عبادة يحرص عليها الجزائريون بعد عيد الفطر
صيام الستة أيام من شوال.. تقليدا وطمعا في حصد أجر صيام الدهر

- 995

يشرع الكثير من الجزائريين بعد عيد الفطر مباشرة، وفي ثالث أيامه، عادة في صيام "الصابرين"، أو ما يعرف بصيام ستة أيام من شهر شوال، حيث يسارع هؤلاء لكسب الأجر دون الخروج من روحانية الشهر الفضيل، وتعودهم على الصيام، طمعا في كسب الثواب، نظرا لحكمها ومنافعها، لاسيما أن الكثيرين دأبوا على صيام هذه الأيام، وكأنها استمرار لشهر رمضان المعظم.
أصبح صيام ستة أايام من الشهر الفضيل، لدى الكثير من العائلات الجزائرية، تقليدا راسخا لا يمكن الاستغناء عنه، إذ يفضلها البعض متتالية يوما بعد آخر، إلى غاية الفراغ منها، في حين يفضل البعض تقسيمها على مدار شهر شوال، شريطة أن يتم صيام كل أفراد العائلة خلال نفس الأيام، من أجل تحضير مائدة الإفطار مشتركة، والتي دائما ما تكون مختلفة عن مائدة سائر أيام السنة، ليجتمع حولها أفراد العائلة والاستمتاع بأطباق "رمضانية" تُبقي أفراد العائلة في أجواء الشهر الفضيل.
في هذا الصدد، قال محمد عبابسية، إمام مسجد، إن صيام "الصابرين" من العبادات الراسخة والمستحبة لدى المجتمع الجزائري، ويحرص الكثير على صيامها، ويراها البعض بمثابة الفرض، رغم أنها سنة، إلا أن الكثيرين ولمعرفتهم للثواب والأجر عند صيامها، يستغلون فرصة عدم تفويتها، بل ويعتبرونها إتماما للشهر الفضيل، ويقبل على صيامها بأيام متقطعة أو متتالية، حسب القدرة والرغبة وبرنامج الأسرة، وأشار إلى أن الكثيرين يرغبون في صيامها مباشرة بعد أول يوم عيد، وآخرون بعد ثاني يوم منه، كما أن بعض النسوة يسارعن لصيامها قبل قضاء ما عليهن من دين من الشهر الكريم، خوفا من تفويت أيامها المحصورة في شهر شوال فقط، ولا قضاء فيها بعد ذلك.
في هذا الصدد، أكد أن قضاء الصيام الواجب أحرى من أداء التطوع، لقوة الواجب وعلو مرتبته على المستحب، لأن الواجبات والفرائض أحب القرب إلى الله تعالى، فعلى صاحب الدين قضاء ما عليه من أيام رمضان إن استطاع، ثم صيام التطوع، وهو أكثر ما يستحب، كما قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: "إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه"، ويضيف لكن إذا كان خوف الفرد من ضيق الشهر وتسبيق التطوع، فلا بأس في ذلك، ليليه بعد ذلك صيام الدين وتعجيله وعدم تركه لتقريبا سنة كاملة، يمكن للفرد أن تتوفاه المنية وهو بدين مع الله.
أكد إمام المسجد، أن صيام شوال هو جبر ما شاب صيام رمضان من نقص، كما أنها تعادل تلك الأيام مع صيام الشهر الفضيل صيام الدهر، لقول رسول الله عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، إنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر".