الأستاذ شليحي أخصائي في التربية الخاصة:

ضرورة استحداث مراكز تلبي احتياجات عائلات أطفال التوحد

ضرورة استحداث مراكز تلبي احتياجات  عائلات أطفال التوحد
الأستاذ شليحي أخصائي في التربية الخاصة
  • القراءات: 572
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

يحدثنا الأستاذ رابح شليحي من جامعة المدية، أخصائي في التربية الخاصة في هذا اللقاء، عن أهم احتياجات أسر أطفال التوحد، التي تحول دون إمكانية توفير تكفل أفضل لأبنائهم، مما يتسبب في إرهاق كل أفراد العائلة.. التقته المساء، مؤخرا على هامش مشاركته في ملتقى دولي حول التوحد بالعاصمة، وعن أهم احتياجات الأسر، كان هذا الحوار.

لما اخترت الحديث عن احتياجات أسر أطفال التوحد؟

❊❊ كما هو معروف، طفل التوحد من الأطفال الذين يصعب التعامل معهم، بالنظر إلى الأعراض التي يعاني منها، والتي تتطلب أن يكون هناك مستوى جيد من التعامل، للتجاوب مع هذا الاضطراب النفسي، وهو ما يتطلب ضرورة وجود دعم أسري، ولتحقيق هذا الدعم، لابد من معرفة الاحتياجات التي يمكن أن تساعد الأسر على التجاوب مع ابنها التوحدي، انطلاقا من هذا، قمت بدراسة ميدانية لضبط أهم احتياجات الأسر وتمكنيها من الاستقلالية في عملية التكفل.

على ماذا اعتمدتم لتحديد احتياط أسر أطفال التوحد؟

❊❊ الانطلاقة كانت من خلال القيام بدراسة ميدانية مست عددا من الولايات، منها باتنة، المسيلة وقسنطينة، حيث تم استهداف العائلات التي تملك أطفال التوحد، من خلال التواصل مع المؤسسات الاستشفائية والمراكز المتخصصة، حيث تعاملنا مع 80 ولي طفل توحدي، منهم 68 أما و12 أبا.

فيما تتمثل أهم احتياجات الأسر؟

❊❊ أكثر احتياج أكد عليه الأولياء، هو الاحتياج الاجتماعي، ممثلا في كل ما هو مادي، ويعتبر ضروريا للقيام بالفحوصات والتشخيصات الخاصة بطفل التوحد، وهذا الذي يقود إلى طرح فرضية المنحة التي تعتبر غاية في الأهمية، لدعم الأولياء وتمكينهم من التكفل باحتياجات أبنائهم، فيما تمثل الاحتياج الثاني في كل ما هو نفسي وصحي، باعتبار أن هاجس الأولياء هو مشكلة التشخيص التي على أساسها يكون التكفل مبكرا وأخيرا في حدود الدراسة، تأتي الاحتياجات التربوية والتعليمية، مثل الاهتمام بتنمية المهارات التعليمة والدمج التربوي.

كيف كانت استجابة الأسر للدراسة الميدانية؟

❊❊ استجابة الأولياء كانت جد إيجابية، مما يعطي الانطباع بأن هناك وعي  لديهم بأن عملية التكفل لا بد أن تبدأ من عندهم، كما اتضح أيضا وجود الرغبة لديهم في الاعتماد على أنفسهم في عملية التكفل، غير أن غياب مثل هذه الاحتياجات قلل من عزيمتهم، خاصة ما تعلق بالجانب التربوي، والذي جاء حسب الدراسة، في ذيل ترتيب الاحتياجات، لأنه يتطلب إمكانيات كبيرة، الأمر الذي جعلهم يحولونه كانشغال إلى الأخصائي التربوي، ليتكفل به.

فيما تتمثل أهم التوصيات لتلبية احتياجات أسر أطفال التوحد؟

❊❊  من جملة التوصيات التي ارتأينا التأكيد عليها لتلبية احتياجات الأسر وتسهيل التكفل بأبنائهم؛ الدعم الأسري، من خلال العمل على استحداث مراكز للتكفل بالأولياء من جانب التأهيل والمساعدة المادية والمساعدة الأسرية، وحتى التربوية.

ألا تعتقد أن الجمعيات تقدم الدعم اللازم للعائلات؟

❊❊ حقيقة، ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الجمعيات التي تعنى بأطفال التوحد، حيث توفر دعما للأولياء في عدة مجالات، بما في ذلك الجانب التأهيلي، غير أنها تظل غير كافية، مما يتطلب وجود مراكز متخصصة في الدعم والتوجيه الأسري، يشرف عليها مختصون أكفاء.

في رأيك، هل وجود مثل هذه المراكز يلبي احتياجات الأسر؟

❊❊ أهم عائق يواجه الأولياء في عملية التكفل؛ كثرة الاحتياجات، خاصة أن علاج هذه الفئة صعب، الأمر الذي يتطلب مساعدة الأسرة حتى تأخذ بيد ابنها وتساعده على التحسن، إلى جانب تأهيل المختصين وضرورة وجودهم في  المراكز النفسية البيداغوجية الموجودة.

كلمة أخيرة؟

❊❊  في اعتقادي، تبعا للدارسة الميدانية، أحسن وسيلة لتسهيل عملية التكفل بأطفال التوحد، الذين يزيد تعدادهم في السنوات الأخيرة، حسبما جاء في تصريح البروفيسور ثابتي، الأخصائية في أطفال التوحد التي أشارت إلى أننا نسجل ولادة طفل توحدي، واحد مقابلة كل 68 ولادة طبيعية، هو تلبية احتياجات الأولياء، خاصة المادية منها، لأنهم على استعداد كبير لمرافقة أبنائهم في مختلف المجالات.