مع ارتفاع درجات الحرارة

ضرورة الوقاية وتبني نظام حياة صحي

ضرورة الوقاية وتبني نظام حياة صحي
الطبيبة المنسقة بمصلحة الطب الجواري لبرج الكيفان، نادية مزنان
  • القراءات: 466
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّرت الطبيبة المنسقة بمصلحة الطب الجواري لبرج الكيفان، نادية مزنان، من بعض الأمراض المنتشرة خلال فصل الصيف، قائلة إنّ كلّ موسم ترافقه أمراض تشتدّ أعراضها عند بلوغ الموسم ذروته، لاسيما خلال الصيف، مشيرة إلى أنّ التسمّم الغذائي، ضربات الشمس، وارتفاع ضغط الدم، من أكثر الأمراض شيوعا خلال هذه المرحلة من السنة، وعليه لابدّ من الأخذ بالتدابير الوقائية لتفادي الوقوع في مضاعفات صحية خطيرة. 

وأوضحت الطبيبة أنّ لكلّ موسم من السنة مشاكل مرتبطة به، نظرا للمناخ الذي يؤثّر بشكل مباشر على الفرد، كما أنّ لكلّ طقس تأثير معيّن على الفيروسات التي قد تصيب الشخص، فبعض الحالات الجوية تكون مناسبة لتثبيط عمل بعض الفيروسات وتنشيط البعض الآخر، ما يؤثّر على اختفاء مرض أو ظهوره. وأضافت أنّ فصل الصيف يتميّز بمناخ محدّد، درجات حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية، تختلف من منطقة إلى أخرى، لتكون مناطق أحيانا أكثر جفاف من الأخرى، إلاّ أنّ كلّ ذلك تبقى عوامل تؤثّر على محيطنا وبالتالي على صحتنا، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

وأشارت الدكتورة مزنان، إلى أنّ أكثر الأمراض شيوعا خلال فصل الصيف، هي تلك المرتبطة بدرجة الحرارة، أو بالأحرى تلك التي تتأثّر بالحرارة مباشرة أو غير ذلك، وعلى رأسها التسمّمات الغذائية والإسهال، مضيفة أنّ هذا من التأثيرات غير المباشرة، فالحرارة تؤثّر على سلامة غذائنا، وبالتالي إذا تعرّض طعامنا لدرجة حرارة عالية، سيجعله ساما، إذ يتأثر بشكل كبير وتتكاثر عليه بكتيريا سامة، تصيب الفرد عند تناولها بمشاكل صحية متفاوتة الحدّة، حسب درجة تأثّر الغذاء بتلك البكتيريا.

وقالت المتحدّثة إنّ انقطاع سلسلة التبريد لتلك الأطعمة الحساسة، غالبا ما تكون وراء الاصابة بالتسمّم الغذائي، وعليه لابدّ من تفادي تناول طعام مشكوك فيه، خاصة الأطعمة التي لا يتم احترام طرق حفظها أو المعرّضة لأشعة الشمس، أو حتى بقاؤها لفترة معيّنة، حتى وإن كان ذلك في الثلاجة، خصوصا الأطعمة الحساسة كالبيض، الأرز، مشتقات الحليب، وكذا الأطعمة السريعة، فبعض المحلات لا تحترم أدنى شروط النظافة أو الحفظ السليم للمواد التي تستعمل في التحضير، تضيف الدكتورة.

ومن الأمراض الأكثر انتشارا كذلك، تضيف الطبيبة، الإسهال، مؤكّدة ضرورة عدم الخلط بين التسمّم والإسهال" حيث قالت "يمكن للفرد أن يصاب بالإسهال دون أن يتعرّض لتسمّم غذائي كامل، وهذا العرض يعود إلى استهلاك بعض الميكروبات الضارة، التي قد تتراكم على الخضر أو الفواكه الطازجة ويؤدي عدم غسلها جيدا قبل استهلاكها الى الإصابة بالإسهال".

وشدّدت الطبيبة على أهمية الوقاية وتبني نظام حياة صحي، والتحلي بوعي صحي عالي لتفادي الوقوع ضحية هذه المشاكل الصحية الموسمية، مشيرة بذلك إلى العديد من الأعراض الصحية الأخرى، على غرار ضربات الشمس التي تصيب الفرد عند التعرّض المطوّل لأشعة الشمس، قائلة إنّ ذلك لا يعني فقط إصابة الجلد بحروق، وإنّما قد يتحوّل المشكل إلى بروز أعراض أخرى كالحمى، القيء والشعور بالتعب، يشخّصها الناس على أساس أنّها تسمّم غذائي، وإنّما هي فقط حالة من ضربات الشمس الحادة، التي يتطلّب الشفاء منها استهلاك مضادات حيوية وأخذ قسط من الراحة، مسلّطة الضوء على حالات أكثر خطورة وهي التعرّض لارتفاع ضغط الدم، وهذه الحالات، تصيب كبار السن غالبا، تضيف مزنان، فتعرّضهم لدرجة حرارة عالية يجعل أجسامهم تحاول جاهدة خفض حرارتها لكن دون جدوى، ما يدخلهم في حالات من الارهاق، ما يجعل القلب يحاول ضخ الدم بكمية أكبر وبالتالي تعريضه لضغط دموي خطير على الصحة.