مازالت سائدة بالطارف
صناعة وتصليح الغربال حرفة تأبى الزوال

- 1242

عمي محمد بن عريوة حرفيّ في صناعة وتصليح الغربال أو ما يُعرف لدى سكان ولاية الطارف "بالسيار" الذي تختلف أنواعه، وهو الذي دأب على ممارسة هذا العمل منذ أكثر من 16 سنة، فتح لنا خزانة أسراره التي تحوي قصة هذه الوسيلة البسيطة والمهمة في آن واحد؛ إذ أشار إلى أن هذا الجهاز دائري الشكل ومجهز بشباك تختلف مسامها باختلاف التسميات، فمنها ما يسمى بـ "السقاط"، وكذا "الثناي"، و"الرفاد"، و"الدقاق"، و"سيار القمح".
وحسب الشيخ بن عريوة محمد، فإن حرفته مازالت تلقى إقبالا كبيرا لاقتناء مختلف أنواع الغرابيل المعروفة والمطلوبة بالمناطق الشرقية، وخاصة بولايات الطارف وقالمة وسوق اهراس وعنابة، مؤكدا أن المنافسة تشتد بالمنطقة على اقتنائه بغرض تحضير مختلف أنواع العجائن من "الكسكسي" و"المحمصة" و"الزريرة" المعروفة بـ "الروينة"، وإعداد طبق "البركوكس" و"المحور". ويُستعمل الغربال أو ما يعرف بـ "السقاط" في إسقاط دقيق الكسكسي، و"الرفاد" في بقاء دقيق الكسكسي في الغربال بعد إسقاط كل الزوائد. كما يُستعمل "الغربال" أو "سيار الكسكسي" في غربلة دقيق الفرينة، و"سيار القمح" في تحضير طبق "البركوكس"، و"المحور" و"الزريرة" ومختلف الأطباق التي يستعمل فيها الغربال، لاسيما بوجود مختلف أنواع الحبوب عند رحيها في المطاحن.
الحرفي الشيخ بن عريوة محمد يمتهن إضافة إلى صنع مختلف أنواع الغربال، ما يُعرف بـ "السيار" المكون من السلك، أو تلك الشباك رقيقة الحجم والقوس الخشبي، إلى جانب تصليح مختلف أنواع الغرابيل. ويتخذ الحرفي زاوية من زوايا الأسواق التي يتم إقامتها بولاية الطارف، ومختلف الأسواق الأسبوعية؛ حيث يقوم ببيع مختلف أنواع الغرابيل، وتصليح ما يمكن إصلاحه لكون حرفته مازالت مطلوبة بقوة، وتستعملها النسوة في تحضير مختلف أنواع أطباق العجائن التي لم تستطع التكنولوجيا الحديثة ولا المنافسة التجاريةو أن تمحوها على مر التاريخ.