النوم في وقت مبكر حتى تكون في أتم طاقتها خلال اليوم.
يعاني بعض الآباء بدورهم، ويشاركون الأمهات نفس المشكل، وهو حال السيد فيصل الذي قرر اصطحاب توأميه إلى المدرسة في أول يوم لهما، وكانت الوضعية أقل ضررا، بفضل النقاش الذي دار بينه وبين ابنتيه بعد أن شرح لهما أنه انفصال مؤقت لبضع ساعات في اليوم فقط، مضيفا أن اصطحابهم لشراء مستلزمات الدراسة ساعده كثيرا لأنهما كانتا متشوقتين لاستعمال ما اقتنتاه من أدوات جديدة وعلى هذا، كان بكاؤهما جد خفيف وزال بعد يومين فقط من بداية السنة الدراسية، كما استعنت بخبرة أولياء آخرين لتهيئتهما نفسيا تارة برواية بعض الأحاجي وتارة بسرد حكايات قصص ومغامرات لأطفال صغار في المدرسة.