حرف أبدع فيها جزائريون

صناعة السيراميك فن أصيل بلمسة أمازيغية

صناعة السيراميك فن أصيل بلمسة أمازيغية
  • القراءات: 805
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أبدعت الحرفية "م. نور"، مختصة في صناعة الخزف والسيراميك وتزيينه، في صناعة قطع للتزيين تختلف بين أواني الطاولة، والقطع المخصص للديكور، ميزتها تلك اللمسة الأمازيغية التي أعطتها طابعا يختلف عما اعتدنا مشاهدته في المعارض، الأمر الذي أثار اهتمام وفضول زوار معرض الصناعة التقليدية، الذي اختتم مؤخرا برواق "مصطفى كاتب"، بمناسبة شهر التراث.

يشهد العالم منذ القدم رواجا كبيرا لفن الخزف والسيراميك، الذي يعكس أصالة العديد من الحضارات، لاسيما الآسيوية، التي كانت ولا تزال تهتم بشكل خاص بصناعتها، وتصل أسعار بعض القطع منها، خصوصا القديمة، إلى مستويات خيالية، لاسيما في الصين واليابان، وانتقلت تلك الأعمال اليوم إلى ربوع العالم، وكل دولة تبدع في صناعتها على طريقتها الخاصة، حيث يتم إنتاج أنماط متنوعة منه، تستخدم فيها تقنيات جديدة لتقديم منتجات ساحرة الجمال، فيها تمازج بين التقنيات الحديثة والتقاليد القديمة التي تعبر عن سنوات غابرة لهذه الحرفة. اليوم، تشارك الجزائر بدورها، في مختلف المعارض الدولية التي تنظم، إلى جانب بقية دول العالم، في معارض فنية وتظاهرات تقام من قبل حرفيي هذه الصناعة، في سعي دائم من أجل الحفاظ عليها وعلى فنونها، وضمان استمراريتها، مما يجعل المنافسة شديدة.

لا يختلف اثنان عن أن صناعة السيراميك مكمل لعمل مارسه أجدادنا منذ القدم، وهي صناعة الفخار، التي أشارت في شأنه الحرفية "م. نور" من ولاية تيزي وزو، في تصريح لـ"المساء"، إلى أنه فن دخلت عليه بعض التعديلات، ليصبح نوعا آخر من الحرف التي لا تقل جمالا، سمحت التقنيات الجديدة بتطويره والإبداع فيه، من خلال إدخال لمسات عصرية، باستعمال أدوات لم تكن متوفرة قديما في أسواقنا. أضافت المتحدثة، أن كل حرفي اليوم، يعمل جاهدا على تطوير حرفته وضمان ديمومتها، من خلال الترويج لها، ومحاولة جعلها تتماشى وصيحات العصر، لكن دون التخلي عن أصالتها، التي يبدو، حسب المتحدثة، أن ذلك ما يبحث عليه جيل اليوم. فبعد تيار الديكور العصري، عادت الكثير من العائلات تبحث عن الديكور القديم لتزيين بيوتها، من خلال اعتماد خامات راقية، كالخشب، الرخام، وكذا الفخار، كلها ترمز إلى نمط ديكور كان يعتمد قديما، وفقا لما كان يميز العصور القديمة التي كانت تعتمد بشكل أساسي على المواد الطبيعية، والتي لا تدخل عليها أي تغيير، ماعدا ما تعطيها تلك اللمسة الفنية، من خلال نحتها بأسلوب جد راق.

أكدت م. نور أن العامل الأساسي للترويج للصناعة التقليدية اليوم، هو محاولة فهم الزبون ومواكبة أذواقه التي تتغير في كل مرة، وفق ما يسوقه لنا العالم من أفكار جديدة، وحتى لا يقع الحرفي في فخ "التقليد"، خصوصا ما هو موجود عبر الأنترنت، لابد أن يتمكن من إطلاق العنان لمخيلته، حتى لا يصبح مجرد آلة لصنع ما هو رائج ومتوفر أساسا في السوق.