قلة الطلب عليها غيبها من الجزارات

ضرورة إدراج لحوم الأرانب والماعز في الأطباق

ضرورة إدراج لحوم الأرانب والماعز في الأطباق
  • القراءات: 3188
رشيدة بلال رشيدة بلال

يتجه اهتمام أغلب المستهلكين عند الذهاب إلى الجزار لشراء اللحوم، إما إلى اختيار الحمراء منها ممثلة في لحم الغنم، وهو الأكثر شيوعا، أو لحم البقر على شكل قطع أو مفروما، أو باختيار اللحوم البيضاء ممثلة في لحم الدجاج بالدرجة الأولى، أو الديك الرومي، وبصورة أقل طائر السمان إن كان متوفرا، أما الأسماك فهي لمن استطاع إليها سبيلا، بسبب غلائها، وبعيدا عن هذه الأنواع التي أضحت كلاسيكية، لا يتجه التفكير إلى التنويع باللحوم، كشراء لحم البط أو الإوز أو الأرانب والماعز، فهل يرجع ذلك إلى عدم تعود المستهلك الجزائري على مثل هذه اللحوم في نظامه الغذائي؟

في استطلاع للرأي مس عددا من المواطنين في العاصمة، أكد المستجوبون أن السبب وراء عدم التفكير في تجريب نوع آخر من اللحوم، بدل لحم الغنم والدجاج، يعود إلى عدم توفره لدى الجزارين، الأمر الذي جعل تفكيرهم دائما محصورا فيما يقع عليه بصرهم مما يعرضه الجزار في محله.

في حين، عبر البعض الآخر بالقول، إن كثرة توجههم إلى استهلاك لحم الغنم والبقر والدجاج، أنساهم أن هنالك بعض الأنواع الأخرى من اللحوم، التي يفترض أن تكون حاضرة في المنزل من باب التغيير، كلحم الأرانب أو الماعز، بينما أرجع آخرون السبب، إلى ارتباط بعض أنواع اللحوم بالعلاج، كلحم الحصان والماعز وحتى الأرانب لمن لا يناسبهم تناول اللحوم الغنية بالدهون.

على حد قول إحدى المواطنات، فإن السبب في تناول اللحوم الشائعة، خاصة لحم الغنم والدجاج وحتى السمك، يرجع إلى ارتباط الأطباق التقليدية بمثل هذه الأنواع، الأمر الذي جعل التفكير في الخروج منها غير وارد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تفيد بأن لحم الماعز وحتى الأرانب غير متوفرة لدى كل الجزارين، إلا قلة قليلة، وبناء على الطلب، الأمر الذي  يجعلك حتى وإن فكرت في التنويع، فهو غير متاح، لأنك لن تجد ضالتك، إلا إذا بحثت مطولا، ولابد أن يكون الجزار محل ثقة حتى لا يبيعك لحم قطط، على أساس أنه لحم أرانب، لكثرة التشابه بينهما، وهو ربما ”واحد من الأسباب التي لا تشجعني شخصيا على تناولها”.

قلة الطلب غيبها من القصابات

اقتربت ”المساء” من بعض الجزارين بنواحي بلدية بوزريعة، وعن سبب عدم إدراج أنواع أخرى من اللحوم للبيع، إلى جانب تلك الشائعة، أكد أحد الباعة أن السبب راجع إلى قلة الطلب على مثل هذه الأنواع، خاصة منها لحوم الأرانب، ”لهذا لا يتم المجازفة بجلبها وعرضها، ومن ثمة لا نجد من يشتريها”، موضحا أن العائلات الجزائرية لا تعتبر لحوم الأرانب وحتى الماعز من اللحوم الغذائية، إنما تقصدها عادة لأغراض علاجية، ”الأمر الذي جعلنا لا نتاجر فيها”.

بينما أوضح جزار آخر أنه يبيع لحم الأرانب ولحم طائر السمان، لكن بناء على الطلب، وفي غياب ذلك، لا يبيعها لأنها من اللحوم غير شائعة الاستهلاك لدى أغلب المواطنين، لهذا لا يفكر في بيعها، في حين أعرب جزار آخر أنه لم يدرج لحم الأرانب والماعز ضمن سجله التجاري، لقلة الطلب على هذه الأنواع من ناحية، ولأن المربين الذين يختصون بتربية بعض الأنواع من الحيوانات، مثل الإوز والبط والأرانب، أصبحوا قلة، وأغلبهم اتجه إلى تربية  الغنم، ويقول ”بالتالي لا مجال للمجازفة ببيع هذه الأنواع، خاصة أنها من اللحوم التي لا  تختارها ربت البيت لتحضير أطباقها، وإن حدث وبحثت عنها، فيكون ذلك من باب الفضول والرغبة في التجربة فقط، وتبقى لحوم البقر والغنم والدجاج، حسبه، المفضلة لدى الأغلبية”.

التنويع في اللحوم ضرورة

عن مدى أهمية إدخال بعض الأنواع الأخرى من اللحوم في نظامنا الغذائي، من باب التنويع والتغيير وعدم الانحصار في الأنواع الشائعة، كلحم الدجاج والغنم، أوضح الأخصائي في التغذية كريم مسوس، في معرض حديثه مع ”المساء”، أنه من الخطأ من الناحية الصحية الاعتماد على بعض الأنواع فقط من اللحوم في نظامنا الغذائي، ويفترض أن يكون التنويع ضروريا، خاصة أن بعض الأنواع الأخرى، تحتوي على قيمة غذائية عالية، بالمقارنة مع ما تعودنا على تناوله، لاسيما  لحم الأرانب والماعز، بالنظر إلى قلة نسبة الدهون فيها، فضلا عن أن لحوم الأرانب تعد من أجود الأنواع، لأن غذاء هذا الحيوان متنوع، الأمر الذي يرفع من القيمة الغذائية للحومه، إلى جانب لحوم البط والإوز، والتي لا تفكر مطلقا ربات البيوت في تحضير أطباق بها كبديل عن الدجاج.

من جهة أخرى، أوضح الأخصائي في التغذية، أن اتجاه الجزارين إلى التنويع في اللحوم التي يبيعونها، سينعكس لا محال على الأسعار، فتجعل اللحوم الأكثر طلبا تنخفض أسعارها، ويكون للمستهلك مجال واسع للاختيار، مشيرا في السياق، إلى أن حمل المستهلك على التنويع في اللحوم التي يتناولها والاتجاه إلى تجريب لحوم أخرى، مثل لحم الأرانب والماعز والبط، يتطلب من المشرفين على قنوات الطبخ اختيارها لتحضير الأطباق بها، ومن ثمة يدفعون ربات البيوت إلى تجريب أطباق بأنواع أخرى من اللحوم لنتحرر، حسبه، من اللحوم الكلاسيكية التي تعودنا عليها، كالدجاج والغنم والبقر وحتى السمك، ونستمتع بتناول أنواع أخرى.