شهدت إقبالا كبيرا من عشاق الأصالة

ضفائر الحلفة إرث يحتاج إلى الاهتمام والدعم

ضفائر الحلفة إرث يحتاج إلى الاهتمام والدعم
  • القراءات: 1405
❊ وافية حليم ❊ وافية حليم

ساهم الانتشار الكبير لنبات الحلفة ووفرته في الجنوب الجزائري،في انتعاش مهنة السلالة في العديد من ولايات الوطن، وهو ما شجع الكثيرين على استغلال هذه النبتة في صناعة مختلف المنتوجات الحرفية الجميلة، التي تعبر عن أصالة المنطقة وتراثها، على غرار القفف، القبعات والحصائر.

خلال الجولة التي قادتنا إلى معرض الحرف التقليدية بالبريد المركزي، شد انتباهنا المشغولات التي عرضها البائع «محمد.ع»، الذي أكد في معرض حديثه ، أن هذه الحرفة منتشرة جدا في منطقته بولاية تيسمسيلت، وتعد مصدر رزق بالنسبة للكثيرين.

أكد المتحدث أن المنتوجات التي عرضها للبيع وشهدت إقبالا كبيرا من الزوار الأوفياء لكل ما هو أصيل، هي نتاج تعاونه مع أخته الحرفية الرائدة في صنع الحلفة منذ سنوات، مشيرا إلى أنها ورثت هذه الحرفة عن الجدات،  حيث بدأت تغازل أناملها منذ نعومة أظافرها. مؤكدا أنها واصلت تعلمها بعد انضمامها إلى جمعية خاصة لتعليم هذه الحرف وتحصلت على بطاقة الحرفي، وأصبحت مبدعة في هذا المجال، بالتالي عملت على تلقين الحرفة للشباب والشابات بهدف المحافظة عليها وتوريثها من جيل إلى جيل.

حيال عملية بيع هذه التحف التقليدية، قال محدثنا، إنه يشارك في مختلف المعارض المقامة عبر الولايات، كما يتم الترويج لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يلقى الحرفي طلبات من مختلف أنحاء الوطن ليقوم بتوزيعها على طالبيها فيما بعد. وعن نسبة المبيعات، يقول السيد محمد ـ متأسفا ـ بأنها متوسطة وليست بالمعدل المطلوب، حيث بات الأغلبية يفضلون الاعتماد على الأكياس البلاستكية لحمل الخضر والفواكه والخبز، رغم الضرر الذي تلحقه بالصحة، مستغنين بذلك عن هذه المنتوجات الطبيعية مائة بالمائة.

فيما يخص كيفية صنع قفف وحصائر الدوم، أكد المتحدث أنها ليست سهلة كما يظن البعض، مشيرا إلى أنها لا تعتمد على آلات وإنما هي صنع يدوي، موضحا أن شقيقته تتعب كثيرا في عملية جمع المواد الأساسية لصناعتها، على غرار الدوم، الحلفة والديس، مؤكدا أنها تقوم بعملية الفرز واختيار مادة الديس عالية الجودة بنفسها، مما يساعدها على تقديم مشغولات بنوعية جيدة يمكن للمستهلك أن يستغلها ويحتفظ بها في بيته لسنوات. 

في نفس السياق، أكد البائع أن حب هذه الحرفة والتمسك بها هو ما جعل أخته تتفنن فيها وتعمل على تقديم أعمال وحرف يدوية بسيطة، لكن بشكل عصري وجميل، كالأطباق والقفة التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف السيدات، والتي كانت فيما مضى متاعا لا يستغنى عنه، إلى جانب القبعة الشمسية رفيقة الفلاحين التي يعرف بها شيوخ الأرياف، والأواني المنزلية المختلفة متقنة الصنع، على غرار حاملة القدور والخبز. كما أبدعت في صنع حاملات النقود والأوراق التي باتت مطلب الكثيرين، خاصة الفتيات.

أكد الحرفي أن صناعة السلال بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والدعم باعتبارها فنا أصيلا وإرثا تشتهر به مختلف مناطق الوطن، لمواجهة الزحف الكاسح للمنتوجات البلاستيكية.

 

وافية حليم