"الشهر الوردي" بباتنة
ضرورة الالتزام بالعلاج المبكر

- 142

دعا مشاركون في أيام تحسيسية بباتنة، بمناسبة الشهر الوردي، إلى الالتزام بالعلاج المبكّر للقضاء على الأورام السرطانية، لا سيما سرطان الثدي وعنق الرحم؛ لتفادي مضاعفات الداء مستقبلا، وتكثيف الحملات التحسيسية لمرضى السرطان؛ قصد التقرّب منهم، ومساعدتهم على تلقي العلاج، وتفعيل دور الطب الجواري لمواجهة هذا الداء الفتّاك، إلى جانب تكثيف الملتقيات العلمية لخلق فرص الاحتكاك لتبادل الخبرات والمعارف في شأن التكفّل بالمصابات.
تطرّق الأطباء في مجمل حديثهم لأورام الثدي الأكثر شيوعا عند النساء، مطمئنين بوجود 90 بالمائة من الأورام الحميدة التي لا تستدعي القلق، في حين قُدّر ما نسبته 15 بالمائة من حالات الأورام الخبيثة التي تتطلب المتابعة والعناية الخاصة، في حين عُدت الإصابة وسط الذكور ضئيلة؛ فبمقابل إصابة واحدة للرجال توجد 200 إصابة وسط النساء؛ في إشارة إلى أنّ سرطان الثدي هو السبب الثاني لوفيات السرطان عند النساء بعد سرطان الرئة، وهو الأكثر شيوعا باستثناء سرطان الجلد.
ويحظى المركز الاستشفائي الجديد لمرضى السرطان الذي دخل الخدمة، باهتمام السلطات الولائية لتحسين ظروف التكفّل بالمرضى بالولاية، وتخفيف معاناتهم لدعم نشاط المصالح الطبية بالولاية، التي تعرف اكتظاظا كبيرا رغم وجود مستشفى جامعي تقصده عدّة حالات للمرضى حتى من الجنوب الجزائري وولايات مجاورة.
وتشكّل إصابات داء السرطان هاجس المصالح الطبية بالولاية بعد تزايد هذه الحالات، التي لا يمكن الإعلان عن عدد حالاتها في غياب إحصائيات رسمية؛ إذ، حسب مصادر من مصلحة الوقاية، إنّ سرطان الثدي يأتي في صدارة هذا الداء الخبيث، ويصل عدد الإصابات بداء السرطان إلى 50 حالة سنويا، تضاف إلى حالات مرضى داء السكري التي بلغت قبل هذه السنة، 15 ألف حالة، مع الإشارة إلى أنّ عدد إصابات داء السرطان بولاية باتنة، كانت بلغت 1100 حالة، حسبما أعلنت عن ذلك قبل هذه السنة الجمعية العلمية ‘’الأمل الأخضر". ولتعزيز دور الطب الوقائي، فإنّ المصالح في إطار برامج الدولة تعتزم تخصيص مصالح طبية للكشف عن حالات سرطان الرحم عند النساء المتزوجات، فئة أكثر من 25 سنة.
نشاطات مختلفة
شملت تظاهرات الشهر الوردي يوما تحسيسيا وتشخيصيا حول سرطان الثدي، من تنظيم المجلس النقابي للمؤسسة الاستشفائية "مريم بوعتورة" بباتنة، تحت إشراف الأمينة العامة رداف هاجر، وبالتنسيق مع مكتب التنسيق الولائي للحماية المدنية بمديرية الحماية المدنية باتنة، لفائدة الأخوات أعوان الحماية المدنية.
وتميز هذا اليوم بنشاطات علمية وتطبيقية ثرية، أشرفت عليها نخبة من الطبيبات المختصات في طب النساء والتوليد، والقابلات المؤهلات، بمساهمة فعّالة من الطاقم الإداري للمؤسسة الاستشفائية مريم بوعتورة، وبدعم من البروفيسور أسماء عبد الصمد، والسيد مدير المؤسسة السيد زيوش محمد الأمين. وتخللت الفعاليات عمليات فحص وتشخيص مبكر لسرطان الثدي، إلى جانب مداخلات توعوية وتحسيسية، أكدت على أهمية الكشف الدوري، ودوره الحيوي في الوقاية والحفاظ على صحة المرأة.
واختُتم اليوم بتكريم المشاركات، وتوزيع شهادات تقديرية؛ عرفاناً بجهودهنّ ومساهمتهنّ في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية النبيلة. كما نظمت مصلحة الجراحة العامة بالمركز الاستشفائي الجامعي باتنة، يوما تحسيسيا حول سرطان الثدي. وتمّ فتح أبواب المصلحة أمام المواطنين والمواطنات؛ من أجل الاستفادة من فحوصات مجانية أشرف عليها أطباء مختصون، إلى جانب تقديم شروحات مبسطة حول طرق الوقاية، وأهمية الفحص الذاتي والدوري، والعلامات التي تستدعي الاستشارة الطبية.
كما نظم المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للقابلات الجزائريات، مكتب باتنة بالتنسيق مع الإقامة الجامعية فسديس، يوما تحسيسيا وتوعويا للتشخيص المبكر لسرطان الثدي. وتم توزيع مطويات تتضمن شروحات مفصّلة في الموضوع بتواصل مباشر مع الطالبات. وتم بعيادة الإقامة فحص أزيد من 60 طالبة وموظفة. وهدفت هذه المبادرة إلى ترسيخ ثقافة الوعي الصحي، وتشجيع النساء على الاهتمام بصحتهنّ، وإجراء الفحص المبكر دون تردد؛ لأن كل فحص مبكر قد يعني حياة جديدة، وفرصة.
وتحدّثت قابلات إلـى "المساء" عن أهمية إبراز طرق التحسيس والبحث في البديل في ما وصفنه بالمبادرات الجادة، التي تسعى في مضامينها إلى توجيه المواطنين ضمن ثقافة صحية، تشكل الدعامة الأساسية للوقاية من هذا المرض؛ لمواكبات التطورات والمستجدات الحالية لسرطان الثدي، وتصنيفاته، وكيفيات علاجه، وطرق الكشف عنه بالأشعة، واعتماد نظام الحمية الغذائية.