أكد مشاركون في يوم تحسيسي نظم بالشلف مؤخرا، حول الهجرة غير الشرعية، على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في مكافحة هذه الظاهرة، من خلال إيجاد الحلول الاجتماعية والاقتصادية والتعريف ببرامج التشغيل. 

أبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي احتضنه مخيم الشباب بتنس (55 كلم شمال مركز الولاية)، أن جمعيات المجتمع المدني مطالبة بالمشاركة في حملات التوعية والتحسيس وتنظيم النشاطات التي تساهم في بث الوعي لدى فئة الشباب، وصرح لـ«وأج” في هذا الصدد، الناشط الحقوقي محمد زاغو، أن ”استفحال ظاهرة الهجرة غير النظامية -كما سماها- يستدعي تكاثف الجهود بين مختلف الأطراف”، لافتا إلى ضرورة اضطلاع فواعل المجتمع المدني بدورها في محاربتها، بحكم قرب هذه التنظيمات أو الجمعيات من فئة الشباب.

ثمّن المتحدث تنظيم هذا اللقاء التحسيسى التوعوي الذي جاء تحت شعار ”فكر مليا قبل أن تدمر حياتك”، من طرف جمعية النشاطات الرياضية التابعة للمركب الرياضي الجواري بحي السلام، باعتباره مبادرة تنم عن وعي جديد لدى مثل هذه التنظيمات. ودعا السيد زاغو إلى تكوين مناضلي الجمعيات والتنظيمات المدنية بهدف زرع ثقافة التحسيس حول ظاهرة ”الهجرة غير النظامية” لدى مختلف شرائح المجتمع، والمساهمة في إيجاد الحلول الاقتصادية والاجتماعية بما يكمل عمل مؤسسات الدولة في التصدي والحد من هذه الظاهرة.

من جانبه، اعتبر أستاذ الحقوق بجامعة ”حسيبة بن بوعلي”، ميلود قايش، أن مكافحة ظاهرة ”الحرقة” يبقى مرهونا بالبحث عن الحلول التي من شأنها فتح آفاق جديدة أمام شباب اليوم، فضلا عن عمل تحسيسي توعوي جاد على مستوى المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية، مع التعريف بالسياحة الداخلية.

أشار مدير المركب الرياضي الجواري لحي السلام (الجهة المنظمة)، محمد غربي، أن هذا اللقاء التحسيسي ”يستهدف فئة الشباب، في ظل استفحال ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر الشريط الساحلي الشلفي، بغية توعيتهم وزرع قيم المواطنة لديهم، والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية، خاصة أن تداعيات هذه الظاهرة تمس مختلف الجوانب الاجتماعية الدينية والاقتصادية”، كما قال.

تم خلال هذه التظاهرة، تقديم محاضرات حول أسباب وعواقب تفشي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتوصيات تبحث عن حلول للحد منها، بمشاركة أساتذة جامعيين وناشطين حقوقيين، بالإضافة إلى ممثلين عن مديرية الشباب والرياضة، الحماية المدنية وديوان مؤسسات الشباب.

كما تم عرض تقارير إعلامية حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى مشاركة فنانين من خلال رسم لوحات فنية تترجم معاناة مرشحي الهجرة غير الشرعية خلال رحلة الموت التي يخاطرون بقطعها.  ثمن عدد من الشباب الحاضر بدورهم هذا اللقاء الذي ساهم ـ حسبهم ـ في فهم هذه الظاهرة التي استفحلت في أوساطهم، وتعرفهم على وضعية المرشحين للهجرة أمام القانون، وكذا تبادل الآراء والنقاش مع ممثلي المجتمع المدني.