قرية «بيدر» بتلمسان

صناعة الفخار التقليدي تراث فني لا غنى عنه

صناعة الفخار التقليدي تراث فني لا غنى عنه
  • القراءات: 3012

تحرص نساء قرية «بيدر» ببلدية مسيردة الفواقة بولاية تلمسان، على المحافظة على صناعة الفخار التقليدي، باعتباره تراثا لهذه المنطقة، لاسيما من خلال الأشكال والألوان التي يعطينها للأواني الفخارية المصنوعة من مادة الطين، أكدت الحرفية فوزية قلقول، أن صناعة الفخار بهذه القرية المعروفة بجودة طينها، ترتكز على هذه المادة الأولية التي يتم خلطها بالرمل والماء بمقاييس مضبوطة ودلكها بالأرجل لإخراج الهواء من العجينة، وتشكيلها بالأيدي على لوحة خشبية وحجر مستو باستعمال قطعة من الجلد لترطيبها، دون إدخال الآلة في عملية تشكيل التحف الفنية والأواني المنزلية.

ذكرت الحرفية قلقول أن الأواني والتحف المصنوعة يتم طهيها في الفرن  التقليدي، على الحطب الذي تصل درجة حرارته إلى 450 درجة مئوية، وتستغرق مدة الطهي 7 ساعات في فصل الشتاء و4 ساعات خلال فصل الصيف».

تستعمل في عملية التزيين عشبة «الضرو» التي يتم جلبها من الغابة المجاورة  لقرية «بيدر»، وتجفيفها، ثم دقها وخلطها مع الماء وتصفية محلولها واستعماله كملون طبيعي في رسم الأشكال على التحف المصنوعة من الطين بعد خروجها من الفرن، باستعمال «الرقام» الذي هو عبارة عن آلة دقيقة للتزيين مصنوعة من الطين وشعر الماعز.

أضافت فوزية قلقال، أنّ تزيين التحف الفخارية تعكس الحالة النفسية للحرفية باستعمالها للخطوط الرقيقة أثناء الضيق والخطوط العريضة عند الراحة والمثلثات العلوية التي ترمز إلى الرجل، والسفلية التي ترمز لشخصية المرأة وغيرها من الأشكال ومعانيها التي ورثتها النساء الحرفيات بقرية «بيدر» عن الأجداد.

تسجل قرية «بيدر» توافد عدد كبير من السياح الراغبين في اقتناء منتجات  الفخار التقليدي بأثمان مختلفة، نظرا لجودتها ودقة العناية بكل التفاصيل  أثناء صناعتها، خاصة الأواني الفخارية الخاصة بالطهي.  تعد هذه الأواني «مقاومة للكسر والشقوق» بفضل خلط الحرفيات لمادة «التفون» مع عجينة الطين والرمل والماء، وهي عبارة عن رسكلة للمواد الفخارية المتكسرة التي يعاد دقها وغربلتها وخلطها مع العجينة من جديد، وهي تقنيات تعلمتها الحرفيات بمركز التكوين المهني خلال دورة تكوينية لإتقان صناعة الفخار التقليدي، كما أشارت إليه الحرفية.  تنشط هؤلاء النساء البالغ عددهن 15 امرأة، بجمعية» فخار بيدر» التي تأسست منذ 4 سنوات، بهدف إعادة الاعتبار لهذه الصناعة التقليدية التي تعرف بها المنطقة منذ القدم، والتي تضم حوالي 40 منخرطا مهتمين جميعهم بصناعة الفخار، وقد حازت على «الجائزة الأولى في 4 تظاهرات وطنية خاصة بصناعة الفخار».

ق.م