المختص في صناعة الصابون التقليدي منير مراحي لـ”المساء”:

ضرورة توخي الحذر من بعض العروض

ضرورة توخي الحذر من بعض العروض
  • القراءات: 499
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذر المختص في صناعة الصابون التقليدي، منير مراحي، من احتيال بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض تكوينا في هذا الاختصاص الذي اعتبره “جد حساس”، ويتطلب أشهرا عديدة للتكون، لاسيما أنه يعتمد على بعض المواد الكيماوية التي لابد من استعمالها بحكمة.

أوضح المختص في صناعة الصابون ومشتقاته، والذي يعد سنته السابعة في ممارسة هذا النشاط، رفقة زوجته في مشروع بدأ صغيرا ويشهد تطوره تدريجيا، أن “أصبحت المنتوجات التقليدية والمصنوعة بمواد طبيعية، تشهد اليوم إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين بات لديهم وعي استهلاكي، من أجل الابتعاد عن المنتجات الكيماوية، لاسيما تلك التي لها بدائل في السوق التقليدية وبأقل التكاليف”، معتبرا أن هذا “جعل بعض الانتهازيين يستغلون الأمر، لتقديم عروضهم المغرية والمتمثلة في تكوينات أو تربصات سريعة في هذا النوع من التخصصات”، مما جعل، حسب قوله: “من هب ودب يحاول دخول هذا المجال، حتى وإن لم يكن من أهله”، ميفدا أن “هذا الأمر خلق نوعا من الفوضى في هذه السوق، مما أفقد الثقة في تلك المنتجات”.

أضاف المتحدث، أن صناعة الصابون أو مشتقاته، كالكريمات السائلة المرطبة، أو هلام الاستحمام أو الغاسول، ليس علما عجيبا، لكن لابد على من يمارسه أن يحترم معاييره، ولا تكفي تربصات ساعات قليلة لبلوغه، أو ثلاثة أيام كما تدعيه بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تروج لهذا النوع من التربصات على أيدي أناس مجهولي الهوية، لا يتم التحقق في مصداقيتهم، والذين ينجر وراءهم متخرجون من الجامعات أو بطالون يبحثون عن فرص عمل، أو سعيا منهم لإقامة مشروع بسيط للانطلاق، اعتقادا أنه مجال جد بسيط، ولا يتطلب تكوينا كبيرا ولا رأس مال أيضا.

على صعيد آخر، قال المختص في  صناعة الصابون التقليدي، إن توجه المستهلك الجزائري اليوم نحو المنتجات المحلية، أمر مشجع للحرفيين والمصنعين المحليين، فعلى الرغم من الزخم الكبير للماركات العالمية في مختلف المنتجات، على غرار الصابون، فقد استطاع بعض الحرفيين بدعم من أجهزة تشغيل الشباب، أو بدونها، من استحداث مصابن صغيرة تسمح تدريجيا باستعادة مكانة الصابون التقليدي، الذي كانت له تلك السمعة الجيدة، لاسيما لعشاق الحمامات التقليدية، ويعود اليوم بأنواع مختلفة، مزاحما الصابون المستورد. وقال منير مراحي، بأن مهنيي الصناعات التقليدية يجدون في التظاهرات التجارية والاقتصادية، فرصة لترويج منتجاتهم التي تخصص حيزا كبيرا لعرض تشكيلات متنوعة من المنتجات في مختلف التخصصات، من صنع جزائري وبأيادٍ شابة تفننت في صناعات مختلفة.

وعن المادة الأولية، قال الحرفي: “نعتمد في إنتاج الصابون على عدد من المواد الطبيعية المتواجدة أساسا في الجزائر، على غرار زيت الزيتون وبعض التوابل، لكن البعض الآخر يظل رهين المنتجات المستوردة، كزيت جوز الهند، وعليه يظل نشاطنا أحيانا يعتمد على ما يمكن توفيره من مواد، لكن في العموم، نحاول أن نرتبط بما هو محلي خالص، حتى تكون لمنتجاتنا الاستقلالية، ولن نكون تابعين لرحمة المواد المستوردة، حتى نكون دائما على استعداد لتلبية طلبيات الزبائن”.

وعن الأسعار يقول: “قد تختلف باختلاف ما يتم استعماله في إنتاجها، الأغلى ثمنا قد تكون تلك المصنعة بالزيوت المستخلصة التي تباع بأسعار عالية نسبيا، إلا أنها تبقى أسعار في متناول الجميع، خصوصا أنها تنافس وبشدة، قطع الصابون الصناعية والتي تحتوي على عشرات المواد الأولية، وقد لا تحتوي على غليسيرين طبيعي، وهو أهم مستخلص في تركيبة تلك القطع، ونوعية الصابون وفائدته من نوعية تلك المادة”.