رغم احتمال الإصابة بعدوى الفيروس المتحور

طالب الطب يخلف كرمي يتطوع لدعم زملائه

طالب الطب يخلف كرمي يتطوع لدعم زملائه
  • القراءات: 546
رشيدة بلال رشيدة بلال

عادت الهبّات التضامنية لتصنع الحدث من جديد بعدما عاد الوباء ليفتك بالمرضى بصورة أكثر شراسة، فسرعة الانتشار وامتلاء المستشفيات عن آخرها بالحالات الخطيرة التي تتطلب الإنعاش، دفعت ببعض المتطوعين إلى النزول إلى الميدان لتقديم يد العون للجيش الأبيض، الذي رغم التعب والضغط لايزال يجاهد من أجل التغلب على الفيروس، وإنقاذ الأرواح. العيّنة التي انتقتها “المساء” كانت من مدينة العفرون بولاية البليدة، للشباب يخلف كرمي، الذي اختار أن يدخل المؤسسة الاستشفائية الجوارية بالعفرون، لتقديم خدماته للجيش الأبيض.

تحولت المؤسسات الاستشفائية بعد امتلائها عن آخرها بالمصابين بالفيروس المتحور، إلى أماكن محرمة بالنسبة للكثيرين، بسبب الخوف من احتمال الإصابة بالعدوى، غير أن هذا الخوف لم يمنع البعض الآخر من التحلي بالمسؤولية والرغبة في التطوع، لتقديم المساعدة للجيش الأبيض، الذي لايزال يصارع الفيروس. ومن هؤلاء الشاب يخلف كرمي، ابن مدينة “العفرون”، طالب طب سنة سادسة بجامعة سعد دحلب بالبليدة، الذي دفعه الحس العالي بالمسؤولية إلى تقديم المساعدة، فما كان منه إلا أن تقرب من المصالح الصحية الجوارية بمستشفى العفرون، وطلب تقديم خدماته، التي لقيت ترحيبا كبيرا في ظل الضغط الكبير الذي تعاني منه المؤسسات الاستشفائية بالنظر إلى ارتفاع حالات الإصابة التي تتطلب الاستشفاء، وكذا تعرض الطاقم الطبي، هو الآخر، للإصابة بالفيروس.

وعن دافع المساعدة رغم أن احتمال الإصابة بالعدوى في محيط المستشفى كبير بالنظر إلى الاحتكاك الدائم بالمرضى، حسب المتطوع يخلف، قال إنه يسكن بالقرب من المؤسسة الاستشفائية، ويقف يوميا على ما يعيشه المستشفى من ضغط جراء الحالات الوافدة. وبحكم أنه يدرس تخصص الطب قرر بدافع، التطوع، أن يشارك زملاءه، ويقدم ما أمكن من مساعدة، خاصة ـ يقول ـ أننا “في مرحلة تحتاج فيها المؤسسات الاستشفائية إلى دعم بالطاقم البشري والمادي، وبالتالي فإن كل من يمكنه أن يقدم المساعدة، عليه التقرب، مع الأخذ بالتدابير والاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم”.

وحول نوعية الخدمات التي يقدمها أوضح الطالب يخلف أنه يتكفل بمراقبة المصابين بمصلحة “كوفيد 19”، ويقدم لهم المساعدة تحت إشراف وتوجيه الأطباء. كما يساهم من خلال تواجده بالمستشفى، في تعزيز الطاقم الطبي المناوب في الليل. وحسبه، فإن مهنة الطب من المهن النبيلة والإنسانية، وأن ما يقوم به من خدمة هو قبل كل شيء، واجب يمليه عليه ضميره. ويبقى أمله كبيرا في أن يتراجع الوباء بفضل تضافر جهود الجميع في التغلب على هذا الفيروس، والتي تبدأ بتحلي المواطنين بالوعي الذي يكون بالتلقيح أولا، والتقيد بالتدابير الوقائية، التي أصبحت معروفة لدى العام والخاص.