الحلاقة التقليدية بتندوف

ضفائر "المخطوبة" و"العروس" و"الغايرة" وأخرى اندثرت

ضفائر "المخطوبة" و"العروس" و"الغايرة" وأخرى اندثرت
  • 82
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

عرف البدو الرحّل ببوادي تندوف، أنماطا وأشكالا متعددة من الحلاقة "لحسانة" بالنسبة للذكور، والضفائر الخاصة بالإناث. وكان الطفل ببوادي تندوف يحلق بطرق تقليدية ضمن ما يُعرف بتحليقة "تاجمامت".

ومن الضفائر الشائعة أيضا ضفيرة العروس؛ حين تتم خطبة فتاة بصفة رسمية تقوم أمها أو صديقاتها بضفر شعرها، وتعليق على مقدمته "فشة" ، وهي حجرة كريمة بلون أصفر. وأثناء الزفاف تضفر العروس ضفرة "القران" ، وتقضي بها الليالي السبع المخصصة للعرس. 

وتتميز ضفرة العروس بتعليق خرزة كبيرة صفراء ظاهرة في مقدمة الرأس. والهدف منها هو صرف نظر الرجال عن تلك المرأة، والتأكيد على أنها مخطوبة وستتزوج. 

وفي حال قامت امرأة غير مخطوبة بهذه الضفيرة وهي ليست عروسا، تسمى غايره (غيورة) أو مجنونة. كما تستعمل عدة أحجار كريمة مثل " امجون" وغيره.

ومن الضفائر الشائعة أيضا، ضفرة ليّ أو طيّ الشعر، وضفرة ثلاثة، وهي كلها ضفيرات لها معنى عند النساء. 

وحين يغيب الزوج مثلا، تضفر زوجته ضفيرة معيّنة تُعرف بها، ولا تفكها إلا بعد أن يعود. كذلك حين تنقطع أخبار الرجل عن زوجته تضفر شعرها بطريقة أخرى، لها مواصفات خاصة. 

إن تقدم الزمن إلى الأمام أنسى النساء البدويات تسميات كثير من تلك الضفيرات التي كانت جداتهن يضفرنها. فالآن يمكن أن تسمع العجائز يقلن إنهن فتحن أعينهن على أمهاتهن وجداتهن يضفرن ضفيرة العروس، وضفيرة الغايرة، وضفيرة من تغيَّب زوجها، وضفيرة الخوف على الغائب. لكن حين تسأل كيف كانت تُضفر تلك الضفيرات؟ لا تجد جوابا.