دمى قماشية الحرف بعنابة

صناعة الدمى تفرض حضورها بقوة

صناعة الدمى تفرض حضورها بقوة
  • القراءات: 1170
سميرة عوام سميرة عوام

تعتبر صناعة الدمى من الحرف التقليدية القديمة التي كانت نتاج ما تصنعه  الجدات والأمهات للعب البنات واللهو بها أيام الطفولة، وهي من بين اللعب المحببة لدى الإناث وقد عادت هذه الحرفة بقوة نظرا لكثرة الطلب عليها بعنابة، حيث تزينت معارض الصناعات التقليدية عشية الاحتفالات بعيد المرأة المصادف للثامن 8من مارس من كل سنة بها.

أبدعت الحرفيات في عرضها أمام الزوار، إذ وجدت هذه اللعبة الصديقة  مكانا لها خلال المعرض الذي يحتضنه مركز الترفيه العلمي بمدينة عنابة، من تنظيم جمعية "الإكرام"، وانفردت الحرفية صونيا، خلال مشاركتها في هذه التظاهرة النسوية بعرض مجموعة من الدمى ذات الألوان الزاهية والأشكال المختلفة.

وحسب هذه المبدعة فإنّ حرفة صناعة الدمى أخذتها عن أمها التي تعتبرها مدرسة حقيقية، لأنها نسجت بينها وبين الطفولة التي جمعتها بدميتها عالم إبداع حقيقي، استمدت منه قوتها لتصنع بأناملها عدة قطع جميلة ومميزة، لتضيف أن الحرفة لها روح يجب أن تكون متجذرة داخل المبدع، وبعدها تليها الفكرة لاختيار نشاط حرفي يستطيع من خلاله صاحبه تقديم الأفضل لزبائنه وإقناعهم بخدماته المعروضة، وهو ما لمسناه عند صونيا التي كانت تعرض دماها بفرح وحب كبيرين ينم عن حكاية في داخلها صنعها الزمن الجميل، وأشرت محدثتنا إلى أن الدمى فتحت لها علاقات إنسانية واسعة، حيث تقدم هذه القطع كهدايا للأطفال الأيتام وكذلك لتلاميذ المدارس والطفولة المسعفة، وتختلف المناسبات لتعرض دماها في الاحتفالات ويكون الاقبال عليها كبيرا لدرجة التنافس على اختيار  أكبر عدد من هذه اللعب.

ولا يتوقف جناح الدمى عند صناعة العروس فقط بل يتعداه لعرض أشكال وألوان اللباس التقليدي العنابي والذي يصاحب العروس العنابية، حيث تجسد هذه الإكسسوارات في الدمى لتعريف الزوار بعمق التاريخ العنابي الضارب في قلب المدينة القديمة وأزقتها وكل ما يحيط بها من فسيفساء متنوعة.

وعلى صعيد آخر، عبّرت بعض الأمهات اللواتي التقت بهن "المساء" عن فرحتهن بعرض مثل هذه الحرف القديمة المتعلقة بالدمى المصنوعة من القماش الملون ويتم حشوها بالصوف والقطن، وهي المفضلة لدى الزائرات عن البلاستيكية، لتضيف إحداهن أن الدمية عالم جميل يعمل على تفتح عقل الطفل الذي يحاول أن يكتشف عالمه الخارجي ناهيك عن حديثه مع هذه الصديقة وقد تساعد الطفل على الكلام و البحث عن كل ما يدور حوله من ألوان ونوع القماش وغيره وهذه تنمي مهارات الصغار قبل ذهابهم للمدرسة وتبقى الدمية معهم حتى الكبر .

للإشارة، فإن حرفة صناعة الدمى بعنابة عادت بقوة، حيث بدأت هذه النشاطات تفرض وجودها أمام الصناعات الحرفية الأخرى .