وردية بولما لـ ’’المساء”:

ضرورة العودة إلى الطبيعة لعلاج مختلف الأمراض

ضرورة العودة إلى الطبيعة لعلاج مختلف الأمراض
  • القراءات: 643
س. زميحي س. زميحي

أكدت السيدة وردية بولما من مدينة عين الحمام بولاية تيزي وزو، على ضرورة العودة إلى الطبيعة لإنقاذ الصحة التي تفتكها أمراض مختلفة، وقالت؛ إن الطبيعة عبارة عن مخزن للأعشاب والنباتات العضوية الطبية المفيدة لعلاج عدة أمراض، والدليل أن الأجداد الذين تركوا وصفات لا زالت مفيدة لمن يطبقها، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى إصدار كتاب بمساعدة الباحثين والجامعيين، حول النباتات الطبية وفوائدها، تغذيه ببحوثها المتواصلة بغية اكتشاف أنواع مختلفة مجهولة.

السيدة بولما، وخلال مشاركتها في معرض يناير بدار الثقافة ”مولود معمري” بتيزي وزو، جلبت أنواعا مختلفة من الأعشاب والنباتات الطبيعية التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف الزوار، الذين دفعهم فضولهم إلى طرح أسئلة عن أسمائها، أماكن تواجدها وكذا فوائدها، وتكفلت السيدة بولما بتقديم أجوبة سمحت بتسويق أنواع مختلفة وتسجيل طلبات.

قالت المتحدثة، إن اهتمام المواطنين بالطبيعة والأعشاب الطبية سيساعدهم على تقليص عدد زيارات الطبيب، ماعدا بعض حالات الأمراض المزمنة، التي يمكن تجنبها بتناول نباتات عضوية مصدرها الطبيعة، خالية من مواد كميائية، مؤكدة سعيها إلى تحسيس وتوعية المواطنين بضرورة العودة إلى الطبيعة، من ناحية، ومن جهة أخرى، تناول جوانب مختلفة من العادات والتقاليد القديمة وإعادة إحيائها، وكذا إبرازها باعتبار أن العادات لا تتوقف على جانب معروف عند العامة فحسب، إنما هناك جوانب مجهولة يعمل الحرفيون، الباحثون والمهتمون بها، على الكشف عنها ونفض الغبار عنها، ليطلع الأجيال عليها، وتبقى معروفة لدى الأجيال القادمة، مثل ما هو الحال بالنسبة للأعشاب والنباتات التي تندرج ضمن المطبخ القبائلي الكبير والعميق.

أعقبت المتحدثة أن الاحتفال بيناير أو أي حدث، لا يجب أن يكون مجرد احتفال به كحدث وتاريخ مرتبط بجانب أو بآخر فقط، لكن يجب الغوص في العمق، لأن كل حدث مرتبط بأحداث، مثل ما كانت حياة القدماء مرتبطة بالطبيعة، الفلاحة، الماء والتراب وغيرها، والتي تعتبر مكونات تشارك في صنع الحياة ككل، ولها مكانة وأهمية في حياة السكان المرتبطة بها.

الطبيعة.. صيدلية لا حدود لها

سردت السيدة بولما قصة خوضها لمجال البحث عن النباتات الطبيعية والأعشاب الطبية، حيث تقول، إنها تعلمت على يد جدتها ووالدتها، حيث نقلتا لها مواقع تواجد النباتات وفوائدها، وكيفية التفرقة بين المفيدة من عدمها، عبر الذوق الذي بقي راسخا في ذاكرتها إلى غاية اليوم، مشيرة إلى أن كل نبات مفيد لعلاج مرض معين، مثلا نبات القراص الذي ينفر منه الكثير لأنه يسبب حكة واحمرار الجلد عند لمسه، مفيد جدا للصحة خاصة، لعلاج الالتهاب الرئوي، حيث يتم إعداد شربة تضم أعشابا مختلفة كالنعناع، ”فيفراس”، الثوم، ”القراص”، البقدونس وغيرها، ويتناوله المريض فيشفى، كذلك المرأة في مرحلة الرضاعة، التي تعاني من غياب الحليب، تحضر لها شربة الدقيق بالبصل والثوم وقليل من الشحم القديم وتتناوله ساخنا، موضحة أن هناك عدة وصفات مفيدة للصحة والجسم مصدرها طبيعي عضوي يجهلها الكثير، مثل ”أمزير” الذي ينمو في الجبال وتستعمله النساء في الكنس، ويتميز برائحة مثل الخزامى، وهو مفيد لعلاج آلام المعدة، القولون والإمساك، مشيرة إلى أن مطبخ المرأة القبائلية صيدلية بأتم معنى الكلمة، حيث تتوفر على كل ما هو مفيد للصحة، في كل الفصول، حيث تقوم بقطف نباتات في فصل الربيع، ويتم تجفيفها للاحتفاظ بها لفصل الشتاء الذي تنمو فيه أيضا أعشاب مختلفة مفيدة للصحة.

ذكرت المتحدثة أن هذه الوصفات تعلمتها من والدتها وجدتها، وطورتها بفضل بحوثها المستمرة، وقدمت منها الكثير لعائلات، ساعدتها على الشفاء من عدة أمراض، مؤكدة أنها تحرص على أن تواصل في مجال البحث لاكتشاف أنواع أخرى من النباتات، مشددة على ضرورة العودة إلى الطبيعة التي تعتبر في نظرها حلا لعلاج عدة أمراض، حيث كان الأجداد يتناولون أطباقا مصدرها طبيعي، لأن كل نبتة مفيدة لغرض ما واجتماعها في طبق واحد يحضر في أوان فخارية فوق الحطب، مما يساعدهم على مواجهة الأمراض والتمتع بصحة جيدة، لكن جيل اليوم هاجر الطبيعة وتخلى عنها، في المقابل تخلت الصحة عنهم، والدليل المستشفيات المكتظة بالمرضى، والمؤسف ـ تقول ـ أن ثمة حالات يمكن شفاؤها بالأعشاب ولا حاجة للمكوث في المستشفى أو زيارة الطبيب أو إجراء عملية، مثلا، للذين يعانون من الحصى في الكلى أو المرارة، هناك أعشاب تساعد على تفتيتها.

النباتات العضوية لإنقاذ الصحة

دعت المتحدثة المواطنين إلى العودة إلى الطبيعة واكتشاف فوائدها، مما يقلص صرفهم للمال عند زيارة الطبيب من جهة، ويقلل من صحتهم، لأن تناول الأدوية له أثار جانبية غالبا ما تتسبب مع الوقت في أمراض أخرى، مضيفة أن هناك نباتات يمكن لأية امرأة غرسها في الحديقة دون التنقل إلى الغابة بحثا عنها، مثل نبتة الشيح لعلاج ضغط الدم ومفيدة للسكر، هناك أدوية مختلفة فقط علينا البحث عنها بمساعدة المتقدمات في السن من أمهات وحموات يعتبرن مدرسةو يجب التعلم منهن، حيث يعلمن أسرار الطبيعة في علاج الأمراض. عبرت المتحدثة عن آمالها في الغوص أكثر في عمق الطبيعة واكتشاف أنواع أخرى من النباتات، لكنها تتأسف في نفس الوقت، عن كونها تفتقر لفضاء أوسع، حيث تكتفي حاليا بجدران بيتها لإنجاز هذا العمل الذي تعتبره عالمها، وتريد أن تطلع الغير عليه حى تعم الفائدة.