"لبنى شومان” حرفية في حياكة الصوف

صنعة يدوية تأبى الزوال رغم المنافسة الشرسة

صنعة يدوية تأبى الزوال رغم المنافسة الشرسة
  • القراءات: 762
 رشيدة بلال رشيدة بلال

تأبى العديد من الحرف الاندثار رغم موجة التطور والعصرنة، ورغم قلة العائد المادي والجهد المبذول فيها، إلا أن متعة القيام بها والرغبة في الحفاظ عليها، كونها جزء من الموروث حال دون زوالها، والعينة في هذا الميدان كانت لحرفة حياكة الصوف يدويا، والتي امتهنتها السيدة لبنى شومان لأزيد عن 20 سنة، وتتطلع إلى تسويقها خارج الوطن، بعد إنشاء مؤسستها المصغرة.

يعود تمسك الحرفية لبنى بحرفة حياكة الصوف اليدوية، إلى كونها سليلة عائلة من البليدة تمجد الموروث التقليدي، الأمر الذي جعلها تتأثر بالبيئة التي تربت فيها، فما كان منها إلا أن ورثت هذه الحرفة اليدوية، وعلى الرغم من أن السوق اليوم بفعل الانفتاح، يوفر للمستهلك أجود أنواع الألبسة المصنوعة من الصوف، بالاعتماد على الماكنة، إلا أن الحرفية لبنى تؤمن بأن صنعة اليد لا يمكن أن تقارن بتلك التي تعد بالآلة، سواء من حيث الجودة أو النوعية.

وأكدت أن ما شجعها على التمسك بالحرفة، هو الطلب المتزايد لتحضير ألبسة صوفية لحديثي الولادة والأطفال، أو ما يعرف بجهاز الرضيع، الذي تخصصت فيه وذاع صيتها في ولاية البليدة، وخارج الوطن، مؤكدة أنها أصبحت تعد جهاز الرضيع من وشاح وقميص وحذاء صوفي وقبعة وقفازات، بناء على الطلب، وبألوان تحمل رموزا وأشكالا مختلفة، للأمهات المقبلات على الولادة، أو لبعض النسوة الراغبات في تقديمها كهدية.

تذكر الحرفية لبنى أول قطعة من الصوف حاكتها، كانت عبارة عن شريط صوفي لتزين شعر الأطفال، واليوم بعد أن احترفت حياكة الصوف، أصبحت رائدة في مجال صناعة الألبسة الصوفية الموجهة للأطفال.

وحسبها، فإن ما شجعها على التمسك بالحرفة، هو الطلب الكبير عليها، حتى من خارج الوطن من محبي الصناعات اليدوية، مشيرة إلى أن العمل اليدوي على الرغم من التطورات الحاصلة في مجال الصناعات الجاهزة، إلا أنه لا يمكن أن ينافس تلك المصنوعة يدويا   التي تستمد شعبيتها من جودتها، حيث تقول في هذا الصدد، إن حياكة الصوف رغم أنها متعبة ويتطلب تحضيرها الكثير من الوقت، إلا أن حبها للحرفة والطلب الكبير على ما تعده، جعلها لا تعير بالا للمجهود المبذول أمام النتيجة المحققة، فضلا عن أنها تلعب دورا في الحفاظ عليها من الزوال، بعد أن تراجعت هذه الصنعة بشكل كبير، بسبب ما يؤمنه السوق من ملابس جاهزة، فضلا عن رفض جيل اليوم تعلمها، بسبب افتقاره للصبر والرغبة في القيام بمثل هذه الأنشطة اليدوية.

الطلب على ما تعده الحرفية لبنى من ألبسة موجهة للأطفال، جعلها تتقدم إلى مؤسسات الدولة للحصول على قرض، مكنها من تأمين المادة الأولية بالكميات التي تحتاج إليها، واستطاعت بفضل ما تبيعه، أن تعيد جزءا من قيمة القرض، وتتطلع إلى التأسيس لمؤسسة مصغرة تروج لهذه الحرفة التقليدية.