نبيلة فرحات رئيسة جمعية الممرنين المحترفين للسياقة:

ضرورة فتح فرع بمدارس السياقة لتعليم الإسعافات الأولية

ضرورة فتح فرع بمدارس السياقة لتعليم الإسعافات الأولية
رئيسة جمعية الممرنين المحترفين للسياقة السيدة نبيلة فرحات
  • القراءات: 739
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أطلقت جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، حملة تحسيسية واسعة لتوعية سائقي الحافلات للمسافات الطويلة، بمسؤولياتهم في تطبيق قانون المرور أولا، ونحو المسافرين معهم، حيث ركزت رئيسة الجمعية السيدة نبيلة فرحات على محورين أساسيين، يتمثلان في مدى التزام السواق بتطبيق قانون المرور أثناء الرحلة، وما يتمتعون به من تكوينات حول طرق التدخل لتقديم الإسعافات الأولية للمسافرين معهم.. التقتها المساء مؤخرا، وعن فحوى الحملة التحسيسية والنقائص المسجلة والاقتراحات المقدمة، كان هذا اللقاء.

بداية، حدثينا عن فحوى الحملة التحسيسية الخاصة بسواق الحافلات؟

الحملة عبارة عن دورة توعوية تحسيسية، مست سواق الحافلات للمسافات الطويلة، وما بين الولايات بالمحطة البرية في الخروبة بالعاصمة، حيث تقدمنا كجمعية، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، إلى سواق الحافلات للحديث إليهم عن مدى التزامهم بقانون المرور، خاصة ما تعلق منه باحترام مسافة الأمان وتجنب السرعة المفرطة، وضرورة أخذ قسط من الراحة، ومدى الالتزام بنظام المناوبة، إلى جانب البحث في مكتسباتهم عن كل ما يتعلق بتقديم الإسعافات الأولية، على اعتبار أنهم مسؤولون على كل الركاب الذين يسافرون معهم طيلة الرحلة، من حيث كيفية التدخل لإسعاف الركاب، كأن تكون امرأة مثلا حامل، أو شخص مصاب بالسكري، وغيرها من الحالات الاستعجالية التي تتطلب من السائق، أن يكون مزودا بحد أدنى من المعلومات التي تمكنه من مساعدة المسافر بطريقة احترافية.

لما اخترتم تحسيس سواق الحافلات للمسافات الطويلة؟

كجمعية تنشط في مجال التوعية والتحسيس ضد حوادث المرور، وكل ما يتعلق بضرورة التزام كل السائقين بقانون المرور، تلقينا عددا من الشكاوى من المسافرين، تتمحور حول تهور السواق وعدم احترام مسافة الأمان وارتكاب بعض التجاوزات والمناورات الخطيرة، إلى جانب  تعمد السرعة المفرطة، الأمر الذي يعرض حياة الركاب للخطر، مما جعلنا نبادر في إطار برنامجنا التحسيسي، إلى استهداف هذه الفئة بهدف توعيتها، من خلال الاحتكاك بهم وتنبيههم إلى ما يجب، وتحذيرهم من عواقب ما لا يجب، فكانت بداية الحملة من المحطة البرية الخروبة التي تعرف حركة يومية للحافلات.

كيف كان تجاوب سواق الحافلات مع الحملة؟

في الواقع، التجاوب كان كبيرا، حيث تقربنا من السائقين مع مصالح الحماية المدنية، وقدمنا جملة من النصائح والتوجيهات، كما وزعنا عددا من المطويات، فضلا عن إشراف أعوان الحماية المدنية على تقديم بعض التمرينات، حول تقديم الإسعافات الأولية المرتبطة ببعض الحوادث التي قد تصيب الركاب أثناء الرحلة، وحثهم على ضرورة التواصل مع مصالحهم عند وجود أي طارئ، ليكون التدخل مستعجلا.

كيف تقيمون مستوى السواق في الجانبين القانوني والإسعافي؟

سجلنا عددا من النقائص التي تخص سواق الحافلات للمسافات الطويلة، خاصة ما تعلق منها بالجانب القانوني، كعدم احترام مسافة الأمان والسرعة المفرطة، وعدم أخذ قسط كاف من الراحة، أما في ما يتعلق بالتدخل لتقديم الإسعافات الأولية، فإن مجال تدخل السواق محصور في تضميد الجراح البسيطة فقط، مما يجعلنا كجمعية، نقر بأن مثل هؤلاء السواق يمثلون خطرا كبيرا على حياة المسافرين، وهو ما يستدعي مطالبة الجهات الوصية، ممثل في وزارة النقل، بالتدخل للتكفل بمعالجة جملة النقائص التي يعاني منها السواق، خاصة ما يتعلق منها بالتكوين الإسعافي للسائقين.

ما الذي تقترحونه كجمعية؟

نقترح كجمعية أشرفت على توعية ركاب الحافلات لمسافات الطويلة، على وزارة النقل، ممثلة في المركز الوطني لرخص السياقة، أن يخص هؤلاء السواق الصنف ج1” و«ج2” بتكوينات ميدانية في مجال الإسعافات الأولية، وهو المطلب الذي سبق لنا أن رفعناه إلى معهد التكوين المهني عن بعد، الذي يعمل بالتنسيق مع المديرية، ويقومون بتكوين الممرنين لفتح مدارس السياقة، حيث اقترحنا فتح فرع خاص  بالإسعافات الأولية.

هل في رأيك، الحوادث التي تقع لركاب المسافات الطويلة مرجعها السائق؟

يتحمل السواق جزءا كبيرا من المسؤولية، فيما يتعلق بالحوادث التي تقع، والجزء الآخر منها يرجع إلى غياب الإنارة في بعض الطرق، أو كأن تكون الإشارات الموضوعة لا تعكس الضوء، ناهيك عن عدم توفر بعض الطرق على الخطوط، الأمر الذي يتسبب في إرباك السواق ومن ثمة انحرافهم وخروجهم عن الطريق، مما يجعلنا في كل مرة نحث على ضرورة تحلي السائقين بالثقافة المرورية والخضوع لتكوينات دورية في مجال الإسعافات الأولية.

ما هي الخطوة المقبلة للجمعية بعد توعية سواق الحافلات؟

نفكر في القريب العاجل، في إبرام اتفاقية مع المحافظة الولائية  للكشافة الإسلامية الجزائرية لولاية الجزائر، من أجل العمل على مخطط زرع الثقافة المرورية لدى الفئة الشابة من خمس سنوات إلى غاية 17سنة، تفعيلا للمادة 60 من قانون 01/14 المتعلق بفرض تعليم قانون المرور في المدارس الابتدائية، والذي سبق لنا أن تبنيناه كمشروع وعرضناه على وزارة التربية سابقا، غير أنه رفض بحجة أن المنهاج الدراسي مكتظ ولا يحتمل أية مادة جديدة.

هل تعليم قانون المرور في المدارس ضرورة؟

بالنظر إلى الإحصائيات المسجلة يوميا، التي تسجلها مصالح الحماية المدنية والدرك والشرطة، أعتقد أن إدراج مادة التربية المرورية في المنهاج الدراسي في الطور الابتدائي أكثر من ضرورة، وفي غياب تفعيل المادة 60، نبادر كجمعية إلى التعاون مع الكشافة الإسلامية، لمحاولة زرع الثقافة المرورية لدى الفئة الشابة، من خلال برمجة دوريات  في قانون المرور والإسعافات الأولية.

هل من كلمة أخيرة؟

تعليم قانون المرور بالمدارس الابتدائية، وزرع الثقافة المرورية لدى الأطفال، خاصة ما تعلق منها باحترام الإشارات والممهلات وممرات الراجلين، بداية نحو خلق جيل واع مروريا.