تمتهنه ماكثات في البيت

طحن الفلفل الأحمر حرفة تقليدية تعود من جديد

طحن الفلفل الأحمر حرفة تقليدية تعود من جديد
  • القراءات: 1363
كريم.ب كريم.ب

تحوّل نشاط طحن الفلفل الأحمر إلى مهنة مربحة بالنسبة للكثير من النساء الماكثات في البيت، بالنظر إلى رواج هذا النوع من التجارة منذ الصائفة الماضية، حيث يكثر إنتاج هذا النوع من الخضر الذي كثيرا ما يتحول إلى مصدر زرق للعائلات والتجار في آن واحد، لاسيما على مستوى المدن الساحلية التي تشتهر بإنتاج أنواع كثيرة من الفلفل، من بينها ولايات الجزائر، البليدة وبومرداس.

بات نشاط طحن الفلفل الأحمر مصدر زرق أغلب النساء الماكثات في البيت، حيث يدر عليهن دخلا وافرا، رغم مشقة صنعه وجعله مادة تستعمل في الطهي اليومي، كما أنها  مادة أساسية أصبح أصحاب المطاعم وصانعو «البيتزا» لا يستغنون عنها. وهو الأمر الذي شجّع الكثيرات على التمسك بهذه الحرفة التي باتت ملاذ الكثير من النساء العاطلات عن العمل، بالنظر إلى سعر الكيلوغرام الواحد  من الفلفل المطحون.

نشاط للماكثات في البيت

السيدة «سليمة» من بين العشرات، إن لم نقل المئات من النساء الماكثات في البيت من القاطنات بمدينة دلس (شرق ولاية بومرداس)، تشتهر بصناعة الفلفل الأحمر، حيث تقول في معرض حديثها «في حقيقة الأمر، طحن الفلفل الأحمر حرفة تمتهنها الكثير من النساء في البيت، خلال موسم جني الفلفل الأحمر، حيث يتم استغلال فترة الإنتاج بكثرة من قبل الفلاحين، فتقوم النساء باقتناء كميات كبيرة منه، على نوعيه الحار والحلو، ويتم تنقيته وتعريضه لبخار الماء في قدر كبير، وفي الأخير طحنه باستعمال وسائل مختلفة،  من بينها الرحى التقليدية والكهربائية، وفي الأخير، يتم الحصول على الفلفل الأحمر المستعمل في الطهي».

وتضيف السيدة «ويزة» (أم لأربعة أطفال)؛ «طحن الفلفل الأحمر مهنة شاقة نوعا ما، لاسيما في مرحلة اقتناء الفلفل الأحمر وتنقيته من بعض الشوائب، وصولا إلى تعريضه لبخار الماء، لاسيما بالنسبة للفلفل الحار لأنه يؤثّر بشكل سلبي على التنفس، ويلحق بعض الأضرار بالأيدي، غير أنّ النشاط يبقى ملاذا للكثير من النساء، بالنظر إلى المداخيل المقبولة التي قد تجنيها المرأة التي تصنع الفلفل الأحمر المطحون».

أسعار معقولة والطلب يتزايد

الأسعار المطروحة لبيع الفلفل الأحمر المطحون على شكل مرهم، تبقى في المتناول، فقد لا يتجاوز سعر القارورة الواحدة ذات سعة 500 غرام الـ700 دينار، وهو السعر الذي تراه الكثير من النساء اللائي ينشطن في مجال طحن الفلفل الأحمر في متناول الجميع.

ولا يغطي هذا المبلغ المالي التكاليف الإجمالية للفلفل المطحون، ولا حتى المشقة التي تتعرض لها النساء الماكثات في البيت اللائي يقمن بهذا النشاط، حيث تؤكد «سعاد» وهي إحدى النساء اللواتي يشتغلن في المجال، أنه في كثير من الأحيان لا يكون هامش الربح كبيرا بالنظر إلى المضاربة في أسعار الكيلوغرام الواحد من الفلفل، ففي كثير من الأحيان، يتجاوز سعره 700 دينار للكيلوغرام الواحد.

أصحاب محلات الأكل السريع زبائن أوفياء

رغم ارتفاع أسعار الفلفل الأحمر في كثير من الأحيان، يقتني أصحاب المطاعم ومحلات بيع الأكل السريع كميات كبيرة منه، بالنظر إلى جودة المنتوج الطبيعي الذي يحمل قيمة غذائية كبيرة، حيث يؤكد «سمير» وهو صاحب محل لبيع الأكل السريع «بيتزا»، أنه لا يوجد نوع آخر من الفلفل الأحمر مثيل لذلك الذي تصنعه النساء في البيت بمعدات بسيطة، بالنظر إلى قيمته الغذائية ومذاقه الجيد.

وبين مشقة صنع الفلفل الأحمر بنوعيه الحلو والحار، بات للكثير من النساء الماكثات في البيت، الفضل الكبير في إعادة إحياء هذه الحرفة التقليدية التي تعد من بين الأنشطة التي كانت تزاولها النساء في البيت منذ العصور الماضية، غير أنها تلاشت وهاهي تعود من جديد.